عبد العزيز الدسوقى
اوقعنا الكهنة و التراثيين فى إشكالية منطقية تصل بنا إلى إلقاء كل فروضهم و أبحاثهم إلى صندوق المهملات و العودة إلى بساطة الدين الفطري ٠
و إذا قسمنا الدين و التدين إلى ثلاثة فروع هى
المعتقدات و العبادات و التشريعات
فدعونا نتناول كل منها على حدة ٠
المعتقدات : الإيمان بالله مبنى على التسليم فنحن لا نرى الله و نستعين على خفائه برؤية جميل و إعجاز صنعه ، و الوحدة العجيبة في مفردات الصنع و الدالة على أن الصانع *واحد* لا شريك له*
و حتمية أن المتحكم في الكون الذى تتحرك كل مكوناته بدءًا من مكونات الذرة و مكونات الأجرام السماوية و لا يتحكم في المتحرك إلا *الثابت*الراسخ*
و الله *سرمدي* أزلي* أبدي* هو وحده *الأول*و الآخر* و كل ما خلقه فانٍ إلا أرواحنا فهى منه و تعود إليه ، أبدية ، سواء كانت فى الفردوس أو كانت فى الجحيم ٠
أفبعد إيماننا هذا و رُقِيه ، يحدثنا الضالين المُضللين عن يد الله و ساقه !
و فى مروياتهم التى يتشدقون بها يسأل الله جبريل فى المعراج (من معك يا جبريل) ، يسأله و هو *العليم* و مدبر رحلة المعراج ؟!
و فى أسطورتهم عن قصة خطيئة آدم و خروجه من الجنة يختبأ آدم وراء شجرة و يناديه الله *البصير*العليم* و يبحث عنه !
و غير ذلك من الأساطير التى يتاجرون بها فى سوق الدين ٠
إنهم بهذا يستبدلون الأدنى بالأعلى و يمتهنون سمو الإيمان ٠
العبادات : منذ بدء الخليقة و الإنسان تسوقه فطرته إلى الإيمان بالله رغم عجزه عن إدراكه بحواسه المحدودة و حاجته الدائمة إلى اللجوء إليه متضرعًا ليدرأ عنه الشر وخاضعًا و شاكرًا على النعم ، و ما كانت الطوطمية و الوثنية غير خروج من مأزق الفشل فى الإدراك الحسي لله ، و لما إرتقى الإنسان و نَمَت معارفه و مداركه و وصل إلى العقيده حتى تمسك بالعبادة و الصلاه التى تصله بالله و يفرغ فيها مكنونه من الإلتجاء من الشر و الشكر و الامتنان على الخير ٠
و هنا ظهرت الكهنة الذين ينظمون محافل العبادات و يحولوها إلى طقوس يضيفون إليها ما يخلق الحاجة إليهم فى الصلة بالله و الصلاة إليه ، فأفرغوا العبادات من مضمونها و مردودها على العابد سواءً فى الالتجاء أو الشكر٠
التشريعات : من الملاحظ أن الأديان ، جميعها ، إقتصرت على التحديد المحكم للمحرمات و التى كادت أن تكون متشابهة فى جميع الأديان فالحلال بيٍن و الحرام بيٍن و تركت ضوابط حركة المجتمعات و العقوبات الأرضية غير محددة ، إلا فيما ندر ، لتتغير التشريعات مناسِبَةً للزمان و المكان و بهذا يصبح شرع الله مصونًا و صالحًا لكل مكان و لكل زمان ٠
و يأتى الكهنة و لكى يمسكوا بزمام التشريع و حتى لا يعترض عليهم أحد ، فَهُم بشر ونحن بشر و سواسية ، فيلجأوا إلى منتج الأولين من التشريع و يضفون عليه قداسة لفرضه علينا و حينما يختلف فقه الأولين فى الأحكام و نحتار نحن بينهم يخرجون علينا بالمقولة الضالة المضللة بأن إختلاف الأئمة رحمة و نضطر حينئذ أمام حيرتنا أن نلجأ إليهم للفَتْي ٠
إلى متى يا سادة سنظل تابعين تائهين فى قبضة الكهنة يشوهون بأساطيرهم نقاء عقيدتنا و يقطعون علينا صفاء الصلة بالله و يعرقلون أن ننظم مجتمعاتنا بما يرضى الله ٠