الأقباط متحدون | الأقباط ليسوا قصر والأخوان ليسوا أوصياء!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٦ | الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ | ٢٩ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط ليسوا قصر والأخوان ليسوا أوصياء!

الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ - ٣٩: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
فى احدى خطب مرشد الاخوان الأخيرة، روى المرشد للجمهور ما قاله لقداسة الأنبا شنودة  فى زيارته له قبيل وفاته. قال المرشد "قلت للبابا: هل تعلم من أوصانا بكم؟ فقال البابا: من؟ فقلت له: انه الرسول نفسه". وبداية يؤسفنى أن فضيلة المرشد يتكلم باسم الغازى العربى، وكأنه عربى وافد على مصر. وكان اوقع لو انه أخذ دور مسلم من أصل قبطى فيكون الحديث بين قبطى وآخر حتى ان اختلفا فى الدين. أما تفسيرى الشخصى ان قداسة البابا عندما سأل المرشد من يكون الذى أوصى الاخوان بالاقباط، لم يكن استفسارا عن معلومات يجهلها، فقد كان قداسته دارسا للتارخ ويعرف عن التاريخ الاسلامى ربما اكثر مما يعرفه المرشد، ولكن غالبا  كان سؤالا استنكاريا عن مبدأ يرفضه، وهو أن يعامل الاقباط فى وطنهم كقصر فى حاجة للوصاية.
 
ونحن الشعب القبطى المسيحى، ومعنا ملايين الأقباط المسلمين، نشكر لفضيلة المرشد طيب مشاعره ونقول له كرمك مرفوض مرفوض وان كنت لم تفهم ما نقصد نقولها للمرة الثالثة مرفووووووووووض.
 
واذا كان فضيلة المرشد يؤمن بهذا الكلام فهو يعيش فى غير عصرنا، فنحن لسنا بقصر حتى يصبح هو او غيره وصيا علينا.  نحن لا نعيش فى القرن السابع، وانما نعيش فى القرن الواحد والعشرين.  انتهى زمن الخلافة الاسلامية وحل محله نظام الحكومات المدنية الديمقراطية، وانقضى مبدأ الذمية وأصبح فى ذمة التاريخ، ولن تعود عقارب الزمن للوراء. لن يحمى المواطن القبطى مواطن مسلم بل يحمى القبطى والمسلم جيش الوطن الذى يتكون من جميع المواطنين.
افتراض ان فصيل معين يكون وصيا على فصيل آخر يعكس  نعرة تعالى من جانب من يظنون انهم الأوصياء. ويحتوى على نعرة تحقير وتصغير تجاه من تفرض عليهم صفة الموصى عليهم. كما انه يحتوى على نبرة تخوين لغير المسلمين عندما لا يسمح لهم بالخدمة ضمن قوات الجيش لأنهم ليسوا موضع ثقة أن يزودوا عن حمى الوطن.
 
معنى هذا أن أقباط مصر، الذين هم أصل مصر، سيتم تصنيفهم على أنهم ذميين. وأن الخيارات التى أمامهم: اعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو القتال. وان بقائهم على دينهم فى أرض أبائهم وأجدادهم مرهون بقبولهم عقد الذمة ويصبحوافى حماية المسلمين ملزمين بدفع ضريبة خاصة اسمها "الجزية" وهم أذلاء طبقا لنص القرآن  "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" سورة التوبة 9: 29 
تفاصيل ما يعنيه عقد الذمية وارد فى ما يسمى "العهدة العمرية" وهى شروط أجبر مسيحيوا الشام على قبولها فى كتاب أرسلوه الى الخليفة عمر ابن الخطاب.
 
وهذه بعض نصوصه:
•       استأمنا منكم لأنفسنا ولذوينا ولأموالنا ولإخواننا فى الدين.
•       وتعهدنا بألا نبنى كنائس ولا صوامع ولا بيعا.
•       ولن نعمر ما أشرف على الانهيار منها.
•       ولا نصلح ما يقع منها فى أحياء المسلمين. 
•       ونؤوى المارة والمسافرين من المسلمين فى بيوتنا 
•       ونضيف المسلمين أجمعين ثلاثة أيام.
•       ولن نحتفل بقداديسنا على مرأى الناس.
•       ولن نمنع أحدا من أهل ديننا من اعتناق الاسلام اذا اراد.
•       ونعامل المسلمين بالبر والاحسان.
•       ونوقر المسلمين ونقوم لهم ان ارادوا الجلوس
•       ولن نتشبه بهم فى الملبس.
 
•       ولن نسرج (نركب الخيول) ولا نحمل سلاحا.
•       ولن نعرض كتبنا ولا صلباننا فى أماكن المسلمين.
ولكن مع ضعف الخلافة وازدياد نفوذ الدول الأوربية حدث ضغط على الخليفة العثمانى السلطان عبد الحميد لتحسين أحوال اهل الكتاب (المسيحيين واليهود) فى الامبراطورية. وبناء على ذلك صدر الخط الهمايونى فى سنة 1856 الذى كان يعتبر خطوة تقدمية فى ذلك الوقت. وتضمن مبادىء هامة تؤكد انتهاء عهد الذمة والمساواة بين المواطنين. وهذه بعض نصوصه:
•       المساواة بين جميع المواطنين داخل الامبراطورية فى الحقوق والواجبات.
•       عدم اجبار أى شخص فى الامبراطورية على ترك دينه.
•       مناصب الدولة المدنية والعسكرية تكون بالكفاءة بدون تمييز دينى.
•       الزام كل المواطنين بالخدمة العسكرية.
•       التصريح ببناء الكنائس فى الامبراطورية بموافقة الخليفة نفسه.
 
استمر ضعف الخلافة العثمانية الى ان انهارت تماما فى سنة 1924 واستلم حكم تركيا بعد ذلك  كمال أتاتورك مؤسس العلمانية.  وتزامن مع هذا ظهور جماعة الأخوان المسلمين سنة 1928 لتعيد للاسلام مجده الذى ضاع بانهيار الخلافة. وكان شعارهم يعلن عن منهجهم وهو: الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.  وكانوا يتعهدون بالسمع واطاعة للمرشد ويحلفون يمين الولاء له على المصحف والمسدس. وبدى واضحا محاولات تنفيذ مخططاتهم الدموية للوصول للسلطة واحياء دولة الخلافة عن طريق الاغتيالات لكل من يقف فى طريقهم. 
ومن عباءة الأخوان خرجت جماعات الجهاد التى حصلت على فتوى من الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون  فى الولايات المتحدة فى قضية محاولة تفجير برج مركز التجارة العالمى سنة 1993. عن طريق هذه الفتوى أصبح مسموحا لهم الاعتداء على الصياغ الأقباط بقتلهم وسرقة ذهبهم وأموالهم لتمويل عملياتهم الارهابية التى يهدفون بها الوصول للحكم.
 
اليوم أصبح الأخوان قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى حكم مصر وبالتالى اقتربوا من تحقيق حلمهم باعادة الخلافة الاسلامية. ولكن سواء حكم مصر الأخوان أو غيرهم فان الاقباط لن يفرطوا قيد أنملة  فيما اكتسبوه من حقوق مشروعة وهى انهم مواطنون أصلاء فى دولة مدنية يتساوى فيها الجميع فى الحقوق والواجبات.
محاولات الأخوان طمأنة الأقباط بأنهم سيحصلوا على الأمان تحت حمايتهم مرفوضة، الا اذا كان الأقباط من السذاجة ليعتقدوا أنه يمكن استئمان الذئب على حماية حظيرة الحملان. هذا الذئب قد تم تجريبه فثبت ان الدموية طبيعته والكذب منهجه. ولن يصدق حتى لو أقسم بأغلظ الايمان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :