كتب – روماني صبري
تطورات سريعة في المشهد السياسي في لبنان، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبلاد، بعد أن وافقت كل الكتل السياسية على تسمية مصطفى أديب رئيس وزراء مكلف، لتشكيل حكومة جديدة، وقال أديب أن الأمر سيحدث بسرعة قياسية، وسط تساؤلات حول إذا ما كانت ضغوطات باريس السبب الرئيسي خصوصا في ظل حديث الصحافة الفرنسية عن تلويح ماكرون بعقوبات ضد شخصيات سياسية في لبنان، فكيف يمكن قراءة التطورات الأخيرة وأولها تكليف أديب، وما التغييرات التي يمكن لحكومته إحداثها، وهل ينجح لبنان في خلق توازن بين الإصلاحات المطلوبة دوليا والحفاظ على عدم التدخل في شؤونه الداخلية ؟.
أبحث عن باريس
ولمناقشة ذلك، قال حسن شقير، كاتب ومحلل سياسي، بالتأكيد هذا التكليف السريع لأديب لرئاسة الحكومة اللبنانية العتيدة جاء بعد التدخل الفرنسي المباشر، والكل يعلم أن ماكرون جاء بمبادرة سياسية، بعدها حدثت ضغوطات كثيرة كي تنطلق.
وتابع لفضائية "روسيا اليوم"، واعتقد أنها انطلقت مباشرة بعد الانفجار الرهيب الذي وقع بمرفأ بيروت، والمبادرة بدأت باستقالة الرئيس حسان دياب، ثم بدأ التوافق والتشاور على الإصلاحات المطلوبة والجدول الزمني.
لافتا :" لم يبدأ الحديث مباشرة عن الرئيس المكلف وشكل الحكومة وعملها، إنما عن جدول الأعمال وصلاحيات الحكومة، وأخذ الرئيس المكلف كما قال اليوم هو تعهدات من كل القوى السياسية بتسهيل مهامه في تنفيذ الإصلاحات، والتي يبدو انه تم الاتفاق حولها، مشيرا :" حدث التكليف من خلال مجمل الأطياف السياسية اللبنانية، لذلك شخصية الرئيس أديب جاءت محمية من ألوان الطيف السياسي اللبناني، وليس كشخصية الرئيس حسان دياب الذي اتهم انه ينتمي ومحمي من حركة سياسية معينة .
قبول ثم رفض !
ما الذي يفهم من دعم بعض الكتل السياسية لشخص أديب، ثم رفض المشاركة في حكومته ؟، وردا على ذلك قال اسعد بشارة، الكاتب والمحلل السياسي، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الأولى لبيروت ، كان طرح خريطة طريق معينة، تمر عبر تشكيل حكومة لا تضم القوى السياسية اللبنانية.
مردفا :" الشق الأول تحقق لان ماكرون شارك في التسمية، ولكن هذه التسمية ليست على حساب القوى السياسية، هي قالت نعم أو معظمها، خصوصا حزب الله، وشارك رئيس مجلس النواب في اختيار رئيس الحكومة المكلف، ومنح رؤساء الحكومة شرف أن يخرج الاسم من اجتماعهم، فيما الواضح أن الجهد الفرنسي كان تركز على اتصالات مع طهران بالتالي مع حزب الله ما أدى إلى حلحلة معينة، وكذا حصول غطاء فرنسي لتشكيل الحكومة.
الاقتصاد بعد أديب ؟
بالحديث عن وزارة المالية والأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، ما تأثيرات تكليف أديب بتشكيل الحكومة، ما هي الحدود التي يمكن أن يتحرك ضمنها فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي عصفت ببيروت ؟، ولفت دكتور حسن عبيد، باحث في العلوم المالية والاقتصادية قائلا :" بطيعة الحال الأمر الأول الذي يسجل ايجابيا لهذه الحكومة والتدخل الفرنسي، هو منع التعطيل.
مردفا :" فقد تعودنا في تشكيل الحكومات اللبنانية، وفي تسمية رئيس الوزراء اللبناني، أن نرى عمليات تعطيل طويلة الأمد لاسيما خلال السنوات الأخيرة، واليوم الرئيس المكلف أديب، جاء بخلاف رؤساء الوزراء السابقين، فسعد الحريري جاء لبناني محض، ورئيس الوزراء حسان دياب جاء نتيجة اتفاقية بين أطراف معينة وليست كافة الأطراف.
موضحا :" أديب جاء بتوافق معظم الأطراف إضافة إلى دعم فرنسا، الحكومة اليوم بضمانة فرنسية أوروبية، في إشارة ان فرنسا رحبت بأديب للنهوض بالاقتصاد.
