كتب – ايهاب رشدى
نحو 250 ألف زائر كل عام يتجهون إلى كاتدرائية لوريتو بمدينة " سانتافى" فى ولاية نيو مكسيكو الأمريكية ؛ لرؤية سلم خشبى عمره نحو 130 عاما ، ربما لا يختلف شكله وتصميمه عن أى سلم خشبى آخر ، إلا انه يعد لغزا محيرا تحيط به أسرار كثيرة لم يستطع أحد كشفها حتى الآن .. فهو سلم مجهول الهوية لا يعرف أحد من الذى بناه ، وبأى طريقة هندسية تم بنائه ، ومن أين تم الحصول على الخشب الذى شُيد به .
تبدأ القصة فى عام 1850 عندما رأى أسقف الإقليم " جان بابتيست لامي." الحاجة لفتح مدرسة لتعليم فتيات الإقليم ، فأرسلت راهبات لوريتو ست أخوات لفتح أكاديمية لوريتو، وبالفعل تم افتتاح المدرسة عام 1853.
بحلول عام 1873 ، تمكنت الأخوات من البدء في بناء كنيسة، قام بانشائها مهندس وبنائين فرنسيين ، إلا ان المهندس المعمارى قد توفى قبل إتمام الكنيسة ، وكانت هناك اشكالية تواجه الراهبات بالاضافة لوفاة مهندس الكنيسة وهي صغر حجم الكنيسة وارتفاع الدور العلوي ، فكانت هناك حاجة إلى سلم لا يشغل مساحة كبيرة من أرضية الكنيسة حتى لا يقلل من سعة الجلوس فيها.
وهنا لجأت راهبات لوريتو للصلاة وقمن بتلاوة صلاة تسمى " نوفينا " لمدة تسعة أيام متتالية إلى القديس يوسف ، شفيع النجارين وفي اليوم الأخير من التساعية ، ظهر نجار بمطرقة بأدوات بسيطة وعرض القيام ببناء السلم مستخدما نوعية من الأخشاب تبين بعد ذلك أنها نادرة وغير متوفرة فى الجنوب الغربى الأمريكي . ، وعندما تم الانتهاء من الدرج ، قيل أن النجار اختفى دون أن ينتظر ليتلقى أجرته أو حتى شكرا على ما صنعه .
ويعتقد البعض أن النجار كان هو القديس يوسف نفسه بينما يعتقد آخرون أنه شخص أرسله القديس يوسف ،وفى جميع الأحوال لقد أتم الرجل بناء سلم لولبي رائع. بتصميم مبتكر بمقاييس ذلك الوقت ، يحتوي على دوران كامل بزاوية 360 درجة بدون عمود مركزي لدعمه وهو ما يعد أعجوبة هندسية حيث انه لم يستند على جدار أو عمود ، وقد تمت إضافة درابزين بعد ذلك بعشر سنوات تقريبًا بسبب صعوبة تسلق السلالم الطويلة .
على مر السنين توافد الكثيرون إلى كنيسة لوريتو لرؤية السلم الأعجوبة ، وكان السلم موضوعًا للعديد من المقالات والعروض التلفزيونية الخاصة والأفلام ومنها فيلم بعنوان "الدرج" ، بطولة ويليام بيترسن وباربرا هيرشي.