وسيم السيسي
لى أسماء كثيرة، منها الحلوة، لأن لى علاقة كبيرة بالسكر! ومن أسمائى البنكرياس، وهى كلمة لاتينية من «pan» بمعنى: «الكل»، kreas، أى لحم، فتكون كلمة بنكرياس معناها: كلى لحم!.
ومن أسمائى لوزة المعدة، لأن الاثنى عشر تحيط برأسى، كما سمّانى العرب: المعثكلة، لأنى أشبه سباطة البلح المستعرضة التى رأسها كثيف، وذيلها خفيف! أنا مظلومة حقًا من الناس وبعض الأطباء! أنا من ينطبق عليها: سبع صنايع والبخت ضايع!.
1- أنا من تفرز amylase لهضم النشويات.
2- أنا من تفرز تربسين وكيموتربسين لهضم البروتين.
3- أنا من تفرز الأنسولين حتى تحصل الخلايا على الطاقة من السكر، وتخزين الفائض فى الكبد: جليكوجين.
4- أنا من تفرز هورمون الجلوكاجون لتحويل المخزون الكبدى «جليكوجين» إلى سكر وقت الصيام.
5- أنا من تفرز lipase لهضم الدهون.
6- أنا من تفرز Gastrin حتى تفرز المعدة حامض أيدروكلوديك.
7- أنا من تفرز somatostatin لتهيئة المعدة ومنع إفرازاتها.
جدير بالذكر أن كلمة إنسولين جاءت من كلمة insula، أى جُزر، والتى وصفها طبيب ألمانى اسمه «لانجرهانز»، وهذه الجزر نوعان: جزر ألفا تفرز الجلوكاجون، وجزر بيتا تفرز الأنسولين. أما لماذا أنا مظلومة، فكم أعانى من التهابات بسبب الكحول أو الدخان، وقد أعانى من السرطان أو من انسداد القناة التى أصب فيها إنزيمات الهضم الثلاثة بسبب حصوة فى القناة المرارية التى أشترك معها بفتحة واحدة فى الاثنى عشر، تمنيت لو كان لى فتحة مستقلة: قناة واحدة ملك، ولا قناتين معًا شرك! المهم أصرخ وأدق الأجراس، آلام بفم المعدة، آلام بالظهر، والتشخيص الخاطئ: سوء هضم.. وآلام الظهر: روماتيزم! وينصح الطبيب «غير الواعى» بأشعة موجات صوتية التى لا تظهرنى، لأن أمامى وسادة هواء بالمعدة، وكان يجب أن يطلب أشعة مقطعية، وتحاليل أميليز، ليبيز، وإذا لزم الأمر e.r.c.p، وهى الحروف الأولى من:
endoscopic- retrograde- cholangio- pancreato- graphy.
صحيح أنى ملتصقة بالظهر، وأنى وراء المعدة، وأن ذيلى يلامس الطحال، هذا الذيل الذى قطعة ديبيكى، أشهر جراح أمريكى، حين كان يجرى عملية طحال لشاه إيران، فخرجت إفرازاتى وهضمت أمعاء الإمبراطور الإيرانى! لذا وجب على الأطباء أن يلتفتوا إلى صراخى ولا يصرفون المرضى بهذه التشخيصات الغريبة: تلبك فى المعدة! سوء هضم..! روماتيزم!.
لى ضحايا كثيرون- غصبًا عنى- مرضى السكر!! ملايين الأطفال والكبار ماتوا بسبب ضعفى وعجزى.. حتى ظهر هذا الطبيب الشاب الكندى فردريك بانتنج، الذى نجح فى التعرف علىَّ، واستخلص الأنسولين وعاش الملايين بسببه، ولكنه مات صغيرًا فى حادث طائرة متجهة من كندا إلى إنجلترا 1941، وكان عمره 42 سنة. وفى حفل تأبينه، كان هناك عشرة آلاف مريض من مرضى السكر، جاء فى كلمة أحدهم: لولا بانتنج الذى هو الآن تحت التراب، كنا نحن جميعًا الآن تحت التراب.
هذه قصة مثيرة يا أحبائى، أقصها عليكم فى يوم من الأيام.
نقلا عن المصري اليوم