حالة من الغضب انتابت العديد من الكنائس حول العالم بالتزامن مع إقامة أول صلاة جمعة بـ«آيا صوفيا»، بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحويله لمسجد بدلاً من كونه متحفاً.
وأطلقت العديد من الكنائس العالمية دعوات لإعلان حداد عام في الكنائس، ووضع صلوات خاصة لحفظ الكنيسة التي تحولت لمتحف في القسطنطينية وهو الاسم القديم لإسطنبول، مع الاستنجاد بالسيدة العذراء في صلوات أخرى، احتجاجًا على تحويل متحف آيا صوفيا لمسجد وإقامة أول صلاة به اليوم، ليس هذا فقط بل في وقت واحد تم إطلاق رنين جرس حداد مدته 10 دقائق في جميع الكنائس المقدسة في كريت وعدد من الكنائس حول العالم.
ولكن كيف تمت الصلاة؟
موجة من الغضب والجدل انتابت مواقع التوصال الاجتماعي بسبب ماجاء في الصلاة، في البداية كان قد حث حاكم إسطنبول في كلمة متلفزة سابقة الذين يحضرون للصلاة الجمعة على أن يستخدموا الأقنعة ويحضرون معهم سجادة صلاة وأن يتحلوا بالصبر والتفهم، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا في المكان.
وأضاف أن موظفين من القطاع الصحي سينتشرون في المكان لتقديم المساعدة عند الضرورة، وقال وزير الشؤون الدينية التركي على إرباس إن حوالي 1000 شخص سيتمكنون من أداء الصلاة في الموقع في نفس الوقت.
وذكر أن تعديلات قد أجريت في داخل المكان وأنشئت حديقة في الداخل، وقال إن المبنى سيكون مفتوحا طوال الليل، ووضع بساط أزرق على الأرض من أجل المصلين كما تمت تغطية الآثار المسيحية بقطع قماش بيضاء أو حجبت عنها الإضاءة.
في تصريحات له، أوضح والي إسطنبول، على يرليقايا، أن آيا صوفيا يعد أحد أروع المزارات الدينية في العالم، منوها بأنه يرمز لفتح إسطنبول (القسطنطينية) في 29 مايو 1453، وقال: «الجميع يريدون المشاركة في افتتاح آيا صوفيا، هناك اهتمام كبير، لقد قمنا باستعداداتنا لإدارة هذا الملتقى بطريقة تناسب القيمة الرمزية للحدث».
السيف يثير الجدل
سرق سيف رئيس الشؤون الدينية التركي، على أرباش، الأضواء لدى صعوده إلى منبر مسجد «آيا صوفيا» في أول خطبة جمعة منذ 86 عاماً.
وفي فيديو البث البماشر، فقد جلس أرباش على درجات المنبر وبيده السيف، محاولا إعادة إحياء العادة التي كانت لدى السلاطين العثمانيين، ثم رُفعت راية الأهله الثلاثة على منبر خطيب آيا صوفيا، وهي أيضا من عادات العثمانيين، ورفع السيف أثناء الخطبة تقليد قديم يعود إلى السلطان العثماني محمد الثاني، قبل فتحه القسطنطينية (اسطنبول)، عندما كانت إدرنة عاصمة للدولة العثمانية.
والثلاث أهلة في الراية الخضراء، تدل على القارات الثلاث، وهي أوروبا وآسيا وإفريقيا، والراية الخضراء هي شعار جيش الخلافة، واللون الأخضر يمثل هيمنة الإسلام على القارات الثلاث، وقد شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إقامة الصلاة الأولى وظهر في الفيديو وهو يتلو بعض من آيات القرآن الكريم.