بقلم : مايكل مجدى
    يعيش الشارع المصري هذه الأيام حالة من الكرنفال والاحتفالية وحديث كل بيت ومقهى ومنتدى ثقافي هو " من ستنتخب رئيس ؟ " والغريب هو التنوع الكبير فلا يوجد لدينا جبهة مقابل جبهة أو معسكر مقابل معسكر لكن لدينا من كل صنف ولون أكثر من مرشح فمثلاً علي التيار الإسلامي يوجد المرشحين أبو الفتوح ومحمد مرسي وسليم العوا ومن المرشحين المحسوبين علي النظام القديم يوجد احمد شفيق وعمرو موسي ومن كان يعارض وينتمي لفكر الثورة حمدين صباحي وخالد علي وأبو العز الحريري ، تنوع وإثراء للتفكير فالجميع يفكر أمام أول انتخابات رئاسية لمصر بعد ثورة يناير والجميع يرتعب من تفتيت الأصوات وأن تذهب الرئاسة لجبهة معارضة وفي نفس الوقت لا يرغب أحد علي التنازل لمرشح له برنامج مشابه ، مشهد عجيب وغريب.
وعندما أنظر لسيد هذا الموقف والقائد المحرك للأحداث والعنصر الفعال الحقيقي أجده (( الخوف )) نعم الخوف .. فإنني أتعجب عندما أري حشود الأقباط يندفعون للتصويت للمرشحين المنتمين للنظام السابق بالرغم من كم المرارة والعذاب الذي ذاقوه علي يده هذا النظام الفاسد ، وعندما أسألهم لماذا أجد الجواب حاضر وجاهز ، فيلتفت القبطي يميناً ويساراً ثم يهمس بصوت منخفض " دول أرحم من الإسلاميين اللي هيخلصوا علينا ... فاسد فاسد بس نعيش " هذا هو واقع الفكر المتناقل بين المسيحيين ، وأعجب جداً عن الدافع الذي يأتي بمنتخب يذهب للانتخابات ويقف في الصف أمام اللجنة ثم يضع في الصندوق ورقة مختار فيها مرشح يعلم جيداً أنه لن يفيد هذا البلد ...!!! وكأننا نختار بلطجي ليردع بلطجي أخر ... !!!
أهذا منطق نختار به الرئيس ؟  كيف سننظر في وجه أبناءنا عندما نسلم لهم البلد في وضع أسوأ مما نحن فيه بسبب استمرار الفساد ؟  وكيف نترك دماء من قتل في ميدان التحرير تضيع هدراً ونعود لنفس النظام متغاضين عن أحلام التقدم والحريات والرقي ؟ ، كيف نتصالح مع أنفسنا ونحن نضع بأيدينا علامة أمام شخص نعلم علم اليقين مدي فساده ؟؟؟
أعزاء أكاد أكون متأكداً أننا واقعون فريسة فخ يقف وراءه خبراء علم نفس وعلم اجتماع وإستراتيجيات ضخمة وأجهزة محترفة تدير الأحداث ، فخلال هذا العام والنصف من بعد الثورة وضعت الشعب أمام شاشات التلفزيون ليشاهد فيلم من الرعب وكتبوا في مقدمته ( قصة حقيقية ) ولم يخبرونا انه خيال علمي ، هذا الفيلم هو صعود التيار الإسلامي وسعيه للحكم ولإضافة لمسات حقيقية للفيلم أعطوا مشاهد فكاهية ملتقطه من البرلمان ، وهل لاحظتم أعزاء تحرك العلام الخاص والعام بشكل موجه غريب ؟ هل هناك من رصد كيف كانوا يستضيفوا في كل ليلة علي كل القوات حتي الخاصة دائماً ضيف إسلامي ليشرح ويفصل كيف ينتووا أن يفعلوا بالبلد فور وصولهم للحكم ثم بعد ذلك وفي توقيت محدد ( ساعة الصفر ) مع اول إشارة تنقلب كل وسائل الإعلام بالهجوم علي أصحاب التيار الإسلامي وكأنهم فشلوا في الثقة وفجاه أدرك الشعب خطورتهم علي المجتمع !!!   أنه إعلام موجه يا شعب مصر ، هذه دعوة لكل عاقل .. لكل صاحب ضمير .. أن يختار من هو أصلح لهذا البلد العظيم .. كفانا أنانية وحب للذات واختيار للمصلحة الشخصية ، وفق الله الوطن وحماه وأعطانا البصيرة والحكمة والضمير الحي حتى نكون أمناء علي هذه الأمانة الغالية ، ويأتي اليوم الذي يفخر فيه أبناءنا بما صنعنا لأجلهم.