العين معجزة علي الارض حركاتها حافلة بالأحداث تدل علي المحبة اذا اتسعت وعلي الكره والحقد اذا انكمشت فيها الجاذبية والقوه وفيها المكر والدهاء والجذب والرخاء والبريق واللهيب واليقظة والفتور، هي كتاب لا يفهمه إلا المجربون من ذوي البصائر والضمائر الحية ولقد قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول الي معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ورحم ابن القيم الذي قال ’إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها‘ ومهما حاول الانسان أن يخفي انفعالاته الدفينة، ومهما تصنع في إخفاء تعابير الوجه ليخالف ما في أعماقه، الا انه في النهاية لا تستطيع العين أن تخفي ما في القلب, فالعين مرأة النفس والنفس طاقة مشحونة بالفكر والعواطف والمشاعر و الآراء والمواقف وكلها عناصر تتجمع وترسل التيارات المختلفة لتنطق بها العين في صور لها معان ودلالات وذلك أنظر إلي عيون محدثك تعرف ما يخفيه عنك فمراقبة العين أثناء الحديث ضرورة فهي تفصح عما يفكر فيه محدثك أكثر مما يعبر عنه تقاطيع وجهة وإشارات جسده وقبل ذلك كلماته فالعيون تتكلم ولكن بلا صوت فتوحي ما توحي من هدي وضلال تلهب الحواس وتغزو القلوب من خلال نظرة أو دمعة تذهل الناظرين فالعيون نبض الحياة وسحر وجمال وبريق وأبجدية صمت.
حركات العيون
الانسان الذي النظر إليك بشكل متداول خلال الحديث معه يعني أن هذا الحد منصت لكلامك وراغب فيه فإذا استدار بعينيه عنك أو تلاهي بما حولةأو حاول أن يفعل شيئا أخر في الهاتف وهو يتداول معك الحديث فيعني هذا عدم الرغبة أو الاهتمام في تكملة هذا الحديث أو يريد تغيير موضوعه أو عدم الرغبة بك وبكلامك.
وإذا نظر محدثك الـى الأرض وهو يتكلم دل على أن هناك حقيقة يريد إخفاءها عنك، فلذا كان هو المستمع فهو يفكر فيما تقوله بعمق، ولكنه غالبا لا يتوافق تماما على أرائك
وإذا كان المتكلم يحاول إلا تلتقي عيناه مع عيني الذي يتحدث معه فهذا معناه الشك وعدم الثقة والخوف ممن يتحدث معه.
وعندما نوسع العيون وتنور خلال سياق الكلام فهذا يعني المفاجأة والدهشة وأن الذي قلته لمحدثك قد حرك لدية إحساس الدهشة أو الاعجاب. وعندما تتوسع اتسعت حافة العين ولمعت عبرت على حب وراحة المتحدث إلية لك وإعجابه الشخصي بك.
وعندما تشكر وتحب في شخص فعندما يتحرك ويتجه بعينيه في اتجاهات كثيرة فهذا يدل على حبه لأسلوبك فعندما يتجه إلى أسفل بعينية ثم يتم رفع النظر إليك دل على الكسوف والبساطة وان الذي نم قولة أثر فيه وفيما يستحقه وأنه ممنون إليك.
فعندما تتحرك عينية الى اليمين فإنه يريد أن يفكر بعقلة ماذا يقول مع وزن الكلام وأنه يأخذ قسط من الوقت في التفكير فيه أما إذا اتجهت اتجاه اليسار فهذا يعني أن هذا الشخص غير متوازن وسليم عاطفيا.
أما اذا تحركت عينية إلي أعلي في حدث مؤثر عبرت عن الزعل وعدم الرضا وأن صاحب النظرة يكاد استدارة دمعة أو إخفاء شعوره الحقيقية.
وعند اتزان العينين علي الاخير في مكانهما ثابتا عبرت على التركيز القوي لما يحدث بل يحدث يلمس حياتك أو حياة الشخص المحدث إليك مسا دون عوائق.
عندما تتحرك رموش العينان بسرعة عن حركتهما العادية فذلك يدل علي أن الشخص الذي يحدث منه هذا التصرف غير متزن للغاية وان سياق الكلام الذي يحدث بينهما يعطي له الكثير من عدم الاتزان أو هو يستكشف عن شيئا يريد عدم كشفه.
وكتب ابن حزم في إشارات العين لها رموزها ومدلولاتها
- فإن كانت بمؤخر العين الواحدة. فأنها تنهي عن الأمر
- وتصغيرها إعلام بالقبول
- وإدامة نظرها دليل التوجع والأسى
- وكسر نظرها آية الفرح
- واطباقها دليل على التهديد
- وقلب الحدقة الى جهة ثم صرفها بسرعة تنبيه عن مشار اليه
- والإشارة الخفية بمؤخر العينين معا سؤال
- وقلب الحدقة من وسط العين الى موقعها بسرعة شاهد المنع
- وتر عيد الحدقتين من وسط العينين نهي عام
- النظر أثناء الكلام الى جهة الأعلى لليسار يعني أن الإنسان يعبر عن صور
داخلية في الذاكرة
- وان كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشى صورا داخلية
ويركبها ولم يسبق له أن رآها.
- أما اذا كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشئ كلاما لم يسبق له سمعه
-وأن نظر إلي جهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية
- وإن نظر لجهة اليسار من الاسفل فهو يستمتع إلي نفسة ويحدثها في داخلة كمن يقرأ مع نفسة
وكل ذلك لا يدرك إلا بالمشاهدة.
نظرات العيون
قال أحد الشعراء
العين تبدي الذي فيقلب صاحبها
من الثناء أو حب إذا كانا
أن البغيض له عين يصدقها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفواه صامته
حتى ترى من صميم القلب تبيانا
فهناك العيون الساحرة والخائنة والواثقة والجريئة ومنها الضعيفة المتخاذلة والوديعة المتكبرة والعيون التي تنطق بالذكاء والأخرى التي تدل على الغباء والضعف وهبوط الهمة
ولقد أشارت الأحاديث الشريفة إلي لغة العيون، يقول صلى الله عليه وسلم:
(ان الرجل إذا نظر الى امرأته، ونظرت اليه، نظر الله اليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما).
لم يشر النبي عليه السلام الى أي حديث متبادل بين الزوجين، بل أشار الى نظرات متبادلة، أنها لغة العيون التي لا صوت فيها، فلا يسمعها أحد من الجيران، ولا حتى ممن هم في نفس البيت ولو كانوا في الغرفة نفسها.
نظرات العين الرئيسية
النظرة الشديدة الفعالة:
وهي النظرة التي يمكن لها أن تثقب الاشخاص الاخرين وأصحاب هذه النظرات يتمتعون بالقدرة علي تقيم الاخرين وتقدير ظروفهم علي نحو أكثر دقة من أولئك الذي يتمتعون بنظرات الخضوع والاستسلام وهذه النظرة القوية تصبح مخيفة في حالات الغضب والثروة والقسوة والإثارة.
النظرة المراوغة
ليس عليهم من السهل النظر إلى عيون أشخاص غيرة ويفضلون النظر إلي أقدامهم أو النظر في أي شيئا أخر حتي يمتنعوا الالتقاء بعيون الاشخاص اللذين يحدثوهم وغالبا يكون هؤلاء الاشخاص من المراوغين أو اللذين يتمتعون بالخجل الطبيعي وهذه الاشخاص يتسببون لأنفسهم ولغيرهم مشاكل لا تحصي بسبب هذا الخجل.
النظرة المرتعشة
الذين ينظرون خلسة أو بدون اهتمام بعيون ذابلة لا تتكلم عن شيئا مع ارتعش العين فهو يدل على عدم الاتزان النفسي أو العصبي والاضطراب ايضا.
النظرة الجذابة الطيبة
هي أنسب النظرات وأحسنهم وأفضلها وعادة هم أصحاب عينان تتمتعان بالبراق والإشراق والتألق كما يوجد بها بعض صفات النظرة القوية.
النظرة الشاردة والنظرة القريبة
انها عادتا لا تبديان شيئا يدل على الخلق إلا في أوقات معينة أما أن يكون الانسان لديه كبر شديد أو هو من لدية نظره بعيدة أو هو خياله واسع ومشوق في أمور الحب والحنان إذا كانت نظرته غير بعيدة.
النظرة المتكسرة
إذا كانت العينان غير ألمتين أو مرهقتين مما يؤدي الى ضعف وتكسر نظراتهما فان من يتميزون بهذه النظرة هم عادة غير متميزون في إنشاء علاقات شخصيه غير حميمة مع أحد وصاحب هذه النظرة لا يستطيع أن يتخذ قرارا لوحدة أو ينظم شيئا.
النظرة الضعيفة
أصحابها يتسمون بالضعف حتى وأن أظهروا غير ذلك وهو كثيرا ما يهربون الى عالم الأحلام هروبا من الواقع وبذهن شارد بحيث يصدمون عادة في أحلامهم وعالمهم الخيالي لأنه من صنعهم وحدهم وهو عالم تكثر فيه التعاسة ورغم ذلك فهم دائما محاطون بالأصدقاء قادرون على اكتساب ومحبون أكثر ولكنهم لا يعرفون كيف يحافظون عليهم دون تنازل.
النظرة الغاضبة القوية
تنعكس عادة ظاهرة الغضب في العينين تؤكدها حركه غير شعورية من الفم بأطباقه بشدة على والشفتين وهي نظره تتصف عادتا بالضراوة القاسية وأصحاب هذه النظرة عادتا يحدث لهم حوادث فجائية وهم أما من الثوار المحترفين أو السياسيين وكثير منهم يتصفون بعيون تعبر عن ازدراء وعدم الاحتمال.
المخاطبة بلغة العيون
العين هي النافذة التي يطل منها الإنسان علي من حوله، وهي ساعي البريد الذي يوصل المشاعر الناعمة الى المحبين وهي التي تعبر عما بداخل الإنسان من مشاعر شتى سواء كانت مشاعر رقيقة ناعمة محبة أو عاتبة لائمة أو حتى مشاعر غاضبة عاصفة أو ناقمة حاسدة.
كيف تستخدم عينيك بفاعلية امام الغير؟
• اعرف جيدا ما الذي ستقوله، حتى لا تصرف جهدك اذهني فيتذكر ترتيب الأفكار والكلمات، وذلك يحتم عليك التحضير الجيد والتدريب الكافي .
• اجعل خط بصري متصلا بينك وبين المستمعين، وتذكر أنهمهما كبر عدد المستمعين، فكل مستمع منهم يريد أن يحس أنك تحدثه هو ذاتيا.
وتستطيع أن تحقق ذلك بالطريقة البسيطة التالية :
أثناء حديثك اختر حد معين وألق النظر في عينيه حتي يتم بينكما اتصال بصري في حدود الخمسة عشر ثانية ، ما يعادل جملة واحدة تقريبا ثم حرك عينيك الى انسان أخر وهذا حدث من السهل إيقاعه نسبيا بالنسبة للأعداد الصغيرة، أما إذا كنت تتحدث الى مئات أو آلاف فهذا أمر مستحيل بالطبع، وفي هذه الحالة اختر فردين أو أربع أفراد من كل مجموعة، واجعل خط بصري بينكما، ويليها سيشعر كل فرد انك تحدثه هو ذاتيا.
• الاهتمام برجع الصدى العيني، فخلال كلامك بقولون لك مستمعوك برسائلهم غير المنطوقة لديهم، فيحث أن تكون عيناك مركزتين حتى تفهم هذه الرسائل، وتعرف ما الفعل الذي سيتم على هذا المبدأ.
إذا أردت إيصال مرادك بعينيك فاحرص على الأمور الأتية :
3- أن تكون عيناك مرتاحتين خلال الحديث مما يشعر الآخر بالراحة والحب اليك والثقة في سلامة موقفك وصحة أفكارك .
4- تحدث اليه ورأسك مرفوعة ، لأن نزول الرأس أثناء الكلام، يشعر بالهزيمة والضعف .
5- لا تنظر يطرف العين علي المتحدث أو تثبت نظرك في مكان بعيد أثناء الكلام، لأن ذلك يشعر باللامبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الاهتمام
6- الاهتمام بالحديث الذي تتكلم فيه وعدم الخروج عن سياق الكلام .
7- لا تكثر النظر بشكل مبالغ فيه إلي المتحدث إلية.
8- أحذر من النظرات المهينة افي سياق الكلام إلى من يتحدث اليك أو تتحدث معه ، لأن ذلك يخفي مفاهيم التفاهم والحب والثقة بينكما ولا يحثه على الاستكمال في التحدث معك ،وربما نظرة أورثت حسرة .
إن لغة العيون له نظرات متغيرة بتغير أحاسيس القلب ، وطاقة النفس ، فكم من أشخاص تذبل أعينهم نتيجة لمرض ما وشخصياتهم في غاية الحب والجمال والكرم، وكم من أناس عيونهم مخلوقة طبيعي من الله جاحظة وترى على وجوههم نقاء وطيبة وأساسهم حسن الخلق والسمعة الطيبة . ولذا فوقت ما نقول : ان للعيون اتجاهات فأنها هي عربيا لغة العيون ، فالعيون حينما يتخابث صاحبها تبدو في صورة عيون الثعلب من شدة مكره والعين التي تنظر بنظرة الشر والعدوان تتسع حجمها بجحوظ كأنها ترمي بشرر ،وهي في الاصل لم تكن كهذا.
أشكال العيون ومدلولاتها
العيون الواسعة:
العصبية، الاندفاع وراء العاطفة، شخصية حساسة وشجاعة وقيادية
العيون الضيقة:
الذكاء، الحدة، الدقة، قوة الملاحظة وتحكيم العقل
العيون المستديرة:
قلة التفكير، الفضول، كثرة الحركة، حب الناس
العيون الغائرة:
التفحص، التدقيق، حب الحياة، التفاؤل
العيون اللوزية:
تدل علي الرقة والحنان
العيون والحسد
الحسد هو تمني زوال النعمة من الغير وإن لم يصر الحاسد مثلها ويعرف الحسد باسم العين وتشتهر بعض المناطق القري بأن أهلها مشهورين بالعين وكأن العين عندهم يتعلمونها ويورثونها وهذا معلوم منذ القدم ويعتقد البابليون ان الاشعاع المنبعث من العين الحاسدة حين يتشتت ينقسم إلي سبع أقسام يفقد قابليته علي الايذاء في الشخص المحسود ويوجد اعتقاد أن اللون الازرق هو لون الماء الذي له القابلية علي امتصاص الاشعة المنبعثة من العين ولذلك ميزوا التعويذة بالون الازرق.
لغة العيون وغض البصر
إن لغة العيون كعلم الفراسة مقيد بضوابط شرعية كالأكل والشرب كله حلال إلا ما حرم الله ، فهي ليست مطلقة في كل حال ، بل هي مقيدة بغض البصر ، ليست لغة العيون التمتع بجمال العيون أو الغوص في أغوارها بالهيام والغرام ، كلا هذه ليست لغة ، بل هوى وغور لا خروج منه ولكن هي استجلاء مكنونات النفس وما يدور بالخلد من خلال تفرس حركة العيون وتأثر ها وكلامها الصامت المعبر عما يجول بالوجدان وخلجات النفس ونوايا الفؤاد مع استبصار ببصيرة ثاقبة وقوة حدس في الأعماق مع قوة ونشاط ملحوظ للحاسة السادسة لتفهم من تعامله - وهذا ليس ادعاء للغيب فلا يعلم الغيب إلا الله - ولكنها فراسة وتوسم ، فلا بد أن نعي ونفهم أن المقصود ب (لغة العيون) هنا ليس إذن ادعاء اختراق الحجب ، ولكن معرفة مدلولات صفاتها وحركاتها المتغيرة بتغير المكنون والمكبوت في مشاكل الحياة ، لكن إذا ما وضع قدمه على الدرب المنير المستقيم وسار في طريق النور فانه سيلهم الفكر المستنير بنور الله والعقل السوي فيضيء عقله وفكره ونفسه وبصيرته وبصره بقوة الاستبصار بلغة العيون وادراك تعبيرات الوجه وما.
العيون في الشعر العربي
العيون هي أساس الجمال، يستلقي منها الشعراء شعرهم، والأدباء والمفكرون أدبهم وفكرهم، هي وحيهم الذي يستلهمون، وطريقتهم التي يختارونها. هي خلاصة انسانيتهم ومستودع أسرار هم قد حظيت العيون في الشعر العربي بالكثير و الكثير من الابيات التي لا يزال البعض يرددها حتى الان دون ان يعرف قائلها او في اي عصر قيلت او لمن قيلت ، يكفيه من ذلك المعنى المتضمن بالأبيات و التي يسقطها بدافع الاحساس النفسي على موضوعه الشخصي ولأهمية العين فقد استعملها نقاد الأدب في تقويم الشعر الحسن فقالوا هذا البيت من الشعر هو عين القصيدة كأنما يشير إلى أجمل ما فيها كما هو مألوف في الشائع من استعمال الناس لكلمة هؤلاء هم عيون الناس أو أعيانهم يعنون أنهم الوجهاء الأول في الناس. قد خلد لنا التاريخ الادبي العربي ابيات شعرية في غاية الروعة و الجمال. و من ذلك قول جرير :
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
و هن اضعف خلق الله انسانا
قول امري قيس:
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتضرني
بسهميك في أعشار قلب مقتل