عمر مرسي
بحكم لون البشرة والمكون الافريقي فيّ حيث أن أبي مصري (نوبي ) من قرية الامبركاب (او الاميركاب او الامباركارب ) مركز نصر بالنوبه الجديده ’وامي تعود أصولها ل(كفر -عشمة -مركز الشهداء منوفيه).
ودائما كنت أشعر بقرب تجاه أصحاب البشرة السمراء او السوداء في نفس الوقت الذي لم أكن اشعر بغربة وسط غالبية مختلفة لونيا : قد يكون السبب في ذلك ان أمي من اصحاب البشرة البيضاء كغالبية أهلها ..وبحكم المعارك الصغيرة (شبه الدموية )التي خضتها صغيرا(فترة ابتدائي واعدادي )بشوارع زينهم بالسيده زينب ,أثناء لعب الكرة الشراب لرفضي القبول بأنني مختلف عن الاّّخرين بسبب لون البشرة (حتي ولو علي الطريقه المصرية السمجة ): نحن نحب السمر او السود ونطلق عليهم ألقابا محببة مثل يا أبوسمرة او يا شيكولاتة ,يا سمارة...ألخ
ماذا لو فعل هولاء السُمر مثلكم ونادوكم علي طريقتكم الظريفة !"يا أابو بيضا " !
لذلك تحمست وأانا اعمل بمؤسسه خاصة (المحروسة للنشر والصحافة ..1990-1997)لإعداد كتاب بعنوان :"حوار حول مشكلة الجنوب السوداني " نتيجه لحوار فعلي اجرته (المحروسه) مع ممثل الحركة الشعبية للتحرير السوادن عام 1995 أ.ياسرعرمان ,وهو سوداني شمالي ومسلم سني !ووقتها كنت اتعجب عندما امر امام مقر حزب العمل بشارع بورسعيد (بين السيدة زينب والدرب الأحمر)وأرى لافتة معلقة علي مبناه بعنوان :(جارانج العميل الصهيوني )! وكم أدركنا من خلال اللقاء مع ممثل الحركة التي كان يراسها وقتها العقيد جون جارانج الذى يتهمونه كذبا وإفتراء بالصليبيه والصهيونية!من خلال قراءات لكتاب نحترمهم منهم المفكر السوادني د.حيدر إبراهيم وآخرين بعيدا عن جهلة وفاشست حزب العمل , وبعض أدعياء الثقافةمن الكتاب المصريين ! إن جارانج كان يدعو لسوادن جديد موحد وديمقراطي علماني وكان اغتياله مدخلا لفصل الجنوب عن السوادن في إستفتاء بعدها !! وطبعا لايعرف كثيرون من أدعياء الثقافه في مصر ان مشكلة الجنوبيين وقتها في أحد جوانبها الثقافية تتركز في أن سكان جنوب السودان تعود اصولهم للعنصر الأفريقي (غير العربي ) كحال مناطق أخري في العالم العربي (في العراق وسوريا وبلاد المغرب بل ومصر تعود أصول بعض سكانها لعناصر غير عربية) كمأ أن90%من سكان السودان الجنوبي يدينون بديانات طبيعية يسميها أغلبنا جهلا (وثنية)! وكان أهل جنوب السودان يطلقون علي العرب (ولهم كثير من الحق في ذلك ): بجلّابة العبيد أي تجار العبيد (النخاسون )الذين كانوا يصطادون الافارقة من قراهم ويجبروهم علي الترحال مقيدين في سفن العبيد لبيعهم بعد ذلك !!
هذا الإرث لم تواجهه بجدية حكومات الشمال السوادني المدنية والعسكرية !!
المهم في الموضوع أن إهمال إفريقيا خلال فترة حكم السادات وثلاثين عاما من حكم مبارك والاتجاه الحصري (خليجيا ) أضر بمصالح مصر الحيوية ومنها موضوع او قضية (شريان الحياة -نهر النيل ) ،فماذا لو كنا نحن من يقوم ببناء سد إثيوبيا؟!!
نعم..هم يريدون تنمية (وهذا حقهم طبعا) ونحن بخبرة شركات مثل (المقاولون العرب وشركة النصر ) في القارة الأفريقية فترة الستينيات أولى ببناء هذا السد وبالمعايير التي لا تضر بمصالحنا.
وتركنا بغباء شديد إفريفيا ساحة للكيان الصهيوني,والصين.....وحتي دويلة قطرالتي صار لها وجود في إفريقيا أكثر من مصر ألأفريقية (تخيلوا !!!!) وتركوا لنا الإدعاء بأننا افارقة بأمارة النداءات العنصرية من أشاوس نادي القرن !!تجاه لاعب نادي الزمالك أسود البشرة (محمود عبد الرازق -شيكابالا )
كفاكم إدعاء وتمثيلا لقد أصحبتم مكشوفين لقد أضاع حكم مبارك ومن قبله السادات الوجود المصري في إفريقيا نتيجة غرور وتعالي وقصر نظر السياسة المصرية وترك الأمور في أيدي جهلة ومعدومي الخبرات والضمير!!
وماذا بعد ؟! هل نكتفي بالبكاء علي اللبن المسكوب؟!
نعم السياسة الأثيوبية تجاه مصر تحمل كتير من التعنت والصلف والغباء والإضرار بمصالحنا في المياه , ولكن إثيوبيا لاتوجد في فراغ(توجد في محيط أفريقي ) ماذا عن وجودنا وصلتنا به وما تأثيره بعيدا عن المؤسسات الرسمية الشكلية (الاتحاد الإفريقي مثالا)وأين مدرسة د. بطرس غالي ذات الخبرات المؤكدة في المجال الأفريفي؟!
ولماذا التكاسل من كل الخبرات المصرية مثل : الكينسة المصرية الأرثوذكسية!
طبعا الفاشست من الإخوان ومن لف لفهم , وبعض يسار (كأسك يا وطن )الذين يدقون طبول الحرب أو يعايرون رأس السلطة في مصر لتقاعسه عن الإقدام علي حرب ضد أثيوبيا لايعرفون إفريفيا قدر معرفتهم بعلوم الفضاء !! صحيح لم يفت الأوان بعد ... ولكن إعادة التوازن وضبط الخلل في علاقات وتوجهات السياسة الخارجية لمصر (خاصة الإفريقية منها) أمرلم يعد هناك مفر من اللجوء إليه فورا!!