د. مينا ملاك عازر
بالرغم من يقيني أننا نعادي في ليبيا رأس مجنون مختل، يبحث عن أحلام الزعامة والسيادة على من لا سيادة له عليهم، ونعادي أُناس سلموا أنفسهم وعقولهم لقادة معتوهي المبادئ، ومختلي الأفكار، وعديمي القدرة على التمييز بين الصالح والطالح، إلا أنني حلمت وتوقعت وتمنيت أن تكون الأخبار المتواترة حول السلم ووقف إطلاق النار في ليبيا حقيقي ومستمر -بإذن الله- بل أنني وحتى كتابة تلك السطور، وبالرغم من كل ما يتواتر من أنباء مخيبة للآمال، وتحركات لسفن تركيا نحو سرت، وتهديدات بائسة يائسة من قبل البعض لأحلام الهدنه، إلا أنني لم أزل أتمسك بحلمي، وهذا لكوني إنسان محب للسلم وللسلام، وللتنمية ولحياة الإنسان، لكنني أقدر تماماً ضرورة الاتجاه للحرب متى أراد العدو ذلك، على أن نكون مستعدين تماماً، كما نحن الآن، لذا أثق تمام الثقة في أن جيشنا المصري سيبقى مستعد وعلى أهبة الاستعداد للتصدي لكل من تثول له نفسه تخطي الخط الأحمر بل مساسه نظرة عين وليس بقدمه.
جيشنا دائماً وأبداً عند حسن قادتنا السياسيين، وقادته العسكريين، فما زال التنسيق بينهم مستمر، والدراسة لحقيقة الموقف والأوضاع على حدودنا الغربية أمر واقع لا محيص منه أبدا، لذا فإن الجيش الأقوى في المنطقة جاهز لتلقين هؤلاء الإرهابيين درساً قاسياً يذكرهم بما جرى لأجدادهم وأسلافهم منذ أكثر من مئتي عام.
السؤال هنا، هل ما جرى وما أعلن عنه من تهدئة ومهادنة هو عبارة عن تهدئة أم سكرات الحرب؟ وما قبل الحرب أي هي ما قال عنه عبد الحليم صحوة الموت ما أرى أم يقظة الحياة؟ هل تستيقظ الحياة في ليبيا أم أن ما جرى صحوة الموت؟ ليطل علينا برأسه يحصد أرواح مدنيين وأناس لا ذنب لهم إلا أنهم تواجدوا في منطقة تحمل بين جنبات أرضها تحت البحر أطماع ذلك الطامع الغازي المحتل.
أتمنى أن يكون ما جرى يقظة الحياة خاصة مع تلك التمردات التي تجتاح العاصمة الليبية ومقر الحكومة الغير شرعية التي قطعت شرعيتها الدولية بالمناسبة مؤخراً بزوال مدة توليها القانونية، وبالرغم من المناورات السياسية التي تتبعها الحكومة والمجلس الرئاسي الليبي، لكن واضح تماماً أن مجلس النواب الليبي على أهبة الاستعداد لتلك المناورات كأنهم كانوا على توقع بين لها وبها، فتصدوا لها بتحركات سياسية بارعة لم نزل ننتظر مردودها، ولم نزل نحلم بألا يكون للنار رأي في حسم القضية.
المختصر المفيد تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعد.