في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر1899م..

السودان الإنجليزي المصري كان اسماً سابقاً للسودان الحالي في فترة الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان بين عامي 1899 و1956. شهدت هذه الفترة إرساء أركان الدولة الحديثة في السودان وشكلت المشهد السياسي السوداني المعاصر إلى حد كبير. ومهدت للحرب الأهلية التي أدت لانفصال الجنوب في 2011.

في عام 1820 في عهد محمد على باشا والي مصر، قام إسماعيل كامل باشا بن محمد علي بغزو البلاد وكان جيشه يتكون اساسا من الاتراك والبوشناق من البوسنة والالبان و المغاربة والهنود و العربان كما استخدم العبابدة لشهرتهم في معرفة الدروب الجدير بالذكر انه لم يتم استخدام اي مصري في الحملة حيث لم يتم تجنيد المصريين في ذلك الوقت. انتهت الحرب في عام 1822 بانتصار قوات إسماعيل باشا سابقة الذكر، وضمت اجزاء واسعة من السودان الشمالي والأوسط بما فيه مملكة سنار ما عدا دارفور للحكم الخديوى. عرفت تلك الفترة عند السودانيين بالتركية السابقة.

قام الخديو إسماعيل أبن إبراهيم باشا بن محمد علي باستكمال فتوحات جده في السودان واستطاع ضم المناطق الاستوائية حتى أوغندا بحلول عام 1875. وقام الزبير باشا أحد تجار (الرقيق) وحاكم بحر الغزال في عام 1873م، بغزو دارفور وضمها لأملاك الخديوي في وقت لاحق.

الثورة المهدية 1883- 1899:
في العام 1880 قامت الثورة المهدية في السودان مدفوعة بمثالب الحكم التركي المصري وفساد موظفيه، وبدأت مسيرتها بعدة انتصارات محدودة اتسعت بسرعة بعدد من المعارك الكبيرة منها معركة شيكان الشهيرة والتي تم القضاء فيها على هكس باشا وجنوده من المصريين والإنجليز، وأخيراً فتحوا مدينة الخرطوم، وقضوا على غوردون لتنتهي بذلك فترة السيطرة المصرية على السودان.

كانت الأحوال في السودان سيئة في فترة عبد الله التعايشي الذي خلف المهدى في عام 1885 ودخل التعايشي في حروب داخلية وخارجية كثيرة كالحرب ضد الحبشة ومحاولة غزو مصر التي كانت قد صارت مستعمرة بريطانية بصورة رسمية في ذلك الوقت، ولم تتمكن قواته من هزيمة الجيش البريطاني. يشير البريطانيون للمهديين بلفظ الدراويش.

إعادة احتلال السودان:
في عام 1896 أنذرت الحكومة البريطانية فرنسا من الزحف في اتجاه السودان، بعثة عسكرية مشتركة مع مصر لاحتلال السودان وكان قائد الحملة اللورد هربرت كتشنر وقد هزم قوات الخليفة التعايشي في أم درمان في 2 سبتمبر 1898 وسقطت الخرطوم في يد القوات الغازية وفى 4 سبتمبر 1899 شاركت بريطانيا مصر فى احتلال السودان ورفعت رايتها..وانتهت الدولة المهدية. بنهاية عام 1900 اكتمل بسط السيطرة على كامل كردفان وتركت دارفور تحت حكم علي دينار الذي احتفظ بعلاقات طيبة مع الحكومة المركزية حتى قرب قيام الحرب العالمية الأولى...

في الرابع من سبتمبر عام 1899 قام الجيش المصري برفع الرايتين المصرية والبريطانية فوق السودان'> قصر حاكم السودان، وذلك بعد توقيع اتفاقية الحكم الثنائي بين بريطانيا ومصر وسمحت بموجبها برفع العلمين البريطاني والمصري فوق السودان ومن نصوص الاتفاقية: رفع العلمين البريطاني والمصري على الأراضي السودانية (عدا بعض المناطق فيرفع فيها العلم المصري فقط)، يكون الحاكم العام للسودان بريطانياً ومعاون الحاكم مصريا، تتحمل الحكومة المصرية كافة النفقات في السودان، إلغاء الإمتيازات الأجنبية في السودان، كما شكلت هذه الإتفاقية – التي سميت اتفاقية الحكم الثنائي- آلية الإدارة الاستعمارية البريطانية في السودان طوال سيطرتها عليه لأكثر من خمسين عامًا.

يذكر أن السودان الإنجليزي المصري كان اسماً سابقاً للسودان الحالي في فترة الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان بين عامي 1899 و1956.!!