الأزمة العرقية في الولايات المتحدة هي قضية قديمة حديثة، يتجدد النقاش حولها بعد كل حادث يرتبط بالاضطهاد العرقي أو مشاكل يعاني منها ذو البشرة السمراء ومن هم من أصل أفريقي.

وتشير الأبحاث إلى أن المرضى من ذوي البشرة السمراء يحصلون على نتائج أفضل عندما يعالجهم أطباء وممرضات من نفس عرقهم، وتبلغ نسبة الأطباء السود في الولايات المتحدة 5% فقط من الأطباء على مستوى البلاد و2% فقط من النساء السود، وفقًا لجمعية كلية الطب الأمريكية، حسبما جاء في تقرير نشر بموقع "إن بي سي نيوز" الأمريكي.

كما يمكن للأطباء الأمريكيين من أصل أفريقي المساعدة في تقليل معدل وفيات القلب والأوعية الدموية بين الرجال السود بنسبة 19%، إذا كان هناك المزيد من التنوع العرقي بين الأطباء، وفقًا لدراسة قادتها مارسيلا ألسان أستاذ الطب المساعد في جامعة ستانفورد للسياسة الصحية.

بعد إجراء تجربة سريرية عشوائية بين 1300 رجل أسود في أوكلاند، وجد الباحثون أن المرضى من عينة الدراسة سعوا إلى المزيد من الخدمات الوقائية والصحية بعدما تم فحصهم من قبل أطباء لا ينتمون لعرقهم، تحديدًا بحثوا عن أطباء يشبهونهم.

وقالت ألسان: "وجدنا أنه بمجرد وصول الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي إلى العيادة، على الرغم من أن جميع الخدمات كانت مجانية، فإن أولئك الذين تم تخصيص لهم أطباء سود حصلوا على المزيد من الخدمات، مثل حقن الإنفلونزا وفحص السكري والكوليسترول".

وتشمل هذه الإشارات أن الرجال كانوا أكثر عرضة بنسبة 29% للتحدث مع الأطباء السود حول مشاكل صحية أخرى والسعي لمزيد من الفحوصات التي تتطلب على الأرجح مزيدًا من الثقة في الشخص الذي يقدم الرعاية.

قدر الباحثون أن الأطباء أصحاب البشرة السمراء يمكن أن يقللوا معدل الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 16 حالة وفاة لكل 100 ألف سنويًا، وهو ما يمثل 19% من الفجوة بين السود والبيض في الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قال أوين جاريك، رئيس ومدير العمليات في بريدج كلينك ريسيرش: "لقد فوجئت من النتائج، كنت أعتقد أن العرق يؤثر في العملية العلاجية ولكن لم أكن متأكد".

وأشارت النتائج أيضا إلى أن الأطباء السود يميلون إلى تقديم أنفسهم بطريقة تُريح المريض الذي ينتمي لنفس العرق، وقد يشرح الطبيب الأسود الخدمات الطبية بطريقة يفهمها المريض بشكل أوضح.

يذكر أن هناك فجوة كبيرة بين الأطباء البيض والسود، ففي حين أن الأمريكيين من أصل أفريقي يشكلون حوالي 13% من السكان، فإن 4% فقط من الأطباء وفقًا للدراسة.

يضاف إلى ذلك أن الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي لديهم أدنى متوسط عمر متوقع في البلاد، بسبب نقص التأمين الصحي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.