الكاتب
جديد الموقع
الأكثر قراءة
- مشهد عبثي
- السينارست عاطف بشاي لـ "فتشوا الصحف " : على البابا القادم أن يصدر قرار بزيارة القدس فورًا .
- "الأقباط متحدون" ترصد استمرار تهميش المرأة المصرية فى الحياة السياسية بعد ثورة يناير
- "انتقل للامجاد السماوية الخواجة "عزيز عبد الملاك
- "المصري الاجتماعي" يعرب عن صدمته من تصريحات "أم أيمن" عن ختان الإناث
الوحدة الوطنية في فكر الأنبا غريغوريوس
بقلم: ماجد كامل
مرت علينا خلال العام الماضي ذكري مرور عشر سنوات علي وفاة الانبا غريغوريوس ( 1919- 2001 ) أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي الراحل ؛ ويوم الخميس 10 مايو تمر علينا تمر علينا ذكري مرور 45 عاما علي رسامته اسقفا . والانبا غريغوريوس نموذج حي لرجل عشق مصر حتي النخاع ؛فلقد كرس قلمه وفكره من أجل مصر ومن أجل إعلاء الوحدة الوطنية ؛ أما عن الانبا غريغوريوس نفسه فأسمه بالميلاد "وهيب عطا الله جرجس " "وهيب كلمة قبطية معنها حمل"؛ولد في 13 اكتوبر 1919 بمدينة أسوان ؛تدرج بمراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي البكالوريا عام 1936 ؛وألتحق بالكلية الاكليركية "الكلية المختصة بتخريج رجال الدين المسيحي "وحصل علي شهادتها العليا عام 1939.
وألتحق بعدها بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة عام 1940 ؛وحصل علي ليسانس الفلسفة عام 1944 ؛ألتحق بعدها بمعهد الآثار حتي حصل علي شهادته العليا عام 1952 ؛سافر بعدها إلي انجلترا للحصول علي درجة الدكتوراة في علم القبطيات ؛وتتلمذ علي يد عالم القبطيات الألماني الشهير" فالتر تل "؛حتي حصل علي درجة الدكتوراة عام 1955 ؛وعاد بعدها إلي مصر وعمل بالتدريس بالكلية الاكليركية ؛ترهب بدير السيدة العذراء الشهير بالمحرق تحت أسم "الراهب باخوم" المحرقي " باخوم كلمة قبطية معناها نسر "؛رقي إلي درجة الاسقفية في يوم 9 مايو 1967 تحت أسم "الانبا غريغوريوس" "غريغوريوس كلمة يونانية معناها الساهر" وظل يمارس عمله وخدمته حتي توفي في 22 اكتوبر 2001 عن عمر يناهز 82 عاما تقريبا .
أما عن كتاباته عن مصر والوحدة الوطنية فهي كثيرة ؛ ففي مقال كتبه في 6 يونية 1992 بعنوان "مصر ستظل دائما هي مصر وإلي الأبد "قال فيه (مصر الخالدة ..... مصر الحضارة .... مصر بحق أم الدين والدنيا .... وفي عقيدة المصريين القدماء أن نيل مصر ينبع من عند الله ؛ولذلك عبدوه وسموه عحبي Hapi لأنهم رأوا فيه ماء الحياة النابع من عند الله ؛وهو أذن مظهر من مظاهر عناية الله بمصر والمصريين ) . وفي أحد الندوات التي عقدت بنقابة المحامين في 1 أبريل 1987 ؛ألقي نيافته خطبة قال فيها (إن بلدنا مصر أجمل وأعظم بلاد العالم ... وعلي أرض مصر نشأت أعظم وأقدم حضارة إنسانية ؛لقد عرف آباؤنا وأجدادنا أن يجمعوا بأسلوب فريد لم يعرفه شعب آخر ؛بين العلوم التجريبية والعلوم الروحانية ؛من دون تعارض بينها .وقد بلغوا في الأمرين معا ما لم يستطع شعب آخر لا في القديم ولا في الحديث أن يتوصل إليه .وإلي اليوم يشهد علماء العصر في الشرق والغرب أنهم عاجزون عن سبر أغوار تلك الحضارة المصرية العظيمة . تلك الحضارة شاهد علي أننا شعب درج علي أن يدرس ويتعمق الأمور ؛ ولا يقنع بالسطوح ولا يكتفي بالتسطيح .فقد دخلنا إلي أعماق المعرفة وأعماق العلم . أن مصر خير بلد في العالم حضارة ورحانية وعبادة وأصالة وعلما ....
لقد بلغنا قديما في الحضارة والعلم شوطا بعيدا . هذه الحضارة التي صنعها شعبنا في الماضي ؛في العمارة ؛في الفن ؛في الهندسة ؛في الطب ؛ في التحنيط ؛وفي الموسيقي ... وفي التصوير والنحت ؛وكل فروع المعرفة الإنسانية ؛كيف توقفت ؟ ولماذا توقفت ؟ ولو كنا قد سرنا إلي الأمام كنا قد وصلنا إلي أبعد مما وصل إليه آباؤنا وأجدادنا ..... ونحن يمكن أن نصل وأن نتقدم ونتطور إلي الأفضل بالوحدة والمحبة وبالتضامن وبالتفاهم ) . أما عن قضية الوحدة الوطنية ؛فلقد شغلت هذه القضية فكر نيافته منذ فجر شبابه ؛ ولقد مثل نيافته الكنيسة القبطية الآرثوذكسية في لجان إعداد الدستور الدائم التي عقدت خلال عام 1971 . وعندما طرحت قضية علاقة الدين بالدولة ؛قدم نيافته إلي اللجنة التحضيرية للدستور الدائم للدولة هذا الاقتراح الذي قال فيه (مادمنا نضع دستورا دائما للدولة العصرية ؛فالدولة العصرية في كل العالم يجب أن لا تجعل الدين أساسا للتفريق بين المواطنين الذين تظللهم الدولة بعدلها . وعلي ذلك وتأسيسا علي عصرية الدولة .وتوكيدا لمبدأ تكافؤ الفرص لجميع المواطنين . ومنعا من سؤ إستغلال النص علي دين بالذات كدين للدولة أو دين الأغلبية فيها .ومنعا لسوء التطبيق في كافة الميادين أو بعضها . وتحقيقا للحرية الحقيقية لكل مواطن .وبعثا لروح الوطنية الصادقة والقومية المخلصة التامة . أقترح النص الآتي :( مصر دولة ديمقراطية إشتراكية ذات تراث فرعوني قديم ؛وعربي أصيل ؛يقوم بنيانها علي ركيزتين أساسيتين وهما :العلم بكافة مستوياته وتفريعاته ؛والإيمان بالله والقيم الدينية النابعة من الأديان السماوية الكتابية ).
والله ولي التوفيق
14 يونية- حزيران 1971
كما طالب بتعديل نص المادة 34 من الدستور المؤقت الصادر في مارس 1964 ؛والتي تنص علي حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقا للعادات المرعية علي إلا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب . وأقترح أن يكون التعديل علي النحو الآتي :-
(حرية الإعتقاد مطلقة ؛وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد وتكفل الدولة حرية إقامة بيوت العبادة للمواطنين بغير قيد ) .
والله ولي التوفيق
22 يونية لسنة 1971 .
كما كتب نيافته مقالا بمجلة الهلال نشر في عدد شهر يناير 1980 بعنوان "من آيات التلاقي بين المسيحية والإسلام "قال في مقدمته ( لعله مما يخدم قضية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحين ؛وهو أبناء بلد واحد مصر الحبيبة ذات الحضارة التليدة . بل منبع الحضارات ؛وملتقي الديانات ؛أن يتبين أبناء هذا البلد ؛الأمور التي تجمع بينهم ؛ويوطد وشائج المودة .ويقوي أواصر الوحدة ؛فيجعل منهم أمة لا تدحر ؛صلبة لا تقهر .ليست هذه دعوة إلي نبذ الخصائص المميزة للإسلام أو المسيحية ؛ولا هي مناداة بنوع من الميوعة الدينية العقائدية ؛معاذ الله ! فما قصدنا إلي شيء من هذا !. إنما جل قصدنا أن نهديء من حرارة حمي الخلافات العقائدية بين الإسلام والمسيحية حتي لا يتصاعد منها بخار خانق لمحبتنا ؛ونحن أبناء عائلة واحدة ؛ويتحول إلي غمام قاتم يحجب رؤيتنا لما يجمع بيننا في الواقع في أصول واحدة مشتركة عزيزة علي جميعنا ) .
وفي مقال نشر بعدد شهر أغسطس 1981 بمجلة الهلال تحت عنوان "من آيات التلاقي في الإسلام والمسيحية في اللغة العربية " بدأه بهذه العبارة ( من الأخطاء الشائعة الربط بين اللغة العربية والإسلام بصورة نشعر كما لوكانت اللغة العربية هي لغة المسلمين وحدهم .ونحن نلمس هذا الربط في بعض البلاد العربية والأفريقية الذين يسود عندهم الإعتقاد بأن المسلمين وحدهم هم الذين يتكلمون اللغة العربية ؛ولا يكادون يصدقون أن هناك مسيحيون يتكلمون العربية ويجيدونها وأنها لغتهم ) .
وفي مقال لنيافته نشر بجريدة وطني بتاريخ 21 اكتوبر 1984 بعنوان "الدين في جوهره لا يعرف التعصب " كتب يقول ( التعصب شر وخطيئة ضد الله ؛وضد الدين ؛وضد المجتمع وضد الإنسانية .ذلك أن التعصب تشدد مقيت وتزمت رديء وإنغلاق غبي علي الذات ؛ وإنحباس علي النفس مع رفض الرأي الآخر ؛وعدم إستعداد لقبول الحق حتي عند ظهور الدليل ؛وذلك بناء علي ميل نفسي ومنحاز للذات مع كراهية للآخرين الذين يخالفونه الرأي ).
وفي مقال آخر نشر بجريدة الجمهورية بتاريخ 25 مايو 1992 بعنوان " التطرف الديني "قال فيه ( التطرف الديني نزعة دينية مريضة ؛بها ينحبس صاحبها في ذاته ؛وينغلق علي نفسه ؛ فلا ينفتح علي فكر غيره ؛وشيئا فشيئا ينمو إحساسه بنفسه وضيقه بغيره ؛فيزداد تعصبه لفكره وكراهيته لغيره وحقده عليهم . وإذا كان التطرف الديني حالة نفسية مرضية غير سوية ؛فمردها فيما نعلم إلي سببين أساسيين :السبب الأول نفساني ؛ثم عقلي وعصبي .والسبب الثاني هو الجهل برسالة الدين الحقيقية ) .
وعندما وجه لنيافته سؤالا حول دور رجال الدين في التوعية الدينية ؛وعندما سؤل :هل ترون عقد ندوات دينية بصفة دورية ؟ أجاب ( نعم ؛إننا نرجو أن يتكرر عقد ندوات دينية ؛تساهم فيه القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية وأن تتخذ من التوعية الدينية والروحية موضوعات لدراسات مشتركة ؛ومنها الإيمان بالله والرد علي الإلحاد والملحدين ؛ والدفاع عن حقيقة الحياة الأخري والقيامة والجزاء الأخروي ؛من ثواب وعقاب ؛والدعوة إلي الأخلاقيات من حب وإخاء وعدل ومساواة وتكافؤ الفرص ؛ والحض علي البر والخير والمعروف والأمانة والصدق وعلاج الخطيئة والإنحلال ؛وإشاعة فضائل الشجاعة والأمانة واحترام حقوق الآخرين وما إليها من فضائل تدعو إليها الأديان ) .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :