الأقباط متحدون | خوف الأقباط .. وشفيق .. والعشق الممنوع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣١ | السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ | ١٨ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

خوف الأقباط .. وشفيق .. والعشق الممنوع

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د.محمد نبيل جامع

كالعادة تأتيني فكرة المقالات عند استيقاظي لصلاة الفجر، وفي هذه اللحظة مرت سبع ساعات فقط على غلق صناديق الانتخابات الرئاسية وأظهرت المؤشرات البدائية (وليست الأولية)، تلك النتيجة المرعبة، والتي حذرت الأقباط منها، وهي تربع شفيق على قمم الاختيارات في لجان كثيرة بدرجة فاقت التوقع، ولكن يبدو أن الخوف لديهم كان أقوى من إعمال العقل. 
 
لما قلنا أن الأقباط يمثلون حوالي 8-10 مليون مصري (حوالي 10%)، وحذرتهم من المساهمة في الانشقاق الطائفي بألا يتوجهوا ككتلة تصويتية معتبرة إلى شفيق أو عمرو موسى رد الأستاذ مجدي خليل (كما أتذكر) علي مقالي قائلا إن الأقباط يمثلون 18 مليون نسمة، وأنهم سينتخبون مرشحِين مختلفين شأنهم شأن بقية المواطنين المصريين، ولكنه في لقاء تليفزيوني استمر ساعة في إحدى القنوات الفضائية بعد أن حلل الموقف وأكد للأقباط أن أفضل المرشحين هو شفيق بمنطق الخوف من الإسلاميين بمن فيهم أبو الفتوح (الذي قال أنه إخواني مستتر) والعمر عند المقارنة بعمرو موسى، صرح وتوقع بعد هذا الشرح المطول أن 45% من الأقباط سيصوتون لشفيق، 35% لعمرو موسى، و 20% سيصوتون لحمدين صباحي.
 
يبدو أن الأقباط قد استجابوا للأستاذ مجدي خليل، هذا من ناحية، وغاب الشعب المصري الثوري بدرجة كبيرة وانحسرت نسبة التصويت في دائرة 50-55% من ناحية، وبذلك أصبح مجتمع الناخبين كما يقال في علم الإحصاء "مزدوج المنوال Bimodal" ولكن يقع المنوالان على الأطراف، والمنوال هو أعلى التكرارات، المنوال الأول هو منوال الخائفين (وهو يعبر عن منطقة تتفوق فيها نسبة المسيحيين)، والمنوال الثاني منوال المتحمسين "المجاهدين" المتطرفين من دعاة الإسلام السياسي، وفي المنتصف تدنت نسبة الثوار من شعب مصر الغارق في المصائب المفتعلة لإدارة المرحلة الانتقامية الفلولية. إذن حضر الخائفون الباحثون عن الاستقرار والنكوص والعودة لنظام مبارك اللعين، ثم حضر أيضا المُرْعبون من المهرولين نحو كراسي الحكم على أجساد الشعب المصري بالزيت والسكر، والتجنيد لرعاتهم كما لو كانت المسألة حرب ضد الصهيونية و "الزن" على آذان البسطاء من الشعب ودعوى التصويت من أجل الإسلام ونصرته.
 
في أول نوفمبر 2011، كتبت مقالا بعنوان "الخوف والثورة والعشق الممنوع" يمكن الرجوع إليه على الرابط التالي:
 
http://kenanaonline.com/users/mngamie/posts/337226
 
أظهرت في هذا المقال خوف المجلس العسكري نفسه من مصيره ومصير نظام مبارك المحبب إليه، والذي هو جزء أساسي منه، ثم أظهرت زراعة الخوف من جانب هذا المجلس في نفوس الشعب نفسه لكي يستسلم ويرضخ ويرضى بالقهر والظلم والاستقرار وينكص عن ثورته المجيدة، ولكني لم أتوقع أن زراعة الخوف أيضا، كما حدث، سوف يساهم فيها الإخوان المسلمون وتيار الإسلام السياسي، بنفس تلك الدرجة المتحققة والتي أثارت الذعر بصورة خاصة لدي الإخوة المسيحيين. 
 
نجح المجلس العسكري، ونجح دعاة تيار الإسلام السياسي (دون أن يقصدون) في زراعة هذا الخوف الرهيب وضاع عشق الثورة الحبيبة على أيدي شعبها المهموم في مصائب الدنيا، واستمر تشرذم القوى السياسية التقليدية والثورية حتى أن مرشحي الرئاسة الثوريين لم ينجحوا في التوحد ضد القوى المتطرفة سواء كانت من جانب الرجعية المباركية أو من جانب المتهورين من دعاة الإسلام السياسي، فسامح الله المرشحين الثوريين جميعا.
 
إذن، أتوقع تبعا لهذه المؤشرات البدائية أن تتم الإعادة بين أحد دعاة الإسلام السياسي (وفي الغالب سيكون مرسي) وآخر من جانب الرجعية المباركية (وفي الغالب سيكون شفيق) وأيا كان الرابح في هذا السباق المتطرف فاشرب أيها الشعب المصري الصابر، وتعلم.
 
ولكن كالعادة، أثق أن الثورة قد انطلقت، ولن يعود قطارها إلى الوراء، عادت روح الشعب المصري إليه بعد أن كانت مقموعة بحكامها المستبدين تارة، والمستعمرين تارة أخرى، أو بكليهما معا. سنتعلم، وعندما ترتفع تكلفة التعليم ترتفع كفاءته. ولكن ما يحزنني أكثر، وما يشق على نفسي، هو أنني لم أتصور أن فئة أقباط مصر، بالرغم من ارتفاع مستواها الاقتصادي والذي كان جديرا برفع مستواها الثقافي ووعيها السياسي، قد وقعت في فخ الخوف ونكصت إلى الرجعية ولم تنحاز في معظمها لفكر الثورة المصرية واستيقاظ شعبها وإزهاق أرواح شبابها من شهداء شباب مصر وفلذات أكبدها مسلمين ومسيحيين وفقأ عيون أحرارها ومعاناة سجنائها حتى هذا الحين. سامحكم الله وسامح شعب مصر المهموم. والآن أعود لأقتطف بعضا  من لحظات النوم المفقود.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :