كتبت – أماني موسى
تحتفل الكنيسة القبطية اليوم بتذكار نياحة الأنبا إفرام السرياني، الموافق 14 أبيب.
ولد في مدينة نصيبين من أبوين وثنيين، واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين الذي وعظه وعلمه حقائق الإيمان، فآمن أفرأم على يديه وتعمد منه ولبث عنده وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه.
ولما اجتمع مجمع نيقية صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك،وذهب إلى قيصرية ثم رسمه القديس باسيليوس شماسًا فزاد في نسكه وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف، وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جدًا، ولما أكمل جهاده انتقل إلى الرب.
أثرى المكتبة المسيحية بكتاباته المنظومة شعرًا وأيضًا المنثورة، وهي لا تقل عن ثلاثة ملايين من الأسطر، ضمت شرحًا للأسفار المقدسة كلها، وموضوعات الجدل الديني، وبعض مقالات ورسائل مع ميامر وتسابيح، وقد فقد بعضها.
وفي بعض الأحيان كان يتظاهر بالجنون ليهرب من الأسقفية حينما حاول القديس باسيليوس سيامته أسقفًا على أحد أقاليم إيبارشيته، وإن كانت دموعه لم تجف قط حتى حسبها القديس غريغوريوس أسقف نيصص ظاهرة طبيعية كما لا يتوقف التنفس في حياة الإنسان، فقد كانت محبته الفائقة للفقراء وحنوه وشبعه الروحي يعطي لشخصيته جاذبية عجيبة، حتى قال القديس غريغوريوس النيصي أنه شابه الملائكة الذين بلا جسم مادي وبلا همّ في حياتهم!