سليمان شفيق
في مشهد يستحق التأمل احتشد مئات الالاف من المواطنين في درنكة بأسيوط'> دير درنكة بأسيوط للتبارك بعيد العذراء ، لم يبالي هؤلاء لا بالوباء ولا بالتعليمات الصحية ؟!!
تري لماذا حدث ذلك ؟ رغم ان قبل العيد بأيام لم نشهد مثل ذلك التدفق علي مراكز الاقتراع ، ربما تكون المقارنة في غير محلها ، ولكن الامر يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات :
لماذا التزمت الاديرة والموالد الاخري مثل دير العذراء بجبل الطير بسمالوط بالمنيا ، ولم تلتزم درنكة رغم ان كل من المطرانين نيافة الانبا بفنتيوس ونيافة الانبا يؤانس اطباء .
كما ان نيافة الانبا يؤانس علي علاقة كبيرة بالدولة ، الا انه شأن كثير من المصريين لايعترف بأن كورونا وباء ، كما انه ورغم ثقافتة الكبيرة فأن ثقافتة العلمية لم تستطيع ان تؤثر علي روحانيتة وثقافتة الروحية ، ولا ننسي مواهبة الكنسية المتفردة في السهرات الروحية ايضا ، من جهة اخري كانت جموع مريدية تتوق شوقا الي سهرة من تلك السهرات، كما لاننسي محبة الناس للعذراء دعلتهم يتخطون كل الحواجز العلمية والصحية ، ناهيك عن الجانب الاقتصادي .
رغم كل ذلك وايماني ومحبتي للعذراء ومعرفتي بمعجزاتها ، ولكني اري ان ماحدث لايشكل احراج مع الحكومة والامن ولا احراج للبطريرك الانبا تواضروس ولا لصاحب النيافة الانبا يؤانس فحسب ، بل احراج للعذراء القديسة مريم ؟ ماذا لو انتشر الوباء بسبب هذا الزحام ؟ سيدنا المبجل الانبا يؤانس مع كامل محبتي وتقديري مكتوب " لاتجرب الرب الهك"
رغم ذلك احتفلت الكنيسة بعيد السيدة العذراء القديسة مريم، بعد صيام أسبوعين، وهو من أحب الأعياد عندالمصريين، وهو الصوم الوحيد الذى فرضه الأقباط على الكنيسة.. وصامه الرسل الاثنى عشر أنفسهم، وحينما رجع توما الرسول، تلميذ المسيح من التبشير فى الهند، سأل التلاميذ عن العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت، فقال لهم «أريد أن أرى أين دفنتموها؟» وعندما ذهبوا إلى القبر سويا لم يجدوا الجسد الطاهر. فما كان منه أن حكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا للسماء.. فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسرى، وعيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى. الكنيسة ترى العذراء مريم الأم التى حملت لها «للكنيسة» ولكل البشرية «الكلمة المتجسد»، الذى جاء إلى العالم لينقله من ظلام الخطيئة إلى نور الحياة الأبدية أى الحياة مع الله، هذا الحدث جعل الكنيسة منذ نشأتها حتى الآن تكرّم العذراء مريم أعظم تكريم، تكريم يفوق الملائكة، هذا مستمد من تكريم المسيح الذى حلّ فى أحشائها وأن يأخذ منها جسده المقدّس، جاعلاً إيّاها أم النور، لقد استطاع الابن من الاتحاد بالخليقة كلها بواسطة العذراء. هناك أكثر من مائة عيد ومولد للسيدة العذراء فى مختلف أنحاء العالم، فنجد: 1 يناير، عيد مريم أم الله، 6 عيد الظهور الإلهى، وتذكار مجىء المجوس إلى بيت لحم. 23 يناير خطوبة مريم العذراء ويوسف النجار فى الكنيسة الكاثوليكية. فبراير: 2 فبراير عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل. مارس: مزار سيدة لبنان حريصا، افتتح يوم 8 مايو سنة 1904. 25 مارس عيد البشارة. أبريل: اثنين الفصح، تهنئة العذراء بقيامة يسوع 26 إبريل. مايو: 4 مايو، عيد سيدة لبنان، حريصا. فى الكنيسة المارونية عمومًا 13 مايو، عيد سانت «فا تيما» فى الكنيسة الكاثوليكية عمومًا،15 مايو، عيد سيدة الزروع. «فى الكنيسة السريانية»، 24 مايو، عيد مريم معونة المسيحيين، 31 مايو عيد مريم سيدة النعم. يونيو أيقونة انتقال العذراء، رسم تيزان، القرن السادس عشر. 28 يونيو، عيد مريم سيدة الحديد. «فى الكنيسة القبطية». يوليو السبت الأول، عيد قلب مريم الطاهر، «فى الكنيسة الكاثوليكية» 2 يوليو، زيارة العذراء لأليصابات، 16 يوليو عيد سيدة جبل الكرمل بفلسطين. أغسطس: تقدمة العذراء للهيكل، 15 أغسطس عيد انتقال العذراء فى الكنيسة الكاثوليكية. سبتمبر: 8 سبتمبر، عيد مولد العذراء، 12 عيد اسم مريم الكلى القداس، 15 عيد سيدة الحصاد. «فى الكنيسة السريانية». 30 سبتمبر، خطوبة مريم العذراء ويوسف النجار فى الكنيسة السريانية أكتوبر: 7 عيد الوردية المقدسة، 11 أكتوبر، عيد مريم أم الكنيسة. نوفمبر: 21 نوفمبر، تقدمة العذراء إلى الهيكل. 27 نوفمبر، عيد مريم سيدة الأيقونة العجائبية. «فى الكنيسة الكاثوليكية». ديسمبر: 8 ديسمبر، عيد الحبل بالعذراء، «فى الكنيسة الكاثوليكية» عيد الحبل بلا دنس. 18 ديسمبر، عيد انتظار الميلاد، 26 ديسمبر، عيد تهنئة العذراء بميلاد يسوع. وفى مصر بالذات أكثر من عشرة موالد وأعياد للسيدة العذراء، وهى: عيد البشارة بميلادها: يوم 7 مسرى «الموافق يوم 13 أغسطس تقريبًا»، حيث بشر ملاك الرب أباها يواقيم بميلادها، ففرح بذلك هو وأمها حنه ونذرها للرب، عيد ميلاد العذراء: وتعيد له الكنيسة فى أول بشنس «الموافق يوم 9 مايو تقريبًا». عيد دخولها الهيكل: وتعيد له الكنيسة يوم 3 كيهك «الموافق يوم 13 ديسمبر تقريبًا». وهو اليوم الذى دخلت فيه لتتعَّبد فى الهيكل فى الدار المخصصة للعذارى. عيد مجيئها إلى مصر: ومعها السيد المسيح ويوسف النجار. وتعيد له الكنيسة يوم 24 بشنس «الموافق يوم 1 يونيو تقريبًا». عيد وفاة العذراء: وهو يوم 21 طوبة «الموافق يوم 30 يناير تقريبًا»، وتذكر فيه الكنيسة أيضًا المعجزات التى تمت فى ذلك اليوم. «انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا فى موقع الأنبا تكلا فى أقسام المقالات والكتب الأخرى». وكان حولها الآباء الرسل ما عدا القديس توما الذى كان وقتذاك يبشر فى الهند. العيد الشهرى للعذراء: وهو يوم 21 من كل شهر قبطى، تذكارًا لنياحتها فى 21 طوبة «الموافق يوم 30 يناير تقريبًا». عيد ظهورها فى الزيتون: على قباب كنيسة العذراء. وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر مدى سنوات. ويوافق 24 برمهات تقريبًا. وبالإضافة إلى كل هذا، نحتفل طول شهر كيهك «من ثلث شهر ديسمبر إلى 7 يناير» بتسابيح كلها عن كرامة السيدة العذراء. ومن مكانة مريم عليها السلام عند المسيحيين إلى مكانتها لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيراً فى القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء باسمها الصريح، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها، وهى المرأة الوحيدة التى سميت باسمها سورة فى القرآن الكريم، وهذا دال على عظم مكانتها وعلى صدق النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، إذ لو كان القرآن من عنده لتحدث عن بناته أو زوجاته ولسمى إحدى السور باسم إحداهن. ولم يذكر فى القرآن اسم إحدى زوجاته باسمهن بينما ذكرت السيدة مريم مرتين، وآيات القرآن الكريم عامة وآيات سورة مريم خاصة تحدثت عنها بكل احترام وتكريم مدافعا عنها ومبرئا لها من أى تهمة أو منقصة يريد أعداؤها إلصاقها بها، فهى الشريفة الطاهرة العفيفة التى أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين قال تعالى: (وَالتِيْ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ) التحريم 12. وأيضا فإن سورتين فى القرآن سميت وانتسبت أولاهما سورة مريم والأخرى سورة آل عمران.
بركات العذراء مريم تحمى مصر وتظلل شعبها وكل عام ومصر والمصريون بخير.