هل أخذ صور السيلفي يرتبط بالشخصية النرجسية، الجواب على هذا السؤال صعب ومعقد، أجري عليه الكثير من الدراسات للوصول لنتيجة قاطعة.

 
ووجدت العديد من الأبحاث أن الرجال أكثر ارتباطًا من النساء بالسيلفي، وهناك تناقضًا بين العديد من الأبحاث في هذه النقطة بسبب عدم تساوي كل صور السيلفي، لدى الأفراد، حسبما ذكر في موقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية.
 
وركز الباحثون كثيرًا على كيفية ارتباط التقاط الصور الذاتية بالشخصية، فإن القليل من الدراسات قد فحصت سبب التقاط الأشخاص صور لأنفسهم، وهذا ما تضمنه بحث جديد أعدته إيرين كوتربا، متخصصة في علم النفس التربوي، والذي نُشر مؤخرًا في مجلة علم النفس الإعلامي.
 
وتُعرَّف النرجسية على أنها تصور مُكبر للذات مع رغبة في ظهور وعدم التعاطف مع الآخرين، يمكن لاستبيانات الشخصية التي تقيس النرجسية أن تقسم سماتها إلى مكونات رئيسية متعددة:
 
-القيادة / السلطة: الشعور بأن المرء مهم ويجب أن يكون مسؤولاً عن أشخاص آخرين.
 
-الاستحقاق / الاستغلال: الشعور بأن المرء يستحق امتيازات خاصة والاستعداد للاستفادة من الآخرين.
 
- العظمة: الرغبة في الظهور والحصول عل الاهتمام.
 
وفي الدراسة، أكمل 276 طالبًا جامعيًا مسحًا يتكون من استبيان لقياس النرجسية، ثم قدروا عدد صور السيلفي التي التقطوها في الأسبوع الذي سبق الاستبيان، سواء بمفردهم أو مع أشخاص آخرين في الصورة.
 
وأجاب المشاركون أيضًا على سؤال مفتوح، حيث ذكروا ما الذي يحفزهم على التقاط صور سيلفي.
 
فيما أظهرت النتائج أن جانبًا واحدًا من صفات الشخصية النرجسية، وهي الرغبة في الظهور والعظمة، كانت السمة الشخصية الوحيدة المرتبطة بالذات وصور السيلفي المنفردة على وجه الخصوص.
 
ورمز الباحثون الاستجابات المفتوحة حول دوافع الأشخاص لالتقاط الصور الشخصية، وكانت النتائج كالتالي:
 
-النرجسية: أعتقد أنني جذابة/ جذاب وليس لدي مشكلة في مشاركة صوري 29.5%.
 
-المشاركة والاتصال: أريد مشاركة خبراتي مع أصدقائي 23.3%.
 
-الاستخدام الوظيفي: إظهار عملي في الصور الخاصة بي 22.80%.
 
-تعزيز احترام الذات: حتى أشعر بتحسن تجاه نفسي 15.54%.
 
-الذاكرة : ألتقط الصور لأجل الذكريات 5.7%.
 
اتضح من النتائج أن الدوافع النرجسية كانت هي الأكثر شيوعًا، وصاحبة النسبة الأعلى، وجاء بعدها أسباب أخرى، ولكن نوهَ البحث إلى أن رغم إشارة ما يقرب من ثلث المشاركين إلى أسباب نرجسية لنشر صور سيلفي، فإن هذا لا يزال يعني أن 70% ذكروا أسبابًا أخرى، وهذه الأسباب لم تكن مرتبطة بمستويات نرجسية المشاركين.
 
وأشار الباحثون، استناداً إلى ذلك أن الشباب يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على أنفسهم في الصور الذاتية، ولكن ليس بالضرورة أن يعبر ذلك عن سمات نرجسية قوية.
 
ويؤكد البحث أن الدوافع المتمركزة حول الذات لالتقاط صور سيلفي شائعة، ولكنها ليست بالضرورة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسمات النرجسية، وعلاقة النرجسية بالتقاط الصور الذاتية هي جزء صغير من الأسباب.