أكد سفير الهند بالقاهرة راهول كولشرشت، أن مصر تعتبر أحد أهم شركاء الهند التجاريين في القارة الأفريقية.
وقال السفير كولشرشت - في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء - إنه وخلال السنة المالية الهندية 2019/2020، بلغت قيمة التبادل التجاري بين الهند ومصر 4.53 مليار دولار، وذلك على الرغم من الاضطرابات التي حدثت خلال شهري فبراير ومارس 2020 بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأضاف أن بلاده تتطلع للحصول على صورة أوضح بشأن مستويات التجارة للسنة المالية 2020/2021 في الفترة المتبقية من العام الجاري، موضحا أنه بينما قد تتأثر التجارة مؤقتًا بجائحة فيروس كورونا، تظل الهند متفائلة بشأن آفاق التجارة بين الهند ومصر على المدى المتوسط.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الهند ومصر ارتفع من 3.68 مليار دولار خلال السنة المالية الهندية 2017/2018 إلى 4.55 مليار دولار خلال السنة المالية 2018/2019.
وقال السفير كولشرشت إن استثمارات الهند في مصر تمثل أهم مجالات التعاون بين البلدين إلى جانب الصادرات المصرية إلى الهند والواردات منها وعودة حركة السياحة بين الهند ومصر.
وحول الأداء الاقتصادي لمصر خاصة في ظل الوباء، وتقييم مناخ الاستثمار في مصر.. شدد السفير الهندي على أن مصر تعد من الدول القليلة التي تحظى بتوقعات إيجابية للنمو الاقتصادي لعام 2020، وهو ما تعكسه إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تم تطبيقها خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف أن الحكومة قامت بجهود كبيرة وفاعلة من أجل خلق مناخ ملائم للاستثمار، وإفساح المجال والتشجيع على خلق فرص جديدة في العديد من المجالات، ومعالجة المشكلات، وتحديث البنية التحتية وما إلى ذلك.. لافتا إلى أنه وفي ظل الموقع المتميز لمصر والمزايا الأخرى التي تتمتع بها، ستضمن هذه الخطوات أن تظل مصر وجهة استثمارية واعدة.
وفيما يخص التبادل التجاري بين مصر والهند في النصف الأول من عام 2020.. ذكر السفير كولشرشت أن الهند تحتل المركز العاشر كأكبر دولة مستوردة من مصر ومصدرة إليها، اذ بلغت قيمة صادرات مصر إلى الهند خلال الفترة من يناير حتى مارس 2020 حوالي 353 مليون دولار، بينما بلغت قيمة وارداتها من الهند 549 مليون دولار خلال نفس الفترة.
وأشار إلى أن صادرات مصر إلى الهند قد ارتفعت قيمتها من 1.67 مليار دولار خلال عام 2018-2019،إلى 2 مليار دولار خلال عام 2019-2020... مذكرا بان أهم الصادرات المصرية إلى الهند تشمل النفط الخام والأسمدة الخام والأسمدة المصنعة والمواد الكيماوية غير العضوية؛ فيما تتركز أهم الواردات المصرية من الهند على المنتجات البترولية وغزل القطن والسيارات والمعادن المصنعة ولحوم الجاموس.
وأعرب السفير الهندي عن اعتقاده فى إمكانية العمل على تنويع سلة التجارة بشكل أكبر، وبالتالي زيادة حجم التجارة نظرًا لأن الهند ومصر تضمان أسواقًا كبيرة.
وبالنسبة للاستثمارات الهندية فى مصر.. أكد السفير كولشرشت أن مصر تعد وجهة استثمارية مهمة للهند في إفريقيا، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات الهندية في مصر أكثر من 3.3 مليار دولار وتشمل مجموعة واسعة من القطاعات،منها الإلكترونيات والسيارات والأدوية والملابس والكيماويات ونقل الطاقة وغيرها.
وتابع "ومن أهم الاستثمارات الهندية في مصر شركة تي. سي.آي. سنمار (بقيمة 1.5 مليار دولار)، والإسكندرية أسود الكربون، وكيرلوسكار، ودابر الهند، والشركة المصرية الهندية للبوليستر، وسكيب للدهانات، وجودريج، وماهيندرا، ومونجين".
وكشف السفير كولشرشت عن أن الشركات الهندية تسعى حثيثاً لاستكشاف فرص الاستثمار في مصر.. مذكرا بأن اتحاد الصناعة الهندية نظم فى نوفمبر الماضى "المنتدى الإقليمي للهند ودول غرب آسيا وشمال أفريقيا" في القاهرة لأول مرة، والذي عقد تحت رعاية اتحاد الصناعة الهندية وبنك التصدير والاستيراد الهندي. وعقد المنتدى بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة الهندية ووزارة الشؤون الخارجية الهندية وبنك التصدير والاستيراد الهندي. وشارك فيه 24 شركة من الهند وممثلو منتدى الأعمال الهندي.
وأشار إلى أن شركة "تي.سي.آي. سنمار" قامت بعمل توسعات في مصنعها في بورسعيد، وهناك شركتين هنديتتين تعملان في مصر تعتزمان القيام بخطوات مماثلة. ومن ثم، فإننا نتوقع زيادة في الاستثمارات الهندية.
وحول عدد الشركات الهندية العاملة حاليا في مصر.. أوضح السفير كولشرشت أن هناك أكثر من 50 شركة هندية تعمل في مختلف القطاعات مثل الزراعة، والملابس، ومكونات السيارات، والمواد الكيميائية، والأغذية، والضيافة، والدهانات، والورق، والأدوية، والبلاستيك، ونقل الطاقة، والطاقة المتجددة، والبيع بالتجزئة، وغيرها. وتشير التقديرات إلى أن الشركات الهندية توفر حوالي 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وبالنسبة للتحديات الرئيسية التي قد تعيق الشركات ومؤسسات القطاع الخاص الهندية عن الاستثمار في مصر.. قال السفير الهندي "إن المستثمرين يرغبون بالتأكيد في المزيد من تسهيل الإجراءات، ووضع آليات لاستخراج التراخيص بسرعة خلال فترة زمنية ملائمة، وإجراءات تسجيل سريعة وسهلة وتوفير تأشيرات عمل طويلة الأجل، وتخفيف القيود في قطاع الأدوية".
ودعا وفود الأعمال المصرية إلى القيام بمزيد من الزيارات الهند وإقامة المعارض الترويجية والمشاركة في المعارض التجارية والتفاعل مع نظرائهم الهنود..
وأشار السفير كولشرشت إلى أن استثمارات الشركات المصرية في الهند تبلغ حوالي 36.7 مليون دولار، حيث تقوم مجموعة السويدى بتصنيع العدادات الكهربائية الذكية، وتعمل شركة كابسي للدهانات في مجال إنتاج دهانات السيارات، بينما تمتلك الشركة الحديثة للمواد العازلة (بيتومود) مصنعاً.. داعيا المزيد من الشركات المصرية إلى الاستثمار فى بلاده.
وفيما يخص السياحة من الهند إلى مصر.. أكد السفير الهندي أن مصر تعد من أشهر الدول التي يقصدها السائحون الهنود. لافتا إلى أنه خلال عام 2019 استقبلت مصر 128 ألف سائح هندي.
وحول استئناف الهند الرحلات الجوية إلى مصر.. قال سفير الهند إن الإدارة العامة للطيران المدني، وهي الهيئة المسئولة عن تنظيم الطيران في الهند، قامت بتمديد الحظر المفروض على الرحلات الجوية الدولية حتى 31 يوليو 2020.. معربا عن أمله فى أن تعود حركة الطيران بين الهند ومصر إلى سابق عهدها في أقرب وقت ممكن.
وعن المشروعات التنموية الهندية في مصر.. أكد أنه تم الانتهاء بنجاح من مشروع للإنارة بالطاقة الشمسية في قرية أجعوين بمحافظة مطروح وتم تسليمه للجانب المصري في مارس 2016؛ ويوفر المشروع الكهرباء لـ 40 منزلاً بالإضافة إلى مدرسة ومسجد ومركز مجتمعي هناك.
وأضاف أنه وفي إطار مشروعات المساعدة الإنمائية يهدف إلى تحديث مركز التدريب المهني في مجال المنسوجات في شبرا الخيمة بالقاهرة، قامت الهند بتوفير المعدات والآلات وغيرها من العناصر اللازمة للمشروع. وتم الانتهاء من هذا المشروع في مايو 2016. وفي إطار مشروعات المساعدة الانمائية التي تقوم بها الهند، تم أيضاً إنشاء مركز للتميز في مجال تكنولوجيا المعلوماتفي جامعة الأزهر بالقاهرة، وبدأ المركز يعمل في عام 2019.
وأشار إلى أن المركز يضم معملين للحاسب الآلي يتسعان لعدد 50 طالبًا، وغرفة دراسة افتراضية، ومكتب، ومركز بيانات، والعديد من الأقسام الأخرى. كما تم انتداب اثنين من المدربين الهنود للعمل في المركز. هذه مشروعات حديثة العهد. ولعلك تذكر مشروع شبكة عموم إفريقيا الإلكترونية بجامعة الإسكندرية، والذي تم إنشاؤه في يوليو 2009.
وأضاف أن جامعة الإسكندرية أبرمت مذكرات تفاهم مع ثلاث جامعات هندية بارزة، وهي جامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة في نيودلهي (دورات ماجستير إدارة الأعمال)، وجامعة مدراس (ماجستير تكنولوجيا المعلومات) وجامعة أميتي. وفي إطار هذا المشروع، بدأ مركز التداوي عن بعد في العمل في نوفمبر 2009 من خلال مركز تنمية وصحة المرأة في الإسكندرية حيث قدم استشارات طبية عبر الإنترنت في مختلف التخصصات الطبية.
ولفت إلى أنه تعمل في إطار هذا المشروع سبع جامعات واثنا عشر من المستشفيات التخصصية الرائدة في الهند.
وحول التعاون الفني الذي كان جزءا لا يتجزأ من العلاقات الثنائية بين مصر والهند.. كشف عن أنه منذ عام 2014/2015، التحق 839 مرشحًا مصريًا ببرامج تدريبية وتعليمية في الهند وذلك في إطار برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي (أيتيك)، ومنح قمة منتدى الهند-أفريقيا، وبرنامج زمالة سي.في. رامان.
وأضاف أن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية يقدم منحًا دراسية في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وبرامج الحصول على شهادة الدكتوراه. ومنذ عام 2015، حصل 60 مرشحًا مصريًا على هذه المنح الدراسية؛ كما التحق عدد من الدبلوماسيين المصريين الشباب بالدورة المهنية للدبلوماسيين الأجانب في معهد سوشما سواراج للخدمة الخارجية بنيودلهي.
وفي عام 2019، تم تنظيم دورة خاصة لشباب الدبلوماسيين المصريين شارك فيها 13 دبلوماسيًا من وزارة الخارجية [المصرية].
وأشار إلى أن هناك حاليا ما يقرب من 300 طالب هندي يدرسون في مصر، معظمهم في جامعة الأزهر.