الشهرة والنجومية لا تمنع من دخول أصحابها فى نزاعات قضائية حول حياتهم الشخصية، حيث تكثر مشاكل إثبات النسب بين الفنانين، وتراشق اتهامات إنكار الأطفال والخلافات على نفقاتهم المادية والتعليمية، وآخر تلك المشاكل التى طرحت علانية، هى محاولات زوج الفنانة هالة صدقى، المحامى سامح سامى، إنكار نسب توأميها له كوالدهما فى الأوراق الرسمية، برفع دعوى قضائية، يطالب بتحويل الزوجة للطب الشرعى والخضوع لتحليل «DNA».
وعاد «سامى» يدلل على اتهاماته لـ«صدقى»، بإيضاح أن الفنانة تلاعبت بالحقن المجهرى، مستعينة ببويضات امرأة أخرى، لأنها غير صالحة طبيًا للإنجاب ولا تقوى عليه، وقال خلال لقطات مصورة فى فيديو تم تداوله: «هى مش أمهم الحقيقية.. أنا حصلت مؤخرًا على تأكيد أن هالة صدقى ليست أم أولادى، وأنها استعانت ببويضات امرأة أخرى دون الرجوع إلىّ، أنا مقهور، وبطالبها بإجراء تحليل DNA لإثبات نسب أولادنا».
فى المقابل، علقت «هالة» فى بيان رسمى نشرته عبر «فيسبوك»: «لما أب يتخلى عن مراته وأولاده ويشهر بيهم بعد ما يسرق أرضهم ويرميهم علشان طمعه وأنانيته ويستغلهم أسوأ استغلال ويمنعهم من السفر ويقضى على مستقبلهم الرياضى، وفِى الآخر علشان يهرب من حكم الحبس بتاع النفقة ينكر نسبهم ويرفض يطلق، منتظر الثمن».. وتابعت: «تم تقديم بلاغ ضد الموقع اللى تم التشهير بى وبأولادى فيه، وبلاغ ضد المحامى للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده لسرد وقائع ليس لها أى صحة ولمجرد التشهير والضغط علىّ بعد صمت خمس سنوات».
قبلها، خاض الفنانان أحمد عز وزينة، معركة مماثلة من إثبات نسب توأمى الفنانة زينة لـ«عز»، الذى أنكر زواجهما أولًا ثم سرعان ما رفض أبوته للطفلين، وبالتالى عدم السماح بالربط بين اسميهما والفنان، لذا قررت زينة اللجوء إلى القضاء، وتمر الأيام حتى تحصل «زينة» على حكم من محكمة مدينة نصر، برفض بطلان حكم ثبوت نسب التوأم عز الدين وزين الدين له، وبذلك أغلقت محكمة الأسرة ملف القضية بشكل نهائى، من هنا قدّم «عز» طعنا فى الحكم والذى قُوبل بالرفض من المحكمة، فى أغسطس ٢٠١٧.
وعلقت زينة حينها على الحكم: «الحمد لله النهارده كانت آخر قضية رافعها علينا، والحمد لله ما يقدرش يرفع أى قضية تانى، الموضوع اتقفل نهائيا، ورفع علينا كل القضايا اللى ممكن تترفع والحمد والشكر لله، ربنا كرمنا وخسر كل القضايا، قبل ما يخسر كل القضايا خسر نفسه، نصيحة ليكم إياكم والظلم إياكم والقسم بالكذب، كلمة أقسم بالله بالكذب بتهز السموات».
وبالعودة إلى عام ٢٠١٣، اُتهم مطرب الراى الجزائرى الشاب خالد بإنكار نسب طفل «غير شرعى»، إلى أن لجأت الأم إلى القضاء الفرنسى، حيث كانت تقيم فى فرنسا وتدعى «كريمة»، وبالتالى طفلها يحمل الجنسية الفرنسية، وبالفعل أثبت القضاء النسب وأبوة «خالد» للابن الذى يدعى «أنيس»، وقبل الفنان بالأمر الواقع بعد محاولات تجاهل للطفل، واعترف بعدها بالابن: «هذا الابن غير الشرعى هو غلطتى، وقد يحدث هذا لأى فنان، وأنا مسؤول عنه، وأتحمل جميع مسؤولياتى تجاهه».
لكن رفض «الشاب خالد» لقاء ابنه المراهق، الذى كان برفقة والدته يحضران حفلا غنائيا له فى فرنسا، وأطل أنيس فى «فيديو» خلال حديثه مع صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية ووجّه سؤالا لوالده بعد الحفل، قائلا: «أبى الشاب خالد الذى يعرفه الكل.. أنا أريد أن أسأله لماذا تخلى عنّى ولم يترك لى أى معلومة عنه فى حين أن معجبيه أقرب منى له.. أريد أن أفهم لم لا يريد رؤيتى ولا الاعتراف بى.. الكل يفخر بأبيه، ولا أستطيع أن أفتخر به لأنى لا أعرفه.. إن كان يشاهد هذا الفيديو، أريد أن أقول له فقط إنّنى أريد التحدث معه لأستطيع العيش بسلام».
وامتدت الصراعات بين الفنان أحمد الفيشاوى ومطلقته هند الحناوى، سنوات منذ أنجبت الطفلة، وبدأت فى محاولات الحصول على حقوقها من والدها، ووضع اسمه فى شهادة ميلاد الابنة «لينا» لتجد «الفيشاوى» يدحض أى دعاوى من «هند» وينكر وجود صلة تربطه بالطفلة، وبعد عامين من المعارك القضائية، والرفض بإجراء تحليل إثبات نسب وإنكاره فى البداية زواجه من «هند» عرفيًا، وأبوته لابنته، اعترف فى النهاية بها، وتلقت الحب من جديها الفنانين فاروق الفيشاوى وسمية الألفى، اللذين تعلقا بالحفيدة، ولا تزال ابنته تعيش مع والدتها خارج مصر، ومؤخرا اتجهت للعمل كموديل معلنة رفض أبيها الإنفاق عليها ومعاودة القطيعة بينهما.
وتنضم للقائمة والدة الفنانة شريهان، عواطف هاشم، ففى الثمانينيات حاربت الأم لإثبات نسب ابنتها إلى المحامى الراحل عبد الفتاح الشلقانى الذى ارتبطت به والدتها عرفيًا، بينما رفض عمها المحامى على الشلقانى، الاعتراف بنسبها وقرر حرمانها من ميراث أبيها، وظلت القضية متداولة فى المحاكم لسنوات حتى فصل القضاء فيها وحكم بإثبات نسب شريهان لأبيها عام 1980 عندما كانت فى السادسة عشرة من عمرها، وكانت والدتها قد قررت الزواج عرفيا لتمنع التحاق ابنها الوحيد الفنان عمر خورشيد بالخدمة العسكرية.
من ناحية أخرى انتهت دعاوى أخرى بتكذيب قضايا النسب، مثل دعوى الفنانة اللبنانية «قمر» ضد رجل الأعمال المصرى جمال مروان، وحكمت المحكمة أن يبقى ابنها «جيمى» مجهول النسب دون أوراق ثبوتية، بعد فشلها فى إثبات زواجها من «مروان»، وشطبت دعوى إثبات النسب، فى 2017، حيث لم تتمكن من إحضار شهود الإثبات، وذلك عام ٢٠١٢. ولاحقت الفنان راغب علامة فى السنوات الماضية شائعة حول إنجابه فتاة اسمها سارة لونا، من علاقة غير شرعية تمت خلال وجوده فى فرنسا، وأنكرها الفنان مؤكدًا أنه لا يملك سوى ابنيه خالد ولؤى من زوجته مصممة المجوهرات، جيهان علامة، ولم يظهر أى إثبات للنسب حتى الآن.
دعاوى النسب طالت أيضا مشاهير الفن الراحلين، ففى عام ١٩٩٦، ادعى شابا إيطاليا يدعى «روبين»، وكان يبلغ من العمر وقتها 25 عاما، بأنه ابن الفنان الراحل عمر الشريف، وبأن والدته صحفية إيطالية واسمها «لولا دى لوكا»، ودعاه لحضور حفل تخرجه، وقال الشاب إنه يحلم باليوم الذى يستطيع فيه مناداة «الشريف» بكلمة «بابا»، ورفض النجم العالمى الاعتراف بنسب هذا الشاب وقتها، ولم تظهر أى معلومات حول «روبين» مرة ثانية.