حمدي رزق
ليس موعدًا مضروبًا لفتح الكنائس، ستظل العبادة يومى الجمعة والأحد معلقة (لحين إشعار آخر)، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية، كما أعلنت الكنائس المسيحية على اختلافها.
عودة الروح إلى المساجد والكنائس المصرية تغبط الطيبين، المصريون أرواحهم معلقة بدور العبادة، يحنون إلى الأيام الخوالى، قبل الجائحة اللعينة، ويدعون ربهم سرا وعلانية أن يزيح الغمة ويرفع البلاء، وتعود الصلوات الجامعة، هكذا يتشوق الطيبون.
وضربت مثلا طيبا، لافت انصياع المساجد والكنائس لأحكام الجائحة، الخروجات عن الخط الوقائى نادرة، والاعتبار الاحترازات الطبية، والالتزام يحتذى، بورك كل من يرعوى ولا يمارى فيما هو متبع، ويتوقى، الوقاية خير من العلاج.
تقديم الرأى الطبى على العاطفة الدينية عين العقل، والحكمة ضالة المؤمن الحقيقى، والقيادات الدينية لم تتشدد، بل حكمت العقل، وعين العقل تعليق الصلوات الجامعة، ومنها صلاة الجمعة فى المسجد، وقداس الأحد فى الكنيسة، حتى صلاة عيد الأضحى المبارك علقت الجمعة الماضى داخل وخارج المساجد والساحات، كما كان الأمر فى عيد الفطر المبارك وعيد القيامة المجيد.
هذا ليس تشددا بل تعبدا، «وَأَنفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».. البقرة / 195.
أقول قولى هذا مثمنًا قرارات المجامع الإسلامية والكنسية، لا نملك رفاهية الفتح الكامل فى ظل الجائحة، ولا محل من الإعراب لدعوات إقامة الصلوات الجامعة كالجمع والآحاد، والاحتكام للرأى الطبى وتعليق الصلوات الجامعة على قرارات احترازية تقوم عليها «خلية أزمة كورونا» خليق بالامتثال من الشعب الطيب، ما باليد حيلة، والرضاء خلق المؤمن.
مثل هذه الدعوات الخبيثة بتعجل الفتح أو التحريض على خرق قرارات الحظر، تستهدف شيوع موجة ثانية وأشد ضراوة من الموجة الأولى التى كلفتنا كثيرا من الأرواح التى حصدتها الجائحة فى هجمتها الأولى الضارية.
لافت، فيروس كورونا فى طريقه للانحسار مصريًّا، الأرقام تشى بالانحسار التدريجى، ويستوجب المحافظة على هذه المعدلات المتناقصة بتوقى خطر الإصابات الجديدة بالمخالطة والتزاحم حتى فى الصلوات.
حذر القادة الدينيين مستوجب، كما أن حرص الطيبين مستوجب، والحرص واجب على كل ذى عقل، ضرب من الجنون التسرع فيما هو مستوجب توقّيًا، وقانا الله وإياكم شرور النوازل ما ظهر منها وما بطن.
نقلا عن المصري اليوم