الأب رفيق جريش
ننظر نحن المصريين إلى الأخوة فى دول الخليج العربى بكثير من الإعجاب لما فعلوه ويفعلونه حالياً فى أوطانهم من تقدم وازدهار وفى نفس الوقت انفتاح تام على العالم الخارجى وفى الآن ذاته الاحتفاظ بالخصوصية العربية الخليجية، فدول الخليج حولت بترولها وغازها لصالح مواطنيها وترجمته فى التنمية وبناء وتأسيس المدن والمرافق والبنية الأساسية والموانئ والمطارات وعلى أحدث طراز إلى آخره مما يعود بالنفع على المواطن وكل من يسكن ويعمل فيها ووضع دول الخليج فى مصاف الدول المتقدمة وذلك بفضل الرؤية المستقبلية لدى حكامها مما جعلنا نشعر بالإعجاب وأيضاَ بالفخر كعرب لما وصلوا إليه.
وأخيراً يأتى نجاح تشغيل أول مفاعل نووى عربى بعد أقل من أسبوعين من إرسال الإمارات مسباراً أطلقت عليه مسبار «الأمل» إلى كوكب المريخ لاستكشافه فى مهمة غير مسبوقة وخطوة كبيرة متقدمة للعالم العربى المتهم دائماً بالتخلف والجهل وهدر مال البترول فى الاستهلاكيات، كما أرسلت فى عام 2019 رائد فضاء إلى المحطة الفضائية الدولية وهكذا الإمارات دخلت النادى النووى السلمى وفى الآن ذاته تستكشف مجرتنا.
ثمة عشرات المشروعات القومية العملاقة التى أنجزتها دولة الإمارات العربية المتحدة والتى تكشف بجلاء القدرة الفائقة لحكامها على استشراف المستقبل بداية من مشروع إمارة دبى العملاقة التى أصبحت وسريعاً خلال السنوات الماضية «قبلة» الاستثمار فى الأقتصاد العالمى وانتهاء بالمشروع العملاق الذى تم تدشينه منذ أيام وهو نجاح تشغيل أول مفاعل نووى للطاقة السلمية فى العالم العربى، وهو بحق ما وصفه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ثنايا تهنئته لدولة الإمارات وشقيقه الشيخ محمد بن زايد أمس الأول، إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات الإمارات ويجسد بالفعل الحلم المنشود حتى تكون الأمة العربية صاحبة ريادة وتفوق وتميز فى جميع المجالات التى تخدم الإنسان العربى والإنسانية جميعاً. وبنجاح تشغيل وحدة محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية فى أبوظبى تكون الإمارات حققت نقلة نوعية فى قطاع الطاقة النظيفة، كما أنها خطوة مهمة على طريق استدامة التنمية وبإعلان نجاح تشغيل مفاعل «براكة» تصبح الإمارات الدولة العربية الأولى التى تشغل مفاعلات تعمل بالطاقة النووية والدولة رقم 33 على مستوى العالم كما قال مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة.
ولم يتوقف التقدم فى دول الخليج على التقدم العلمى ولكن أيضاً التقدم الثقافى فإذ بمتحف «اللوفر» يفتتح فرعا فى الإمارات يعد تحفة معمارية وفنية أيضاً، كذلك عرض وتأسيس جوائز فى الأدب والشعر والفن والسينما وغيرها من مجالات الثقافة كما لا ننسى أن الإمارات كانت الداعمة لصدور وثيقة «الأخوة الإنسانية» التى وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا روما مع الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وما زالت تروج عالمياً لهذه الوثيقة بعد أن أصبحت دول الخليج علامة فى المحبة والتسامح والحوار المثمر بين أتباع اللأديان.
إن نجاح دول الخليج هو نجاح لمصر بشكل خاص والعرب بشكل عام، كما أن نجاح مصر والطفرة الاقتصادية والمعمارية التى تشهدها مصر حالياً هو تكامل لنجاحات دول الخليج، خاصة أن مصر تستعد لمفاعلها النووى السلمى الأول فى الضبعة. لذا نتمنى أن تستكمل هذه النجاحات ولا تعطلها شرور قوى الشر التى لا تريد لمنطقتنا السلام والازدهار. كما نتمنى أن تتكامل المشاريع العربية لصالح كل الإنسانية.
نقلا عن المصرى اليوم