خالد منتصر
عاد اللاعب مؤمن زكريا إلى الأضواء بعد انتشار فيديو ترحيب النجم الجميل أحمد عز به فى مسرحية علاء الدين واحتفاء الجماهير به، اكتسب الحب والتعاطف، وعاد معه الكلام عن مرضه العضال القاسى، لكن حدث خطأ إعلامى نتيجة عدم وجود ثقافة طبية صحيحة فى البرامج، وهى الحديث عن هذا المرض على أنه التصلب المتعدد «MS»، وهذا أثار هلع الكثير من الأسر التى فيها فرد يعانى من هذا المرض الأكثر انتشاراً من مرض مؤمن زكريا، وكنت أول من كتبت فى هذه المساحة عن مرض زكريا، وأعيد وأكرر اليوم لطمأنة تلك الأسر التى يعانى ابنها من «إم إس» والذى له علاج موجود الآن فى مصر ويصرفه التأمين الصحى أيضاً، ويمكن التحكم فيه جيداً.
دائماً تحدث «اللخبطة» ما بين مرضين: الأول motor neurone disease وتحته عدة أمراض أهمها وأشهرها Amyotrophic Lateral Sclerosis-ALS التصلب الجانبى الضمورى وهو المرض الذى أصيب به العالم الفيزيائى الإنجليزى الشهير ستيفن هوكنج، ويعانى منه مؤمن زكريا، والثانى هو مرض multiple sclerosis واختصاره m s التصلب المتعدد، وسنستعرض كلاً من المرضين:
1-ALS التصلب الجانبى الضمورى:
وللصدفة هو معروف أيضاً باسم «مرض لو جريج» (Lou Gehrig)، على اسم لاعب كرة قاعدة (بيسبول) أمريكى مشهور أصيب به.
هذا المرض يصيب الخلايا العصبية الحركية فى غالبية العضلات الإرادية فى الجسم، والتى يقوم الدماغ من خلالها بمراقبة عمل العضلات.
ونتيجة لهذا المرض، تتلف الخلايا العصبية، ولا يمكن بعد ذلك تحريك العضلات. عدم القدرة على تحريك هذه العضلات أو التحكم بها عصبياً يؤدى شيئاً فشيئاً إلى ضعفها الشديد. خلال المرض، تصاب تدريجياً العضلات المسئولة عن تحريك الأطراف، البلع، النطق وحتى التنفس، دون ترتيب ثابت. لا يضر هذا المرض بالحواس الخمس، بالقدرات العقلية أو بالعضلات الداخلية (القلب، المثانة البولية، الجهاز الهضمى وغيرها).
تبلغ نسبة انتشاره ما بين 1 و6 من كل 100 ألف شخص.
الفحص التشخيصى الأكثر أهمية لهذا المرض هو تخطيط كهربية العضلات (EMG-Electromyography)، الذى يُظهر انعدام أداء العصبون الحركى، بينما تعمل الأعصاب الحسية بصورة سليمة.
من ضمن العلاجات المساعدة عقار الريلوزول (Riluzole)، الذى يساعد فى تخفيف التصلب، تخفيف حدة اضطرابات الكلام، الانقباضات واضطرابات البلع.
2-MS التصلب المتعدد أو المتناثر:
هذا أقل ضرراً من التصلب الجانبى وله علاجات متقدمة وناجحة متوافرة الآن، يهاجم الشباب ما بين العشرين والأربعين من العمر، ويهاجم الجهاز العصبى المركزى ويجعل العصب عارياً من مادة المايلين التى تحميه، والتى تسهم فى توصيل الإشارات العصبية لعضلات الجسم.
المرض يصيب أكثر من 2 مليون شخص حول العالم، وأعراضه الشائعة إذا لم يعالج ويكتشف فى بدايته إعياء وإرهاق شديد من أقل مجهود وأقل تغير فى درجات الحرارة، اختلال وظائف المثانة والأمعاء، رعشة، مشكلات فى النظر، صعوبة فى البلع، صعوبة فى إنجاز أنشطة اليوم الروتينية مثل الأكل والاستحمام وارتداء الملابس، وبالطبع ينعكس كل هذا على مزاج المريض فيدخل فى اكتئاب.
العلاج ينقسم الى:
• علاج الهجمة أو ما يُعرف بالـattack:
يكون العلاج على المدى القصير ويهدف إلى معالجة الأعراض من خلال حقن الكورتيزون (Methylprednisolone 1g) مرة يومياً لمدة 3 إلى 5 أيام فى المستشفى.
• علاج المرض على المدى الطويل وهناك اختيارات كثيرة منها:
- حقنة Interferon beta.
- أقراص Dimethyl fumarate 240mg.
- حقنة Natalyzumad 250mg.
- حقن Alentuzumab.
- حقنة Ocralizumab.
نتمنى الشفاء لمؤمن زكريا ولكل مريض.
نقلا عن الوطن