بقلم : الدكتور مجدى شحاته
تأملت طويلا فى تساؤل السيد المسيح " من هى امى ومن هم أخوتى ؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمى واخوتى لأن من يصنع  مشيئة أبى الذى فى السموات هو أخى واختى وأمى "   ( مت 12 : 48 ) من خلال هذا الحوار العميق ، أمكننا التعرف على العائلة الكبيرة للسيد المسيح  والتى اتسعت وامتدت لتضم كل البشر .
 
ان عبارة ( يصنع مشيئة الله ) ليست مجرد أوامر تطاع أو وصايا تنفذ ، بل هى حياة نعيشها ونعمل خلالها ، لنكون عل مثال حياة السيد المسيح  . لقد عرفنا مسيح الاسرة الذى يرعاها أب فاضل ، وعرفنا مسيح الكاتدرائيات الضخمة ، ومسيح الكنائس المذهبة ومسيح الاديرة العريقة ، عرفنا مسيح آباء وعظات القنوات الفضائية ، ومسيح القاعات الفخأيات , مة . والان ... هل حان الوقت لنتعرف على مسيح جهلة العالم والمنبوذين والمشردين والملحدين والمساكين ؟ هل حان الوقت لنتعرف على مسيح الضالين والتائهين من الشباب
 
والشابات فى شوارع ودروب العالم ؟ هل حان الوقت لنتعرف على مسيح الملحدين والمغيبين الذين يبحثون عن الخلاص عبر صفحات التواصل الاجتماعى والفيسبوك واللهو والمخدرات والجنس الثالث والرابع ؟ هل حان الوقت لنتعرف على مسيح الخراف الضالة المفقودين التائهين فى الظلمة وظلال الموت ؟ يقول الوحى المقدس : " فأذهبوا الى مفارق الطرق وكل من وجدتموه  فادعوه الى العرس ، فخرج اولئك العبيد الى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم الاشرار والصالحين فأمتلأ العرس من المتكئين " ( مت 22 : 9 ) . 
 
لمذا نُحجم ونختصر رسالة السيد المسيح التى جاءت لكل البشر ونحصرها فى اطار جماعة أو طائفة او عقيدة او فئة من المختارين دون باقى العالم ؟ لماذا يحتكر البعض دم المخلص لأنفسهم  ، والاستعلاء على الآخر وانه غير  مستحق من وجهة نظرهم  من الاغتسال بدم المسيح الطاهر ؟ ان اهتمام السيد المسيح بالخطاة ، يضع الكنيسة أمام مسئولية خطيرة ، بأن يكون شاغلها الاول هو السعى الجاد والمستمرنحو الخطاة دون أى انشغالات اخرى ، هذا ان كنا حقا فى المسيح والمسيح فينا .
 
" لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى . لم آت لأدعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة " ( مر 2 : 17 ) . لقد رفض السيد المسيح ان يكون حكرا لمبادئ وأفكار وآراء وأسماء بعينها . " ان كل واحد منكم يقول أنا لبولس وأنا لأبولس وأنا لصفا وأنا للمسيح ، هل انقسم المسيح ؟ ألعل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم ؟ " ( 1 كو 1 : 12 ) .
 
ان السيد المسيح له كل المجد لا يرضى الا ان يكون لكل البشر . ألم يأتى المسيح لخلاص كل العالم ؟ فلماذا يسعى البعض لحجب رحمته الواسعة وغفرانه الغير محدود عن الآخرين ؟ . صدقونى .. ستبقى كرازتنا مبتورة ، ورسالتنا باطلة ، طالما تضمنت الاستعلاء على الاخرين ، معتقدين ان دم المسيح مسفوك من أجل محبيه وتابعيه فقط ، والحقيقة ان دمه الكريم سُفك من أجلنا ، ومن أجل محبيه وتابعيه ، ومن أجل الغرباء عنا ، بل وعن كل الذين يبغضوننا .... انه مسيح كل البشر ....