بقلم : زهير دعيم
 رغم إيماني ورجائي ، فأحيانًا أشعر  - وأنا أرى الكون من حولنا مشفىً واحدًا كبيرًا – أشعر بالإحباط خاصّة وأنا أرى النفق طويلًا طويلًا  ومعتمًا ولا نهاية له.
 
 كيف لا ؟!!! والانسانيّة برُمّتها ، بحضارتها وعلمها وعجرفتها وتعاليها قد شُلّت ، تقوقعت ، تجمّدت  " وأكلتها  " الحيْرة ، فسكنت الأجواء وهدأ هدير الطائرات وزغرد الموج وحده أو كاد في البحار والمحيطات ، فالكلّ  يسري في أوصاله  الخوف والربية والضبابيّة .. 
 الى متى يا تُرى ؟ 
 
الى متى سيبقى الكورونا مهيمنًا ؟!!
 الى متى سيبقى هذا الفايروس – الذي لا يُرى بالعين المُجرّدة- مهيمنًا على الفضاءات والنفوس ، يُعربد هنا وهناك ويرقص في امريكا مرّةً وأخرى في افريقيا وثالثة في الأراضي المقدّسة، وليس من يتجرّأ وينتهره : صّه !
 
  أضحك بمرارة وأنا أرى العَالم أصبح يُشبّه بالشّارة الضوئية  - الرامزور بألوانه .
 
 والغريب بل قل الطبيعي أنّ الكلّ لا يريد أن يقف على الأحمر ، بل يريد أن ينفلتَ ، يتحرّر وينعتق ويخضرّ ولو الى حين ، ناهيك عن الاحصائيات صبحًا ومساءً والمصطلحات الغربية التي تُعكّر المزاح : حجر صحيّ ، وبأ ، عدوى ، تفشّي ، غرفة انعاش ، موتى ، كِمامات .. مصطلحات تُضيّق فُسحة الأمل  بل تلغيها أحيانًا. 
 
 والسؤال المطروح – ونحن نرنو الى السماء : 
الى متى يا ربّ ؟!!
الى متى سيبقى هذا  " البُعبع "  الكورونا يُدمّر حياتنا ويجعل أعراسنا بلا أعراس وبدون زغرودة وضمّ وعناق وقُبل ؟ 
 الى متى ستبقى الكِمامة ملجأنا وتُرسنا ؟ 
 لقد فقدنا البوصلة أو كدنا ، فلا بوتين يعرف ولا ترامب يدري ولا ماكرون والسيسي يعلمان .. 
 
  عيوننا نحوك يا ربّ السماء ، فها نحن البشر الذين تمردنا عليك ونصّبنا أنفسنا آلهةً نقف عاجزين ، حيارى ، دَهشين ، مكتوفي الأيدي .
 نعم عيوننا نحوك يا ربّ فلم يبق لنا سِواك  فارحمنا يا سيّد الأكوان وخلّصنا يا ربّ وألهم اطباءنا وعلماءنا كيما يجدوا لقاحًا لهذا الفايروس اللعين. 
قصّر يا ربّ من طول النفق وقرّب كوّة الأمل والنور ، وازرع نفوسنا رجاءً لا يخيب ، وأعطنا أن نعرف احجامنا ومقدارنا فنعود اليك ضارعين.