كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
اجتمع صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي أكد لصاحب الغبطة دعمه الكامل لمبدأ ومشروع الحياد.
وبعد اللقاء ألقى ريفي كلمة قال فيها: "نعيد التأكيد على مرجعية هذا الصرح ودوره الوطني الجامع، وموقفه الحاسم، كلما تعرض لبنان لخطر وجودي. نحن اليوم نعيش كلبنانيين هذا الخطر، ولهذا أعلن غبطة البطريرك الراعي ما أعلنه، والذي يتلخص بثلاث مسلمات: الحياد وفك الحصار عن الشرعية، وتطبيق القرارات الدولية والدستور".
وأضاف: "إنني من هذا الصرح الكبير الذي ساهم بإعلان لبنان الكبير، أؤكد على دعم هذه المسلمات، التي هي الأساس لاستعادة لبنان سيادته الكاملة، كما هي الأساس لعودته الى لعب دوره في المجتمعين العربي والدولي، بعد أن يخرج من سجن الوصاية. إن هذه المسلمات التي طرحها غبطته هي كل لا يتجزأ، فالحياد سيكون نتيجة أكيدة، لفك الحصار عن الشرعية وتطبيق القرارات الدولية، كل ذلك انبثاقا والتزاما بالدستور وإتفاق الطائف، الذي نص على نزع سلاح الميليشيات".
وتابع: "إن الأزمة الإقتصادية التي لم يشهد لها لبنان مثيلا، الناتجة عن أداء منظومة الفساد المحمية من المشروع الإقليمي المهيمن على لبنان، ستتفاقم أكثر ما لم يستعد لبنان قراره الحر، وما لم يتمكن اللبنانيون، من تقرير مصيرهم في انتخابات حرة، تكون معبرا إلى التغيير، ومن هنا نعلن أن ما أعلنه صاحب الغبطة هو مطلبنا جميعا، فالحياد وتطبيق القرارات الدولية، وفك الحصار عن الشرعية، ثلاثية وطنية، تتجاوز المطالب الفئوية، وهي لمصلحة جميع اللبنانيين".
ثم أضاف: "أخيرا، ننبه الجميع وخصوصا أصوات النشاز التي تفتقر الى الحكمة والإتزان، من مغبة التهجم على مرجعياتنا الدينية والوطنية، وتحديدا البطريرك الراعي، الذي له في كل بيت لبناني أسمى درجات المودة والتقدير، فحذار استسهال خطاب التخوين، فهذا الخطاب سيرتد على مطلقيه".
وختم: "إن هذا الصرح رفض بثبات كل الدعوات الفئوية، وتمسك بلبنان الكبير، وأكد على عروبة لبنان، وانتسابه لجامعة الدول العربية، وعلى كونه جزءا لا يتجزأ من المجتمع الدولي، ونحن مع غبطته، في تأكيد الحياد، انطلاقا من هذه الثوابت، وأولها الدستور وتطبيق القرارات الدولية 1701و 1559و1680، والقرار 1757 الذي أنشئت المحكمة الدولية بموجبه، لمحاسبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشهداء ثورة الإستقلال، الذي كان للبطريرك صفير الدور الأبرز في تحقيقه. ولقد حافظت بكركي مع جميع المخلصين، على رسالة لبنان التي أعلنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وها هي اليوم، تطلق نداء جديدا من موقع مسيحي، لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ونحن معك يا صاحب الغبطة يدا بيد لنحافظ على لبنان الرسالة".
ثم استقبل صاحب الغبطة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على رأس وفد كتائبي ضمّ كلًا من: نائبي رئيس الحزب سليم الصايغ وجورج جريج، الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان، الوزير السابق وعضو المكتب السياسي الان حكيم، عضو المكتب السياسي سمير خلف ومدير مكتب رئيس الكتائب مارون زيدان.
الجميّل، وبعد اللقاء أكّد الدعم الكامل لطرح البطريرك الراعي، مشددا على أن حزب الكتائب يحمل الطرح، جازمًا أن الحياد هو السبيل الوحيد لحماية لبنان من التدخلات الخارجية ومن الدخول الى ساحات معارك لا مصلحة للبنان فيها.
واعتبر الجميّل أنه لا يمكننا الوصول الى الحياد الا اذا كانت الدولة سيّدة على أراضيها، وألّا يقوم بعض اللبنانيين بجرّ اللبنانيين لصراعات لا يريدها الشعب. وأشار الى أن المسيحيين والمسلمين بحاجة الى الاستقرار والخروج من الحسابات والارتباطات الخارجية.
وذكّر رئيس الكتائب قائلاً : "في العام 2018 طرحنا تعديلا دستوريا بإدخال الحياد وقمنا بجولة يومها ولم نستطع تأمين تواقيع 10 نواب لدعم الاقتراح، فالوقت حان لتترجم المواقف المعلنة من الكتل من خلال التوقيع على الاقتراح الكتائبي، وإن عدم التوقيع على الاقتراح هو بمثابة هروب".
وتمنّى من كل الكتل والاحزاب تحمّل المسؤولية وأن توقّع على الاقتراح كي لا تبقى الشعارات فارغة، مشيرا الى أنه سيقوم باتصالات مع كل الكتل للتوقيع على الاقتراح.
ولمن يُخوّنون الطرح ويعتبرونه استسلامًا، أكد الجميّل ان حياد لبنان لا علاقة له بكل ما يمسّ سيادته واستقلاله وحق لبنان بالدفاع عن نفسه لا علاقة له بالحياد.
وأوضح أن الدفاع عن النفس حقّ مكرّس في شرعة حقوق الانسان، مشيرا الى أن الحياد يتعلّق بكل ما ليس له علاقة بلبنان وكل ما له علاقة بالسيادة والاستقلال شأن لبناني داخلي.
ورأى الجميّل أن من يريد ترك لبنان رهينة صراعات الآخرين سيتحمّل مسؤولياته تجاه الشعب، فالكل تحت الدستور والقانون، مكرّرًا: "من يريد ربط لبنان بأجندات خارجية ويدفّع الشعب الثمن عليه أن يتحمّل مسؤولياته تجاه اللبنانيين والتاريخ".
ولفت الجميّل إلى ان البطريرك أكّد ان فرنسا داعمة لكل ما يحقق استقرار لبنان الذي لن يخرج من محنته إلا من خلال دعم دولي وعربي مبديًا أسفه لأن دولتنا وحكومتنا غائبتان عن السمع والشعب يدفع الثمن.
وشدّد على ان الحياد وحده يحمي لبنان في هذا الظرف ومن يهدّد أميركا من لبنان اذا ضربت ايران هو ما يعرّض لبنان، وخوفنا ان ندفع ثمن عدم حيادية الدولة في ظل الصراعات الدولية وعدم حياد لبنان يعرّضه ويورّط الدولة بصراعات والشعب بعقوبات.
ومن زوّار الصرح وفد من المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل، حيث جرى طرح للمشاريع التربوية والاجتماعية للمؤسسة ولسُبل المساعدة في الوقت الحالي، كما أكدت المؤسسة دعمها لمبدأ الحياد الذي ينادي به صاحب الغبطة.