كتب - نعيم يوسف
خلال الساعات الماضية تصدر اسم الدمية "أنابيل" وسوم موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ومحرك البحث العملاق جوجل، لتصبح واحدة من أكثر الموضوعات تداولا بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية، وذلك بعد أنباء هروبها من المتحف الذي يقيد حركتها في قفص زجاجي.
أصل قصة الدمية الحقيقية
الرعب الذي رآه المشاهدون في الأفلام الأمريكية الخاصة بالدمية "أنابيل"، التي تحاول أن تقتل طفلة صغيرة، وتحول مسكنا مبهجا إلى منزل يسكنه الأرواح والأشباح، قد يدهش الكثيرون إذا علموا أنه لم يكن محض خيال، وإنما جزءا من قصة حقيقية عاشتها إحدى الأسر الأمريكية عام 1968.
في هذا العام، أهدت أم إلى ابنتها "دونا" البالغة من العمر 28 عاما، وتعمل ممرضة، دمية عبارة عن عروس من القطن بملابس بيضاء، وبعد مرور وقت لاحظت الفتاة أحداث وتصرفات غريبة في حياتها، وتطور الأمر حتى عثرت الممرضات على ورقة كُتب عليها عبارة "ساعدني".
دمية ملعونة
لجأت الأسرة إلى الكاهن الأسقفي بولاية كونيتيكت الأمريكية، والذي قال لهم إن الدمية مسكونة بأرواح شريرة، وإنها ملعونة بروح فتاة اسمها "أنابيل"، التي تعرضت لحادث أودى بحياتها بالقرب من منزل دونا، ونصحهما باللجوء إلى صائدي الخوارق، ورشح لهما إد ولورين وارين.
"إد ولورين وارين" حاولا اصطحاب الدمية إلى منزلهما، ولكنهما تعرضا للإيذاء أيضا بسبب الاحتفاظ بها، حتى قررا وضعها في صندوق زجاجي، محاط بالصور والصلوات الدينية لمنعها من الهروب، ثم وضعاها في متحف السحر الخاص بهما، وبعد وفاتهما آل المتحف إلى ابنتهما "جودي" وزوجها توني سبيرا، ونظرا لكثرة شكاوى أهالي المنطقة، من وقوع بعض الأحداث التي تهدد حياتهم، وتعطل خدمات الفرد والطوارئ اللازمة؛ لكثرة التلوث والضوضاء أمامه، تم إغلاق المتحف عام 2017.
شائعات هروب الدمية
خلال الساعات الماضية تواردت بعض الأنباء عن هروب "أنابيل"، الأمر الذي أثار السخرية لدى البعض حيث أنها مجرد دمية صغيرة، بينما أثار هذا الخوف لدى من يؤمنون بقدرة الأرواح الشريرة، والأشياء الملعونة على الإيذاء وسرعة الحركة.
الحقيقة وراء الشائعة
موقع "Snopes" الشهير بتقصي الحقائق بحث وراء المسألة، واكتشف أن الأمر بدأ عندما حدث خطأ من بعض المواقع الصينية، في ترجمة حوارا مع الممثلة أنابيل واليس، التي جسدت دور "ميل" في فيلم "Annabelle"، حيث تحدثت عن مشهد هروبها في فيلم "المومياء – The Mummy" مع النجم العالمي توم كروز، ولم تفهم تلك المواقع الإخبارية الصينية حديثها واعتقدت أنها تروي قصة هروبها من دمية أنابيل في عام 2018.
الأمر لم يقتصر على هذا الحد، بل قام شخص مجهول بتحديث البيانات الخاصة بالدمية المسكونة والمرعبة على موقع ويكيبيديا الشهير؛ مُعلناً هروبها في 14 من أغسطس الجاري في الساعة الثالثة صباحًا، وهو الأمر الذي أثار هذه الضجة الواسعة.
حسم الشائعات
ولحسم الأمر، خرج "توني سبيرا"، مالك المتحف الحالي، في مقطع فيديو وقال: "أنا هنا في متحف وارين لكي أطلعكم على حقيقة الأمر، لا أعرف ما هو مدى اهتمامكم به، ولكن أنابيل لم تهرب بفضل الحراسة المشددة وهي خلفي الآن.. أنابيل هنا ولم تهرب إلى أي مكان، فهي لم تذهب إلى رحلة، لم تسافر في الدرجة الأولى، ولم تزور حبيبها، أخشى أن تصبح تلك الشائعات حقيقة يومًا ما؛ لأن أنابيل لا يمكن الاستهانة بها".