نبيل ابادير
يستمر في ثقافتنا إختيار وإستخدام الالقاب عشوائيا وليس موضوعيا او حقيقيا
فمثلا يكثر هذه الايام إستخدام لفظ خبير أو خبير إستراتيچي وفي مجالات عده لإضفاء أهميه كبري للمتحدث او الكاتب،
ومازالت التعبيرات في لغتنا المتداوله لاصحاب أي مهن عمليه كالسمكره والحدادة وميكانيكا السيارات والسباكه يطلق علي هؤلاء باشمهندس وهو بالطبع بحسب لغتنا القديمه والجميله أُسطي،
وهذا بالطبع رغم وجود تخصصات علميه في بعض هذا المجالات يٌمنح في ضوء ذلك الخريج لقب مهندس، والذي أضيف لها باش غالبا من العثمانليه.
وحينما تختار الدوله أستاذا جامعيا ليحمل حقيبه وزير عده سنوات، وعندما تتغير الوزاره ويعود لعمله استاذا جامعيا او يخرج للمعاش يستمر الناس في مخاطبته بلقب سياده الوزير، ويكثر إستخدام لفظ معالي الوزير، رغم أن معالي هذه غالبا أخذناها من العثمانليه،
ورغم أن لقب استاذ ودكتور الذي يكافح من أجلها الشخص سنوات طوال من خلال بحوثه وأعماله العلميه المتميزه وفي رايي هي الوصف الدقيق والمشرف والمحترم،
وأحيانا أيضا يتم إستخدام لفظ أستاذ دكتور لشخص لم يحصل بعد علي الاستاذية وهو لقب بحصل عليه الدكتور نتيجه اعمالا وبحوثا واوراقا علميه مدققه في مجال التخصص،
وفي ايامنا هذه ايضا كثر إستخدام لقب دكتور سواء كان الشخص حاصلا علي الدكتوراه من عدمه،
ومع ذلك فإن هناك اشخاصا وإن لم يحصلوا علي هذه الدرجات العلميه رسميا إلا انه في ممارساتهم لأعمالهم ودراساتهم وإطلاعهم المستمر وتجديدهم للفكر والفلسفه في مجال عملهم يستحقون بالفعل لقب الأستاذ وأذكر علي سبيل المقال لا الحصر الراحل الأستاذ العظيم السيد ياسين وهو الذي ربي وعلم أشخاصا آخرين يستحقون الاستاذية.
وهناك من الجامعات علي مستوي العالم والتي لا تدقق كثيرا في التعليم والدراسه والبحوث للحصول علي الشهادات العلميه كالماچستير أو الدكتوراه وخريجيها يحصلون علي هذه الشهادات الغير مدققه، ويمكن إعتباراها جامعات تحت السلم،
وتجربتي الشخصيه أنني اساسا مهندسا زراعيا، ثم أُتيحت لي الفرصه وحصلت علي دبلومه في التنميه من جامعه فرانسيس بكندا وماچستير في الاداره العامه من هارڤارد، ثم درست للدكتوراه بجامعه لييدز بإنجلترا ولكني لم أكملها بسبب أنني طُلبت للعوده الي مصر بعد رحيل العظيم القس الدكتور صموئيل حبيب مؤسس الهيئه القبطية الإنجيليه للخدمات الإجتماعيه لأشرف بإداره الهيئه من بعدي ولمده ١٣ عاما لطلبي التقاعد، وشرفت بالحصول علي الدكتوراه الفخريه في التنميه وحقوق الإنسان من نفس الجامعه بكندا، إلا انني أعتز بلقبي الأصلي كمهندس.