كتب – روماني صبري
يومان على انفجار مرفأ بيروت ولا رواية رسمية واضحة وصريحة ومقنعة لتفاصيل ما جرى، رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قال بنفسه إن سبب الانفجار ما زال غير معروف، ليضع اللبنانيين أمام 3 احتمالات : الإهمال، أو حادث عرضي، أو تدخل خارجي، وهي احتمالات بديهية يمكن لأي متابع للانفجار أن يطرحها، هذا الضياع الرسمي اللبناني دفع البعض للمطالبة بتحقيق دولي لجلاء حقيقة الانفجار الكارثة، الذي دمر أكثر من نصف العاصمة اللبنانية وقتل أكثر من 150 شخصا وأصاب الآلاف وشرد مئات الآلاف، مطالبات رأى فيها الرئيس عون تضيعا للحقيقة ومساسا بالسيادة اللبنانية، وعلى خط الإجراءات القضائية، أعلن المدعي العام توقيف المدير العام لإدارة الجمارك الحالي، والسابق، وإبقاءهما على ذمة التحقيق، فهل التحقيقات التي تجري في لبنان جدية وهل اقتربت من كشف الحقيقة؟.
كشف الحقيقة يحتاج أيام
وللحديث حول ذلك، قال "مالك أبي نادر"، قيادي في التيار الوطني الحر، أن انفجار ضخم كهذا، والذي أودى بحياة العديد من الضحايا، إلى جانب الخسائر والأضرار، يحتاج أكثر من يومين أو ثلاثة من لجان تحقيق محترفة، لكشف ملابساته.
وتابع عبر تقنية الاتصال المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، خاصة أن هناك الكثير من الروايات والمعطيات والإشاعات حول الانفجار، ولا شك أن مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الأعلى اجتمعا سريعا وقررا تشكيل لجنة تحقيق، وهذه اللجنة أعطت للجيش اللبناني، والقوى اللبنانية صلاحية إغلاق المنطقة والقيام بالتحقيقات.
لافتا :" وجراء الغموض الذي يجتاح الحادث لاسيما بخصوص الكميات من مادة "نترات الامونيوم" في بيروت والتي سببت الانفجار، نحن ننتظر التحقيق الرسمي من الدولة اللبنانية، وهناك أنباء تفيد أن الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" اصطحب معه بعض الخبراء خلال زيارته للبلاد للمساعدة في التحقيقات، وأيضا أن بعض الدول الصديقة الشقيقة أرسلت خبراءها للهدف ذاته."
رئيس ولا يعرف تفاصيل الحادث !
وبدوره قال "إيلي محفوظ"، رئيس حزب حركة التغيير، النظام الحاكم في بيروت، يسخف من التحقيقات بخصوص هذه الجريمة الكبرى، وذلك من خلال مطالباته الشعب بالانتظار، رغم انكشاف إشارات ومنها أفاد المدير العام للأمن في البلاد إلى مكان الحادث، بعد وقوعه بفترة قصيرة، ثانيا قال رئيس الجمهورية انه لا يعرف شيء عن الحادث، رغم انه يتمتع بصفة القائد العام للقوات المسلحة."
موضحا :" إذا صرح المواطن بمثل هذه التصريحات سنلتمس له العذر، أما كونها تخرج من رئيس جمهورية وهو رئيس الجيش فهذا يعكس إننا أمام مشكلة كبرى، كونه يقول انه ليس على علم بتفاصيل الحادث.
حزب الله يستخف بذكاء اللبنانيين
وأردف :" التفت مؤخرا لتصريحات "حسن نصر الله" زعيم حزب الله، بأنه لديه معلومات حول مطار "حيفا" أكثر من مطار بيروت، وهذا استخفاف بذكاء اللبنانيين، وكلامه تبسيطي لموقعية وقوة وهيمنة الحزب داخل التركيبة الرسمية للدولة .
مضيفا :" خرجت هذه التصريحات من رئيس الحزب الذي يقول انه يحكم قبضته على كل المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد، إلى جانب سيطرته على الحدود، فكيف لا يعلم بالمواد المتفجرة في مرفأ بيروت ؟!."
وحول شفافية التحقيقات ؟
هل تعرف بيروت تحقيقات شفافة ونزيهة، وردا على ذلك، قال بول مرقص، أستاذ القانون الدولي :" من الصعب أن نرى ذلك، حيث شهدت لبنان عشرات الاغتيالات والتفجيرات منذ عقود، وكانت تخرج التحقيقات بنتائج غير مرضية."