عرف البشر وسائل الانتقال البرية منذ القدم فقبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام كانت هناك طرق مواصلات بدائية ومحدودة تعود لألفى عام قبل الميلاد، وكان من الطبيعى أن يصل الإنسان إلى اختراع المركبات التي طرأت عليها تطويرات متلاحقة بدأت باختراع العربات البخارية اخترعها الفرنسى نيقولا كوينو وهو أشهر نموذج للسيارة الأولى، ولها ثلاث عجلات كما أنها ضخمة الحجم ولها غلاية كبيرة.
وقد صنعت هذه العربة عام (١٧٦٩)، وقامت بقطع المساقة بين باريس وفانسن بسرعة متوسطة ٣ كيلو مترات/ساعة وفى عام (١٨٨٠) اخترعت المحركات ذات الاحتراق الداخلى بفضل رينوار الفرنسى وأوتو ولاجن الألمانيان. وفى (١٨٨٧) بدأ استخدام البنزين كوقود ويرجع الفضل إلى الألمانيَّيْن ديملر وبنز، وفى عام (١٨٨٨) استخدمت العجلات المصنوعة من المطاط المنفوخ وكان مبتكرها هو الإنجليزى جون دانلوب وكان هذا التطور المتلاحق بمثابة نقطة انطلاقة ثانية فرضت الحاجة لوسائل نقل تقل عددا أكبر من البشر وتسير لمسافات أطول فكانت القطارات والسكك الحديدية.
وفى هذا السياق يمكن اعتبار إنجلترا هي الأب الشرعى لبناء وتطوير السكك الحديدية في العالم، ففى عام (١٨١٤) بنى جورج ستيفنسون قاطرته البخارية الأولى وقد بدأت أول تجربة للنقل على السكك الحديدية عام (١٨١٤) في مقاطعة ويلز الجنوبية بإنجلترا واستخدمت في جر عربات مشحونة بسرعة خمسة أميال في الساعة (حوالى ١٠ كيلومتر/ ساعة) وفى عام (١٨٢٥) نجح ستيفنسون في إصدار مرسوم بإنشاء أول خط سكك حديدية في العالم بين ستكتون ودارلنجتون بإنجلترا، وكان النجاح الذي صادف هذا المشروع حافزاً لإنشاء خط آخر لنقل الركاب بين ليفربول ومانشستر في عام (١٨٣٠)، ثم انتشر النقل بالسكك الحديدية بسرعة مذهلة.
أما عن جورج ستيفنسون نفسه فهو مولود في التاسع من يونيو عام ١٧٨١ وهو مهندس إنجليزى، ومثلما قام بإنشاء أول خط سكك حديدية في العالم يستخدم القطارات البخارية صمم مقياس السكك الحديدية المستخدم عالميا وهو ١٤٣٥ مم، ويعرف أحيانا باسم مقياس ستيفنسون، وقد استخدم خط ستوكتون- دارلنجتون في أول الأمر في نقل البضائع فقط ولكن سرعان ما تبين أنه مفيد لنقل الركاب فجهزت عربات مناسبة ولكنها ظلت تجربواسطة الخيل أحيانا في حين استخدمت القاطرات على عربات البضائع وقد توفى ستيفينسون «زي النهارده» في ١٢ أغسطس ١٨٤٨.