عرض/ سامية عياد
قدمت لنا أمنا العذراء مثالا نحتذى به فى الخدمة فمنذ صغرها كانت تخدم فى بيت الرب حتى وصل سنها 12 سنة فخرجت تخدم يوسف النجار والطفل يسوع واستكملت الخدمة بقية أيام حياتها وصارت الخدمة فضيلة فى حياتها ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "العذراء والخدمة" حدثنا عن الخدمة فى حياة أمنا مريم بالتدريج أولا: خدمت فى الهيكل كانت تغسل الملابس الخاصة باللاويين والكهنة وتخدم الفقراء ، ثانيا : خدمت يوسف النجار باخلاص وقد ظهر لها الملاك جبرائيل وبشرها بميلاد السيد المسيح واحتملت نظرات يوسف النجار الصعبة وتركت الرب يدافع عنها وهو ما يعلمنا الاحتمال والتسليم فى حياتنا ، ثالثا : خدمت العذراء أليصابات حين بشرها الملاك بأنها ستصير أما لله وذكر لها الملاك أن أليصابات حبلى فى شيخوختها فعلى الفور قامت وذهبت لبيت زكريا الكاهن ومكثت فيه حوالى ثلاثة أشهر كاملة تخدم أليصابات .
وخدمتها لأليصابات يعلمنا أمور كثيرة منها : المحبة التى دفعت العذراء لخدمة أليصابات ، الاتضاع رغم علم العذراء أنها ستصير أما لله ذهبت لتخدم أم العبد ثلاثة أشهر ، الخدمة دون مقابل بل العذراء تعبت فى الخدمة وتحملت مشقة السفر وهى حبلى أيضا ، الخدمة المصحوبة بالصلاة كانت خدمة العذراء مصحوبة بالصلاة والتسبيح وهذا يجعل الخدمة قوية ومثمرة ، كانت خدمة العذراء مؤيدة من الروح القدس ويتضح هذا حينما امتلأت أليصابات بالروح القدس بعد أن سلمت عليها العذراء مريم ، وهذا يعلمنا طاعة الله وكتابه المقدس .
رابعا: خدمت العذراء أهل عرس قانا الجليل وأثناء الحفل لاحظت العذراء أن الخمر فرغ فذهبت فى الحال للرب يسوع وقالت له : ليس لهم خمر ، وذهبت الى الخدام وقالت لهم : كل ما قاله لكم فافعلوه ، وهذا يعلمنا أيضا عدة أمور منها : معرفة احتياجات المخدومين قبل أن يطلبوا ، اللجوء الى الله ليسدد كل احتياجاتنا ، أن نصلى من أجل المخدومين ونثق أن الله يستجيب ، أن نوجه دائما نظر المخدومين لطاعة كلام السيد المسيح .
دروس كثيرة نتعلمها من فضيلة الخدمة فى حياة أمنا العذراء مريم ليتنا نتعلم منها ونسير عليها فى خدمتنا لكى تكون مثمرة قوية مؤيدة بالروح القدس ...