صلاح دياب
البعض اعتقد أن جراحة القلب التى تحدثت عنها فى عمود الأمس حديثة. أعتذر لهذا الخلط. الحقيقة أننى أجريتها فى عام 2013. استعدتها عرضًا فى سياق الموضوع الذى طرحته.
ولأن الشىء بالشىء يُذكر. أستعيد معكم فى هذه السطور تجربتى مع مجدى يعقوب فى عام 2013.
بعد عامين من إجراء جراحة فى أمريكا لتغيير صمام فى القلب كان من تبعاتها وجود تسريب فى الصمام الجديد الذى تم تركيبه. أدى لتدهور حالتى الصحية. حينها ذهبت إلى البروفيسور المصرى مجدى يعقوب فى لندن. بعد فحص حالتى. قرر ضرورة إجراء عملية جراحية بشكل عاجل. أعطانى خيارين. أن أذهب إلى كندا حيث سيجريها لى أحد تلامذته. البديل أن أسافر جنوبًا إلى أسوان، حيث مركز مجدى يعقوب. وفى هذه الحالة سيجريها البروفيسور المصرى بنفسه. هكذا شرح لى الأمر فى لندن. توكلت على الله، واخترت أسوان.
العملية هذه المرة نجحت فلم يتبعها تسريب كما حدث فى أمريكا. هناك فى أسوان فوجئت بمستوى مثالى من النظافة والعناية والمتابعة. تمريض بمهارات عالمية.
فى مدخل المستشفى ترى أهالى البسطاء يصحبون أطفالهم المرضى وهم يتعلقون بالأمل. وبقدرة هذا الطبيب الإنسان على تحقيق الشفاء.
النظام والمساواة هما اللغتان السائدتان فى المستشفى. ابتداءً من آلية الدخول. وانتهاء بالمعاملة الطبية. وصولاً لوجبات الطعام. لم أتلق معاملة مميزة على الإطلاق. أسعدنى ذلك.
أتذكر أننى حاولت أن أمنح ممرضى الرعاية المركزة «مينا» و«مصطفى» مكافأة. ذلك فى نهاية فترة إقامتى بالمستشفى. فوجئت برد مشترك: نحن نحصل على مرتبات متميزة هنا. ومبدأ «البقشيش» مرفوض. هو ضد تعليمات المستشفى.
ليتنا نقلده فى كل مؤسساتنا. سواء المستشفيات العامة أو الخاصة.
اللطيف فى قصتى مع مجدى يعقوب. أننى بعد خروجى من المستشفى بشهور معدودة. أصيب أحد العاملين معى بأعراض مرضية مشابهة. احتاج أيضاً لتغيير الصمام الأورطى فى القلب. دخل مستشفى مجدى يعقوب. وبعد انتهاء العملية. اكتشفوا وجود تسريب فى الصمام الجديد. فتقرر إعادة العملية مرة أخرى. أى أن هذا الشاب حصل بالمجان على عناية طبية كاملة. تفوق ما حصلت عليها أنا فى أهم مستشفيات الولايات المتحدة.
نقلا عن المصرى اليوم