رباب كمال
من أكثر الانتقادات اللي بسمعها من بعض مثقفينا الكبار و ( هما على رأسي من فوق)، هي كلمة لا يليق بك ...
مثلا، لا يليق إن واحدة بتكتب كتب أو بتعمل محاضرات في إطار الإسلاميات و الأصولية الدينية و الحريات و النسوية و حقوق المرأة إنها تتطلع تتكلم عن الريجيم و الرياضة في التلفزيون أو تكتب عن الحب على صفحتها، أو تنشر صور و فيديوهات للحيوانات على صفحتها..أو شذرات عن الحياة و دروسها أو تنشر وصفة أكل من المطبخ.
أتذكر مرة من سنين كنت بقدم ندوة، و بدأت أستقبل الحضور مع الترحاب و الشكر على وقتهم و قطعهم مسافة الوصول لمكان الندوة...
فمجموعة المنظمين المتنورين المثقفين جدا ، انتقدوا الأداء و قالوا حرفا.... لازم نتعامل مع الحضور على اعتبار إنهم جايين يتعلموا مش جايين ينورونا....
و ده تقمص المثقف ( بدون تعميم) لدور خطبة الجمعة. لازم تكون عصماء و لا أحد يسأل في محتواها..
كنت دائما أرد بالتنظير على إن المثقف مش منفصل عن المجتمع ولا مستعلي، ده شخص طبيعي مهتم بأشياء تهم غيره، مفروض غير متكلف، عنده اهتمامات مختلفة عن التخصص اللي بيكتب فيه، و قادر على إجراء حديث لا يدور حول فكرته اللي يتبناها ... و إن أصلا الاقتصاد هو المحرك الأول للشعوب، و الأبحاث و الكتابات مجرد خط ماشي بالتوازي مع بقية الاهتمامات....الخ
أمي الله يرحمها كانت تقولي ده رد دبلوماسي خطأ على محاولات فرض وصاية من نوع آخر...
، كانت شايفة إن الرد الأمثل هو إني أقول إني ناوية كمان أنط الحبل ...و أحترف قراءة الفنجان...!!!( هي كانت شخصية ساخرة)
أمي كانت بتقولي إن العمق الزائد ممكن يؤدي للسطحية لأنه بيفصل الشخص عن محيطه. العمق عمره ما كان خطاب وصاية ، وصاية مش بتطلع إلا على الستات غالبا لكن دون تعميم...مرة باسم الدين و مرة باسم الثقافة.
أمي كانت تحذرني من المثالية و محاولة تقمص أدوار غير حقيقية... و كانت تقول أن المثالية المفرطة مجرد ادعاء، شيء غير إنساني و مريب....
النهاردة أدركت إن كلمة لا يليق بك هي مجرد مرادف حداثي لكلمة لا يجوز يا أختاه...
كلها أشكال مختلفة من فرض الوصاية...
بوست في حب #ملك....اللي ذكراها سند دائم و سبب في الابتسامة التي ترتسم على وجهي
#الصباحات 🌹