"الهانوفيل وأبو تلات" فى المقدمة لشدة التيارات المائية والطبيعة الجغرافية.. حواجز أمواج شاطئ النخيل تحصد الأرواح سنويا.. ومتخصصون يحذرون: لا توجد خدمات إنقاذ بسبب الغلق
أثارت مأساة غرق 11 شخصا بشاطئ النخيل يوم الجمعة الماضى، حفيظة المجتمع المصرى، وألقت الضوء على ملف شواطئ غرب الإسكندرية بمنطقة العجمى، والتى تتميز بطبيعة خاصة تختلف عن باقى شواطئ المحافظة والمنقسمة الى قسمين، فهناك القسم الشرقى والممتد من شاطئ أبوقير شرقا مرورا بشواطئ المندرة وسيدى بشر وميامى وجليم، ووصولا إلى شواطئ الأنفوشى ورأس التين، وتتميز تلك الشوادئ بدرجة حماية وأمان مرتفعة بسبب مشروعات حواجز الأمواج التى تنفذها وزارة الرى المصرية بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية منذ سنوات بهدف حماية الشواطئ من التآكل، إلا أنها كونت حاجزا للأمواج أدى إلى الحد من التيارات المائية وسهولة السباحة فى تلك الشواطئ .
أما القسم الآخر من شواطئ الإسكندرية فيقع فى الجهة الغربية والمعروفة بمجموعة شواطئ العجمى، وهو شريط غربى ساحلى به عدد من الشواطئ الشهيرة والتى تجذب إليها آلاف المصطافين سنويا بسبب الطبيعة الساحرة لمياه البحر والرمال البيضاء الناعمة، إلا أن تلك الشواطئ الناعمة بها خطر مميت، حيث تتميز تلك الشواطئ بشدة التيارات المائية "الدوامات" نظرا للطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة الغربية والتى تعتبر بداية الساحل الشمالى، ولم يتم تنفيذ مشروعات حماية الشواطئ بها.
ويقول الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، ومتخصص بالاتحاد الدولى للإنقاذ بمصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن شواطئ غرب الإسكندرية بحى العجمى تتميز بالخطورة المرتفعة فى السباحة خاصة لمن لا يجيدون السباحة فى التيارات المائية الشديدة، حيث يأتى شاطئ النخيل فى مقدمة شواطئ العجمى ذات درجة الخطورة المرتفعة، وذلك بسبب حواجز الأمواج الخاطئة التى تؤدى إلى زيادة شدة التيارات المائية "الدوامات" التى تسبب الغرق.
وأوضح الدكتور رأفت حمزة أن شاطئ النخيل به 6 حواجز أمواج فى عرض البحر على مسافة من الشاطئ بينها 7 فتحات للمياه تصب مباشرة فى عمق البحر، تلك الفتحات مع وجود الحواجز ومع شدة اندفاع الموج تؤدى إلى اندفاع المياه بشدة لتعبر من بين تلك الفتحات بعد أن صدتها حواجز الأمواج، وفى حالة انسحاب الموج لا يجد مخرجا أيضا سوى تلك لا فتحات فيخلق دوامات السحب مع كل موجة تنسحب إلى عمق البحر مرة أخرى، وتسحب معها أى شخص متواجد فى تلك المنطقة، مسببة الغرق واندفاع الجثة إما داخل عمق البحر وراء الحواجز، أو تحتجزها الكتل الصخرية لحواجز الأمواج، خاصة أن حواجز الأمواج بشكلها المدبب، خلق كهوف وممرات ضيقة ومظلمة أسفل تلك الحواجز .
أما عن ثانى أخطر شاطئ بالعجمى، فيقول الدكتور رأفت حمزة، إن الهانوفيل يحتل المرتبة الثانية بين مجموعة تلك الشواطئ فى صعوبة السباحة، بسبب التيارات المائية والمنطقة المفتوحة بلا حواجز، وهناك منطقة بشاطئ الهانوفيل تدعى "المقبرة" يصعب أى شخص مهما كان يجيد السباحة النزول فيها، لأنها تتميز بالخطورة الشديدة .
فيما جاء شاطئ "أبو تلات" فى المرتبة الثالثة لأخطر 3 شواطئ بالعجمى، حيث أدت الطبيعة الجغرافية لهذا الشاطئ بالقرب من مصب نهر النيل من اختلاط مياه البحر بمياه النيل ووجود تيارات مائية شديدة، حيث اشتهر شاطئ "أبو تلات" بالدوامات المستمرة طوال أشهر السنة، ولا يسمح بالسباحة به لخطورتة.
وناشد الدكتور رأفت حمزة، المواطنين خاصة مع اقتراب إجازة عيد الأضحى المبارك والارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، الالتزام بقرارات الدولة فى عدم النزول للبحر، خاصة أن الشواطئ مغلقة إذن لا يوجد بها خدمات إنقاذ أو إسعاف.
أما فى حالة صدور قرار بإعادة تشغيل الشواطئ، فشدد "رأفت حمزة" على ضرورة اتباع بعض التعليمات الخاصة بالسلامة، مثل النزول فى المناطق الآمنة الخاصة بالاستحمام والابتعاد عن مناطق الصخور أو الحواجز الخرسانية أو مناطق المعدات البحرية، والمراقبة الحسيسة للأطفال لأن الأطفال مسئولية ذويهم ويصعب على فرد الإنقاذ متابعة الشاطئ من الداخل ومن الخارج فى منطقة استحمام الأطفال الصغيرة، بالإضافة إلى اتباع تعليمات أفراد الإنقاذ إن وجدوا وإن لم يكون هناك أفراد إنقاذ من الممكن اتباع الإرشادات والتعليمات عن حالة البحر وحالة الأمواج ومراقبة الرايات والحذر من رفع الراية السوداء على الشاطئ، ما يعنى ارتفاع الأمواج وصعوبة السباحة والتعرض للغرق، كما ناشد المصطافين بعدم المخاطرة بحياتهم وحياه أبنائهم والنزول للسباحة فى الشواطئ الخطرة وفى مقدمتهم شاطئ النخيل .
وناشد جميع رواد الشواطئ الذين لا يجيدون السباحة عدم التعمق وضرورة عدم القفز دون علم عن طبيعة المكان لعدم التعرض للاصطدام القاتل، مع ضرورة عدم تعدية العلامات البحرية إن وجدت (الشمندورات) السباحة داخل المنطقة الآمنة.
وفى حالة التعرض للغرق، شدد على عدم بذل مجهود شديد والخوف الشديد، قائلا: "أثناء سحب التيار نترك نفسنا والسباحة لأحد الجانبين وليس للخارج فالطاقة المبذولة غير مجدية ولا يمكن التغلب على سرعة التيار، مضيفا: "أنه يستحب عدم الأكل والنزول مباشرة وعدم الأكل أثناء الاستحمام، والابتعاد عن المناطق التى يتجمع بها القش وغيره لأنه داخل ذلك أشياء أخرى كقطع خشبية وفروع أشجار يلفظها البحر تتسبب فى الغرق .