كتب - نعيم يوسف
لا يزال حادث انفجار المرفأ في العاصمة اللبنانية بيروت، غامضا في بعض التفاصيل، ورغم الغضب اللبناني العارم على كل المسئولين والسياسيين الفاعلين في البلاد، إلا أنه حتى الآن لا يوجد متهم رسمي يمكن إلقاء اللوم عليه، وتحميله دماء 158 قتيلا، و6 آلاف مصاب، و21 مفقودا.
الجميع مسؤولون
ويقول بشارة خيرالله، الإعلامي والمحلل السياسي، إن الكل مسؤولون عن الانفجار الذي وقع، ولكن المسئولية يجب أن تتدرج وفقا لكل شخص، مشيرا إلى أن هذه الحكومة اعتادت على الإهمال، وتبين أن هناك أكثر من طلب لرفع الشحنة، ولكن تم الإبقاء عليها لمصالح أطراف معينة باتت معروفة.
تورط حزب الله
وأشار "خيرالله"، إلى أن حزب الله اللبناني يستفيد من إبقاء هذه المتفجرات لكي يهدد إسرائيل، والجميع سمعه كيف يستطيع إطلاق قذيفة على مستودعات إسرائيلية لتصبح مثل القنبلة النووية، ولكن ما حدث هو العكس وأصيب لبنان.
وأضاف الإعلامي اللبناني، في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، أنه لا أحد يتهم حزب الله بشيء، ولكن هناك فرضية تقول إنه أبقى على هذه الشحنة لاستخدامها لتهديد إسرائيل، مشيرا إلى أن جميع المسئولين يجب محاسبتهم على ذلك، وليس حزب الله فقط، مشددا على ضرورة تعليق المشانق لكل من يثبت تقصيره أو تحريضه على الإبقاء على هذه المتفجرات في العاصمة.
تحقيق دولي
وطالب بأن تكون التحقيقات شفافة، وأن تكون هناك لجنة تحقيقات دولية لكشف ما حدث ومحاسبة المسؤولين، لافتا إلى أنهم يحكون عن الفساد ولا يرون فاسدا، وإذا وضعت المحكمة الدولية حكمها بالأدلة والبراهين حينها يكون الاتهام واضحا، لافتا إلى أن السياسة في لبنان تتدخل في الاقتصاد، والأمن، والقضاء أيضا.
حزب الله.. والتهم الموجهة له
في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، حسن شقير، إن البعض يحاول إلصاق أي تهمة بحزب الله، ولو السماء سقطت على الأرض لاتهموا حزب الله بذلك، مضيفا: "حزب الله لا يأتي بالسلاح عن طريق المرفأ أو غير المرفأ، والكل يعلم كيف جاءت هذه الشحنة، وكيف بقيت في المرفأ لعدة سنوات"، مشيرا إلى أن حزب الله ليس له دخل في ذلك.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي، إلى أنه يجب فتح تحقيق شفاف ومحاسبة دقيقة، ويجب تعليق المشانق لجميع المتورطين، وهذه مسئولية الحكومة في هذه الأيام العصيبة، مشددا على أن حزب الله لم يتولى وزارة النقل حتى يكون مسئولا عما حدث.
هذا، وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، انفجارا هائلا في مرفأ بيروت، منذ أيام، نتج عن حوالي 2750 طنا من المواد المتفجرة، ما أسفر عن أكثر من 158 قتيلا، ونحو 6 آلاف مصاب، و21 مفقودا.
وتضامنت العديد من دول العالم مع لبنان، ومنها مصر التي أرسلت طائرتين محملتين بمساعدات طبية عاجلة، كما أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتقديم مساعدة عاجلة إلى لبنان، وزارها هو بنفسه ووعد بتقديم تعويضات للضحايا.