قامت بهذه المذبحة ميليشيات الكتائب ونمور الأحرار وحراس الأرز بحق المقاتلين الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر الواقع في شرق بيروت وكانت المذبحة أشبه بحروب الإبادة ضد سكان هذا المخيم، وقد بدأت بقطع الماء والكهرباء والطعام لعدة أيام عن المخيم قبل المذبحة، مما سهل الأمر على الميليشيات اليمينية اللبنانية بمساعدة الجيش السورى من تحقيق هدفها والقضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم أما المقدمات الأولى لهذه المذبحة فقد بدأت بعد قيام إسرائيل باحتلال الضفة الغربية والقدس والجولان ومعظم سيناء سنة ١٩٦٧ فدخل الفلسطينيون إلى ما يشبه مرحلة الشتات وتوزع الملايين منهم على الدول المجاورة«لبنان والأردن ومصر»وغيرها كلاجئين.
وكانت الغالبية العظمى منهم قد لجأت إلى لبنان والأردن، حيث قامت الدول العربية بإنشاء مخيمات كبيرة لإيواء هذه الأعداد الضخمة من اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهم من عناصر المقاومة والمنظمات الفدائية، التي قامت بتوجيه ضربات موجعة وناجحة لإسرائيل مما أدى لزيادة النفوذ الفلسطينى داخل لبنان والأردن، وسببت هذه المقاومة مشاكل كبيرة للأردن، فأمر الملك حسين الجيش الأردنى بإخلاء المخيمات الفلسطينية وطرد المنظمات الفدائية من بلده، فانتقلت هذه المنظمات وتجمعت كلها تقريبًا في لبنان وتضاعف عدد اللاجئين وأصبحوا قوة مؤثرة وحاضرةعلى الساحة اللبنانية.
واكتسبت هذه القوة حضورا وتأثيرا في مجريات العملية السياسية في لبنان فعمدت إسرائيل إلى إثارة الموارنة في لبنان،وكانوا في غاية الضيق والحنق من التواجد الفلسطينى،خاصة أن السلطة اللبنانية كانت عاجزة عن وقف النشاط الفلسطينى، وازداد حنق الموارنة في لبنان مع زيادة التأييد الشعبى اللبنانى من قبل مسلمى لبنان للمقاومةالفلسطينية.
ونجح المخطط الإسرائيلى واشتعلت الحرب الداخلية بلبنان بين الموارنة والفلسطينيين ومعهم مسلمو لبنان السنة في ١٩٧٥،أحرز الفلسطينيون انتصارات كبيرة واندحرت القوات المارونيةإلى داخل مواقعها متخذة موقفًا دفاعيًا،ولكن سرعان ما تغيرت دفة القتال بعد تدخل الجيش السورى في الحرب الدائرة، وذلك لوقف العمليات الفدائية والميليشيات الفلسطينية، وفى آخر يونيو ١٩٧٦ كانت القوات السورية تحاصر المعاقل الفلسطينية واللبنانية المتحالفة معها وقد قطعت عنها خطوط الإمدادات كان نصارى لبنان الموارنة منقسمين لعدة ميليشيات، منها حزب الكتائب بزعامة«بيير الجميل»وميليشيا النمورالتابعةلحزب الوطنيين الأحرار بزعامة«كميل شمعون»، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة تونى فرنجيه وميليشيا حراس الأرزوحاصروا المخيم لمدة ٥٢يومًا بمنتهى القسوة،ثم قامت ميليشيا النموربقيادة دانى كميل شمعون باقتحام المخيم «زي النهارده» في ١٣ أغسطس ١٩٧٦.