كتب - نعيم يوسف
اشتعلت الأوضاع الليبية الفترة الماضية، ويتوقع أن تحدث معركة عسكرية في منطقة سرت والجفرة، بين لحظة وأخرى، خاصة مع إصرار حكومة الوفاق التي يتظعمها فايز السراج، والمدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للحصول على منطقة سرت والجفرة، المنطقة التي يراها الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من مصر، بأنها "خطا أحمر"، كما وصفها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
السعودية تدخل على الخط
وفي الأيام الأخيرة، يقوم وزير الخارجية السعودي بجولة إلى العديد من الدول العربية، ومنها مصر، والجزائر والمغرب، وتونس، بهدف توحيد الدول العربية حول مبادرة القاهرة، لمواجهة التمدد التركي.
تركيا والمرتزقة
وقال الصحافي والكاتب التونسي، الجمعي قاسمي، إن استمرار تركيا في نقل المرتزقة إلى ليبيا، ووضع مصر لخطوط حمراء في الملف الليبي، ساهم في تحريك ملف الأزمة الليبية على أكثر من جهة، منها الجهة الأوروبية والبحر المتوسط، مثل تحركات فرنسا واليونان، ومنها الجهة العربية، ومنها تحركات مصر والسعودية والجزائر وتونس.
دور مصر والسعودية
ولفت "قاسمي"، في لقاء مع قناة "فرانس 24"، أن الدور الذي تلعبه مصر والسعودية هو دور توازن للقوى في الملف، بينما تراجع دور دول الجوار، خاصة بعد الخلاف بين مصر والجزائر، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول حاليا التوفيق في وجهات النظر بين دول الجوار.
اتفاق الصخيرات أصبح من الماضي
وأشار الكاتب التونسي، أن اتفاقية الصخيرات أصبحت من الماضي، وانتهى دورها، وكل المؤسسات التي أفرزتها أصبحت غير شرعية، موضحا أن هناك تطورات جديدة مثل مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة، ثم الأجندة التركية التي لها أهداف أخرى مختلفة عن رؤية دول الجوار.
معركة محدودة
وأوضح، أن الظروف أصبحت ملائمة لمعركة محدودة في ليبيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض أمر واقع على الأرض، ووقف التقدم التركي في ليبيا، مشددا على أن الهدف هو حماية الأمن القومي العربي، وهناك إجماع على ضرورة عزل التوغل التركي الذي تجاوز كل الخطوط.
الحل السياسي مقابل الحل العسكري
في نفس السياق، قال أشرف الطريبق رئيس المركز المغربي للتفكير والتطوير، بالمغرب، إنه لابد من توحيد الدول العربية، وإخراج ورقة حل سياسي، بدلا من العسكري الذي فشل فيه الجميع، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية دعمتها الإمارات والسعودية، ولا يمكن أن نعتقد أن مصر والسعودية والإمارات يختلفون في وجهات النظر.
المغرب.. ودورها
ولفت "الطربيق"، إلى أن المغرب الذي احتضن اتفاق الصخيرات، سيحاول أن يجعل من هذا الاتفاق إطارا لمبادرة القاهرة التي تجاهلت "اتفاق الصخيرات"، والذي كان أساسا للمؤسسات الدولية الحالية، واعتمدت على مخرجات قمة برلين.
وأشار في لقاء مع نفس البرنامج، إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى المغرب، هدفها الدمج بين إعلان القاهرة، واتفاق الصخيرات.