قال المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إنّه سيتم استخدام أتوبيسات النقل السريع "BRT"، في الطريق الدائري، لربط كل وسائل المواصلات المختلفة، موضحًا أنّ الأتوبيس سيعمل على الطريق دون توقف مثل عواصم العالم.
وأضاف "الوزير"، خلال افتتاح المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "هناخد الحارتين الداخليتين علشان يتحرك عليهم لأنّه لازم يتحرك في مسار معزول، وهتبقى الحارتين مخصصتين لسيارات الإسعاف والمطافي".
وفي هذا الصدد، قال المهندس جمال عسكر خبير السيارات وهندسة الطرق، إنّ هذه الأتوبيسات ظهرت في أواخر السبعينيات وبدأت تنتشر في العالم بشكل كبير، إذ تعمل بالطاقة الكهربائية وتنقل ما يزيد على 4000 راكب في الساعة.
وأوضح خبير السيارات، أنّ الرئيس السيسي اتجه إلى هذا المَنحى بسبب استيراد مصر ما يقرب من 8 مليارات دولار من المحروقات، فضلًا عن أنّ القاهرة الكبرى هي المنصة رقم واحد على مستوى العالم في التلوث نتيجة الانبعاثات الكربونية من محركات البنزين والغازات السامة من محركات الديزل، ما تتسبب في إصابة الأطفال بأمراض الربو وأمراض الصدرية.
وقال المهندس جمال عسكر، إنّ مصر تتمتع بوجود شبكة قومية للطرق، إذ وصل عدد الكيلومترات التي تم ضخها خلال الست سنوات السابقة إلى 8078 كيلو مترًا أسفلت جديد، ورفع كفاءة القديم بمحاور طولية وعرضية، ما أدى إلى انخفاض معدل زمن الرحلات، وتقليل استهلاك الوقود أو الغاز أو الكهرباء.
وأضاف "عسكر" أنّه سيُجرى تطوير الطريق الدائري وتقسيمه إلى 8 حارات، لتخصص حارتان داخليتان لهذه الأتوبيسات، إذ يكون شكل الأتوبيس من الخارج إما فرديا أو مزدوجا أشبه بـ"الترام"، كما أنّه مزود بخاصية handicap لذوي القدرات الخاصة، ويكون زمن التقاطر على الطرق ثابتا وسريعا ما يُقلل انتظار الركاب على المحطات، ومتوقع أن تتسع حمولة الأتوبيس لما يقرب من 170 راكبا بالنسبة للأتوبيس المزدوج.
وشرح الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة القاهرة، مواصفات هذه الأتوبيسات، إذ إنّها عبارة عن مركبات كهربائية لا تعتمد على الوقود التقليدي "بنزين/غاز"، تساهم في تقليل التلوث الناتج عن استخدام الوقود.
وأضاف أستاذ هندسة الطرق، لـ"الوطن"، أنّ هذه الأتوبيسات يتم شحنها داخل محطات كهربائية، وهو ما يعتبر محاكاة حديثة لما يتم اتباعه في جميع عواصم العالم.
وقال الدكتور حسن مهدي، أستاذ النقل والطرق بهندسة عين شمس، إنّ أتوبيسات الـBRT والتي تعرف باسم Bus rapid transit، من المقرر أن تسير في مسارات وحارات منعزلة على الطريق الدائري تكون لها الأولوية والأفضلية لمرور حافلات النقل الجماعي، وتكون هذه الحارات خاضعة لوسائل مراقبة حديثة وذكية، كما سيكون للأتوبيسات أولوية في المرور بالإشارات مثل سيارات الإسعاف والمطافئ، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على تقليل الزحام المروري عن طريق تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
وأضاف "مهدي"، أنّ الحارات المخصصة لأتوبيسات BRT تكون مراقبة بالكاميرات للتأكد من عدم مرور أي سيارات أخرى في هذه الحارات، لضمان سرعة الرحلة وتقليل زمن الوصول عن طريق تحركه في مسار ثابت يخلو من أي مركبات أخرى من شأنها تعوق حركة الطريق.
وأوضح أستاذ النقل، أنّ هذه الأتوبيسات مزودة بنظام sensor لإعطاء إشارات لأجهزة المتابعة وغرف التحكم لمتابعة الأتوبيسات الموجودة على الشبكة والتأكد من عدم وجود أي أعطال أو توقف على الطريق، إضافة إلى وجود أجهزة إلكترونية للتواصل مع غرفة التحكم، فضلًا عن التواصل مع الإشارات الذكية لإعطائها أفضلية المرور على الطريق وتقليل مدة الانتظار.
وقال الدكتور حسن مهدي، إنّ شكل الأتوبيس يعتمد على كثافة الركاب على الطريق، إذ يمكن أن يكون مكوناً من دور واحد أو دورين أو يكون الأتوبيس بشكل مفصل أشبه بـ"الترام"، كما أنّ الأتوبيس يمكن أن يعمل بالغاز أو الكهرباء أو بنظام الهايبرد "هجين بين البنزين والكهرباء"، على أن يُجري تحديد تذكرة استقلال الأتوبيسات عقب ترسيم المحطات وعددها، وتكون بفئات مختلفة طبقًا لركوب عدد المحطات.