كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
كنب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الأربعاء، رسالة رعوية، نصها :
أن المسيحيين الفلسطينيين منتمين بكل جوارحهم لوطنهم ومدافعين حقيقيين عن عدالة قضيتهم فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية اخوتنا المسلمين ، وفلسطين في المسيحية هي ارض الميلاد والقيامة والمقدسات فمن هنا انطلقت الرسالة المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها .
 
 
ننتمي الى هذا المشرق العربي ونحن مكون أساسي من مكوناته الروحية والحضارية والإنسانية كما اننا لسنا اقليات في اوطاننا ونرفض هذه المفردات التي لا تسيء فقط الينا والى تاريخنا بل تسيء ايضا الى هوية هذا المشرق التي تميز دوما بالتعددية الدينية والثقافية الفكرية .
نذكر من يحتاجون الى تذكير بأن المسيحية في ديارنا ليست من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض كما انها ليست بضاعة مستوردة من هنا او من هناك وان كنا نحترم كافة المرجعيات الروحية في سائر ارجاء العالم ولكن تبقى فلسطين هي مهد المسيحية وقبلة المسيحيين الاولى والوحيدة والتي منها انطلقت البشارة الإنجيلية إلى مشارق الأرض ومغاربها .
 
لسنا ضيوفا عند احد ولسنا عابري سبيل في هذه الارض المقدسة ومن واجبنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ان نتصدى لاي خطاب تكفيري اقصائي يبث سموم الفتن والتشرذم في مجتمعنا خدمة لاجندات غريبة ومشبوهة لا تنصب ومصلحة شعبنا وقضيته العادلة .
 
نحن بحاجة الى الحكماء والعقلاء ورجال الدين المنزهين عن اية مصلحة شخصية والذين لا يخدمون اية مصالح خارجية وينفذون اجندات غريبة ومشبوهة .
 
نحن بحاجة الى الصدق والاستقامة والوطنية الحقة في هذا الزمن الذي اصبحت فيه الخيانة وجهة نظر واصبح البعض يتاجرون في الدين لاغراض لا دينية ويخدمون اعداء امتنا الذين كانوا دوما يتبنون سياسة " فرق تسد " .
انهم يعملون على تقسيم المقسم وتجزئة المجزء ومواجهة هؤلاء المحرضين والمسيئين وان كانوا قلة في عددهم يجب ان تكون من خلال التوعية الحقيقية وزرع ثقافة المحبة والاخوة الانسانية في نفوس ابناءنا .
 
المسيحيون والمسلمون كانوا وسيبقون شعبا واحدا ولا توجد هنالك قوة قادرة على النيل من وحدتنا واخوتنا وتضامننا ودفاعنا عن قضيتنا العادلة ، فالاصوات النشاز التي تحرض على الكراهية هنا وهناك ندرك جيدا انها مدفوعة الاجر وهي تخدم اجندات مشبوهة لا علاقة لها بالدين ولا علاقة لها بالوطن ولا علاقة لها بالقدس والمقدسات.
 
المسيحيون والمسلمون مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى لكي يوحدوا صفوفهم وان يكونوا في خندق واحد لأننا كلنا مستهدفون ولا يستثنى من ذلك احد على الإطلاق.
 
رسالتنا كانت وستبقى رسالة المحبة والإخوة ومدينتنا هي مدينة السلام المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ورسالة القدس كانت وستبقى رسالة وحدة وأخوة وتلاق بين الإنسان وأخيه الإنسان .