عبد المنعم بدوى
وقف النائب د. ذكريا عزمى منذ عقد من السنوات ، وقال جمله مشهوره " الفساد فى المحليات للركب " .
 
إن الكثير من مؤسساتنا وهيئاتنا الرسمية نخر فيها الفساد طوال العقود الأخيرة ، فساد فى القيادات وفساد فى السياسات ، وقد أفرخ ذلك فساداً واسعاً من القمة إلى القاع ، وغنى عن القول أن الفساد مرض شديد العدوى ، خاصة مع تراجع الكثير من القيم الأخلاقية العليا ، وظاهرة المبانى المخالفه ، هى عرض لهذا المرض ، فإذا كانت الدوله تريد حقا علاج هذه الظاهره ، عليها علاج المرض ( الفساد ) ، وليس علاج العرض .
 
علمنا من كتب السيره ، أن عمر بن الخطاب كان يقسو على نفسه وعلى أبناءه  قبل أن يقسو على الناس ، وهذا الأمر له أهميه إجتماعيه كبرى ... فالناس حين يرون الحاكم شديدا على نفسه يتحملون شدته ، ويفسرون كل عمل يقوم به تفسيرا حسنا .
 
أما الحاكم الذى يعيش فى الفخفخه والنعيم ، ويسكن فى القصور والمنتجعات هو وحاشيته ، ويطلب من الناس التقشف والصبر ، لن يقبل الشعب منه تفسيرا حتى ولو كان على حق .
 
الشيخ عاشور كان إمام مسجد المرسي أبو العباس بالأسكندريه ، وحضر المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي أمام جمال عبدالناصر ، ووقف يهاجم مسؤول الاتحاد الاشتراكي ، الذي يأتي إليهم فى سيارة  - حسب قوله -  طولها عشرة متر ،  ويلبس أفخر الثياب ،  وفى نفس الوقت يطالبهم بالتقشف وبشد الأحزمة ... قال الشىخ عاشور لعبد الناصر :  " هى الاشتراكيه دى حلال علينا وحرام عليكم ؟ "
 
ما حدث .. أخذوا الرجل بعد المؤتمر  " وضبوه "  أسبوعاً ، ثم تركوه ...
 
زمان وقف الزعيم الشاب مصطفي كامل يخطب قائلا : " لو لم أكن مصرياً لودت أن أكون مصرياً " ،  رحم الله  مصطفي كامل ، الذي لو كان في زماننا هذا ، لكان الأن يقف أمام باب سفارة أمريكا يطلب تأشيرة هجره ، أوعلي قارب يتسلل إلي شواطئ إيطاليا .