نبيل ابادير
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر ارتفعت إلى 32.5%، وفقا لبحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2017- 2018. وأن نسبة الفقر ارتفعت بنسبة 4.7%‏، مقارنة ببحث 2015. وأن محافظات الوجه القبلي تتعدى خط الفقر القومي. ويشير خط الفقر الكلي إلى الحد الأدنى من الدخل الذي لا يمكن للفرد تلبية احتياجاته الأساسية إذا لم يحصل عليه. ويختلف بالطبع تقدير خط الفقر من منطقة لأخرى داخل مصر، نتيجة اختلاف تكلفة المعيشة.

وحدد الجهاز خط الفقر عند مستوى 8827 جنيها في السنة، وهو ما يعادل 735 جنيها شهريا، وفقا لنتائج بحث الدخل والإنفاق لعام 2017-2018، وذلك مقابل 5787.9 جنيه سنويا، أو نحو 482 جنيها شهريا، في البحث السابق لعام 2015.

فنحن إذا امام ما يقرب من ٣٣ مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، وحسب اليونيسف من هؤلاء نسبه تعيش تحت خط الفقر المدقع، وهناك شريحه فوق ال ٣٣ مليون يمكن أن تكون معرضه للسقوط تحت خط الفقر.

ورغم أن الدوله تبذل جهودا كبيره في مواجهه الفقر إلا أن النسبه إرتفعت ٤.٧٪؜ عن ٢٠١٥، ربما لزياده الأعباء نظرا لإرتفاع الأسعار وبالطبع مع الزياده السكانيه خاصه في الفئات الفقيره تزداد النسبه،

إننا امام نسبه سكانيه تزداد مع الوقت ويظلون فقراء، والبعض منهم في الفقر المدقع، وآخرين قد يسقطوا تحت خط الفقر.

فالأمر يحتاج تصورات لخطط متكامله الأبعاد والتدخلات لفرص عمل آمنه مستدامه أكبر، تحسين وتجويد الخدمات التعليميه والصحيه والسكانيه لهذه الفئات، وتقليل تكاليف المعيشه علييها وغيرها من التدخلات الرسميه والأهليه، بخطط محددة الأهداف لإنتشال نسب محدده وفي فترات زمنيه محدده من تحت خط الفقر،

أما هؤلاء الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع فالحاجه ماسه لتدخلات رسميه وأهليه تعينهم علي حياه أكرم،

كما أن الفئه الملاصقه الأعلي لمن هم تحت خط الفقر يلزم لهم أيضا تدخلات للحفاظ عليهم لئلا يسقطوا تحت خط الفقر وبالتالي يمكن ان تقفز النسب.

الفقر يذل الناس في أي مجتمع، ويتوجب مواجهته بكل السبل والطرق المتاحة لتحقيق آدمية الإنسان وتصون كرامته وتحفظ ترابط المجتمع وتماسكه،

وهناك من الفقراء الذين يجتهدون خاصه في تعليم ابناءهم والذين يثابرون ويكافحون ويحصلون علي تقديرات عاليه فيقعوا فريسه من يتاجرون بهم فيغدقون الأموال والهبات عليهم فنقتل فيهم روح الاجتهاد،

والمواجهه لا تتم بهذه الطريقه المفسده إنما بسياسات وتدخلات رسميه وأهليه تنتشل الناس من فقرهم وإعوازهم.

وهناك من نراهم ونقابلهم في الشوارع وبمظاهر الفقر الشديد، ويعرف عنهم بعد ذلك أنهم إحترفوا مهنه الشحاته في الشوارع وانهم في الحقيقه أصبحوا اغنياء. وهناك منهم الفقراء جدا فعلا ولا يجدون طعامهم اليومي،

إن الامر يحتاج رؤي متكامله تخطط لإنقاص نسبه الفقر وتحريك فئات من تحت خط الفقر ليصبحوا فاعلين مشاركين في المجتمع. فالنظره للفقر واسبابه ونتائجه ومظاهره لابد ان تكون كليه وغير مجتزئه.