كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
نشر المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر، الأنبا نيقولا أنطونيو، رسالة رعوية حملت عنوان "هل الإيمان يناقض التقدم العلمي، وجاء نصها :
الإيمان لا يناقض التقدم العلمي مطلقاً، بل يدعو، لأسباب لاهوتية وإنسانية، إلى معرفة بشرية شاملة وسعي إلى اكتشافات لا حدود له.
فالإنسان مدعو إلى استخدام طاقاته ليحسّن ظروف حياته. وقد اكتشف فعلاً، خلال سيرورته التاريخية، أدوات استطاع أن يهذِّب بها الخشب والحجر والحديد والمعدن، وأن يُخضع البخار والكهرباء والطاقة الذرية، وأن ينشئ المصانع الضخمة ويُقرِّب الأبعاد الشاسعة. ويمكننا اليوم فهم هذه الحقيقة أكثر من الأجيال التي سبقتنا، لأننا نحيا في عصر التقدّم العلمي والتقني.
كما أن وصول الإنسان إلى القمر لا يزعزع الإيمان بالكتاب المقدس، لأنه كما ورد في مزمور داود: "أيها الرب سيّدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض….. إني أرى سمواتك عمل يديك والقمر والكواكب التي كونتها. ما الإنسان حتى تذكره وابن البشر حتى تفتقده؟ أنقصته عن الملائكة قليلاً وكلّلته بالمجد والكرامة. سلّطته على أعمال يديك، وأخضعت كل شيء تحت قدميه….. أيها الرب سيّدنا ما أعظم اسمك في كل الأرض" (مز 8: 2-10).
إذن الخالق نفسه يكلِّل الإنسان "بالمجد والكرامة"، ويدعوه إلى أن يكون "حاكم أعمال يديه" وان يُخضع "تحت قدميه" الخليقة بأسرها "السموات والقمر والنجوم" لا الأرض وحدها.
إن سلطة الإنسان على العالم وإمكاناته ليست سلطة متعسفة أو ظالمة يمارسها بطريقة أنانية، بل هي سلطة مرتبطة بمسؤوليته عن خليقة الله كلها.
يقول يوحنا الدمشقي: "خلق الله الإنسان عديم الشر، مستقيماً، فاضلاً، خلواً من الحزن والهم، مزيّناً بلمعان كل فضيلة، ومزداناً بكل الصالحات. كأنه عالم ثانٍ. عالم صغير في وسط العالم الكبير.