في ١٢ أغسطس ١٩٢٤ ولد محمد ضياء الحق، وبعد حصوله على الثانوية ثم البكالوريوس من كلية سانت ستيفن بدلهى التحق بالجيش البريطانى عام ١٩٤٣، وبعد استقلال بلاده التحق بالجيش الباكستانى وتلقى تدريبا في كلية القادة والأركان بأمريكا لعامين من ١٩٦٣ إلى ١٩٦٤ ثم عين قائدا مركزيا لملتان في ١٩٧٥ وفى حركة مفاجئة في أول أبريل ١٩٧٦ قام رئيس وزراء باكستان ذو الفقار على بوتو بتعيينه رئيسا لأركان الجيش متجاوزا خمسة جنرالات أقدم منه في الرتبة لأنه لم ير فيه ما يشكل تهديدا عليه، لكن ضياء خالف توقعات بوتو؛ فمع تأزم الأوضاع السياسية في باكستان بسبب النزاع بين بوتو وقيادة التحالف الوطنى الباكستانى، اغتنم ضياء الفرصة في ٥ يوليو ١٩٧٧ وقام بانقلاب أبيض وأطاح ببوتو وفرض الأحكام العرفية ووعد بإجراء انتخابات المجلس الوطنى والإقليمى في غضون ٩٠ يوما وتسليم السلطة لممثلى الأمة، غير أنه لم يف بوعده وعاد في أكتوبر ١٩٧٧ معلنا تأجيل الانتخابات، ومع تقاعد فضل الإلهى تقلد ضياء الحق منصب رئيس باكستان في ١٦ سبتمبر ١٩٧٨، وفى غياب برلمان للبلاد قرر تشكيل مجلس الشورى في ١٩٨٠ وعين معظم أعضائه فلم يعدو كونه مجلسا استشاريا لضياء.

وفى أواسط الثمانينيات قرر إجراء انتخابات قبل تسليمه السلطة لممثلى الشعب وحرص على تأمين منصبه وأجرى استفتاء في ديسمبر ١٩٨٥ جاءت نتيجته لصالحه بنسبة ٩٥% وتم انتخابه رئيسا للبلاد للسنوات الخمس التالية، ثم أجرى انتخابات أخرى في مارس ١٩٨٥ ورشح (محمد خان جونيجو) رئيسا للوزراء من بين أعضاء المجلس حيث رأى فيه تابعا مطيعا، وقبل تسليم السلطة للحكومة الجديدة أجرى ضياء تعديلات محدودة في الدستور تمنحه صلاحيات وسلطات مطلقة وصدق عليها البرلمان ومع عام ١٩٨٨ دبت الخلافات بين ضياء ورئيس وزرائه بسبب هذه الصلاحيات، وفى ٢٩ مايو ١٩٨٨ حل ضياء الحق المجلس الوطنى وأقال رئيس الوزراء ووعد بإجراء انتخابات، ومع عودة بى نظير بوتو للبلاد أصبح موقفه السياسى حرجا فأجل الانتخابات، لكن القدر لم يمهله ففيما كان في رحلة بصحبه نخبة من كبار العسكريين الباكستانيين والسفيرالأمريكى تفجرت الطائرة التى تقلهم في حادث قيل إنه مدبر من قبل أمريكا رغم مقتل سفيرها في الحادث، وكان ذلك «زي النهارده» ١٧ أغسطس ١٩٨٨.