الأقباط متحدون | ثقافة الديمقراطية فى مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤٦ | الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢ | ١٩بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثقافة الديمقراطية فى مصر

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢ - ٣٩: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: نسيم عبيد عوض

 
بعد موت الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحاكم الديكتاتور لأسبانيا ‘إجتمع الشعب الأسبانى على إستفتاء تاريخى وأعاد الملكية للبلاد ‘وهكذا أستقبل الأسبان ملكهم كارلوس بعد موافقة الأغلبية على عودة النظام الملكى  الدستورى ‘ وأسبانيا الآن من الدول الديمقراطية الحرة ‘يتراوح حكمها بين اليمين واليسار ‘ وكل هذا بناء على تصويت الشعب فى الإنتخابات الحرة ‘ والعبرة هنا بإحترام إرادة الشعب ‘فهو القوة الوحيدة التى تقرر ماتريده ‘وعلى الشعب إحترام الأغلبية ‘أليست هذه الديمقراطية ‘ ولو نظرنا للهند مثلا ‘والتى يحترمها العالم المتحضر ‘لإحترامها الديمقراطية وحرية مواطنيها فى إبداء رأيه ‘والتصويت فى الإنتخابات بنزاهة بدرجة عالية ‘ والجميع ينحنى إحتراما لمن أخترته الأغلبية ‘ وهكذا فى الدول الديمقراطية على مختلف تواجدها ‘ يختلف الجميع ويتعارضون ويتناقشون ويتناظرون ‘ ويتبادلون الإتهامات مهما كانت حدتها ‘ كاذبة أو حقيقية ‘وفى النهاية بعد التصويت الكل يدا واحدة لخدمة الوطن ‘وإذا أخذنا مثلا الصراع مابين اليمقراطى بيل كلينتون وهو متهم بإغتصاب وتحرش جنسى بسيدات أعلنوا ذلك بأنفسهم‘وقت أن كان محافظا لولاية أركنساس ‘ وكان منافسه جورج بوش الأب الذى كان يقول عن منافسه ‘"أن كلبى يفهم فى السياسة أكثر من كلينتون "‘ وتمت الإنتخابات وفاز كلينتون ‘وقام بوش بكل إحترام بتهنئته و بتسليمة السلطة ‘ وإزدهر الإقتصاد الأميركى ومعه العالم كله فى عصر كلينتون ‘ وحتى بعد فضيحته وكذبه مع الفتاه اليهودية ‘ قالت الأغلبية نريده رئيسا ‘وتحقق له ذلك ‘ولم يعد الناس تذكر فضائحة بل تشيد بذكائه وتحركاته السياسية ومعدلات النمو التى لم يحدث مثيل لها فى تاريخ أميركا ‘وبالمناسبة كلينتون وبوش من الأصدقاء الذين تكلفهم الإدارة الأميركية فى المساهمة فى أمور عالمية كثيرة ‘ الكل فى خدمة الوطن مهما إختلفت سياستهم أو إتجاهات حزبهم ‘هذا هو الحال خارج مصر.
 
وفى مصر وجد الشعب نفسه لأول مرة فى تاريخه منذ أكثر من سبعين عاما ‘وقد فتحت أمامه أبواب حرية الإنتخاب بدون ضغط أو رقابة ‘ وفى أول تجربة فى الإستفتاء المشهور بغزوة الصناديق ‘ركبت الجوامع المشهد وساندها مشايخ قطر والسعودية وخيروا الشعب بين الجنة والنار فأيد 78% الإستفتاء ‘ وهم أنفسهم رجعوا آسفين اليوم على التصويت بنعم ‘ ثم وفى أثر الحمية الدينية ركبت جماعة الإخوان المسلمين العربة وساقوا الحصان الأسود ‘ومعهم سلفيين أمن الدولة فحصلوا من الشعب المخطوف من نداهة الجنة والنار ‘على أكثر من 75% من ألاصوات وشغلوا مقاعد مجلسى الشعب والشورى ‘ وإنتظر الشعب ثوار الإخوان أن يشرعوا قوانين العدالة الإجتماعية ‘ أن يطهروا البلد من الفساد ‘ان يحاكموا قتلة الشهداء ‘ أن وأن ..ولم يحدث شيئ من أى مطالب للشعب وأنشغل رئيس المجلس بالعربة بكام مليون ‘ والأعضاء ببناء جامع والأذان داخل المجلس ‘ ختان البنات ‘ زواج مبكر للفتيات من 12 سنة ‘ وغيره الكثير بعيدا عن مطالب الشعب ‘فأنكشف الغطاء وظهرت الصورة الحقيقية ‘ العفن والجنس والمال هو كل مطمع هؤلاء الذين أعموا الشعب بأكياس الرز والسكر والزيت ‘ وغيره الكثير ‘وعينهم على منصب الرئيس وبقول الشاطر انه أمر حياة أو موت ‘ والبلتاجى يقرر انه على جثثنا منصب الرئاسة  لو ذهب لغيرهم ‘ وخرج الشعب فى إنتخابات الرئاسة بعد أن عرف الحقيقة السوداء وخيب ظنهم ‘وإختار بين التيار الدينى وعلى الأخص الإخوان ‘وبين الدولة المدنية التى تعيش فيها مصر منذ نشأتها على ضفاف النيل ‘فأختار الأخيرة ‘وفضل من بين المرشحين الفريق أحمد شفيق ‘وإنقلبت الدنيا ولم تقعد لإنتخاب شفيق .
 
والرجل والمراة البسطاء فى النجوع والقرى قالوا رأيهم ‘وسمع الناس كلهم لصوت الشعب ‘ لماذا إختار شفيق ‘ لأنه ليس من التيار الدينى وليس من الإخوان ‘ وكان من الواجب على المجتمع إحترام رأى الذين صوتوا لشفيق ‘ ولكن العجيب فى الأمر أن رجل الشارع العادى قال قولة الحق ‘ وبينما أظهر مثقفى البلد أو الذين ركبوا موجة المثقفين وهم بعيدون عنها كلية ‘ خرجوا يطالبون مناصرة الإخوان ضد شفيق ‘ وإذا أخذنا مثلا كاتبا إسمه علاء الإسوانى ‘ لقد أظهر جهله تماما بثقافة الديموقراطية ‘وإحترام حرية التصويت ورغبة الشعب فى الإختيار ‘ولسبب ما فى عدائه للفريق شفيق قال كلام غير محترم لا يليق بكاتب ودكتور ضربه السلفيين يوما ما على رأسه ‘ يطالب بتغييم وتظليم الأمة بعباءة الإخوان المسلمين ‘عندا وضدا لشفيق ‘ ومعه محمود سعد المعتبر إعلاميا ‘الذى ظهر على حقيقته عندما فاجأته نتائج الإنتخاب ‘وأخذ يلعن ويسب فى الفريق شفيق ‘ جهلة ثقافة الديمقراطية سقطوا من أول تجربة ‘ الشعب فرق بين النور والظلمة وأختار النور لأن شعبنا يحب الشمس ويبتعد عن ظلام الجاهلية ‘ وهاهم من إدعوا الثقافة سقطوا أمام الشعب العادى البسيط ‘ لأنه إنساق وراء مشاعره وإحساسة بالمسئولية تجاه مصر كلها مستقبلها وحريتها وتقدمها ‘ وهذا لن يصنعة الإخوان المسلمين ‘ إنظروا الى قضاة الظلم التأسلمين يحكمون بالشريعة مع عدم النص عليها فى القانون ‘ ولعل حكم محكمة أبو قرقاص شاهد على ذلك ‘ وهذا هو الفرق بين ظلام الجاهلية وحرية عصور النور والتقدم .
 
ومن بوادر الجهل بثقافة الديموقراطية ‘ ما وصل اليه محللى السياسة وعلى جبهتهم ختم الجاهلية ‘النتيجة الرائعة ان الأقباط هم الذين نجحوا الفريق شفيق فى الإنتخابات  ‘ أولا أشكركم لأنه آن الأوان أن تعترفوا بحجم الكتلة التصويتية للأقباط وخصوصا بعد أن أظهرت بطاقة الرقم القومى والتعديلات بالآلاف لخانة الديانة التى كانت تكتب للمسيحى بأنه مسلم الديانة ‘
 
عرفتم الآن حجمهم الحقيقى‘ولكن السؤال إذا كان حجم الكتلة التصويتية للأقباط وهى 5مليون قد أعطوا منها على سبيل المثال 3 مليون لشفيق والباقى لحمدين صباحى وعمرو موسى وخالد على ‘ فهو فى الإعادة سيحصل على ال 5مليون جميعهم ‘ لأنه لن يصوت أحد المسيحيين لصالح محمد مرسى ‘ ومع العلم أن الفريق شفيق إسمه أحمد ومسلم الديانة ‘ لأن الأقباط يعرفون مصلحة بلدهم ‘الأقباط لن يقبلوا الحكم الإسلامى ولا تطبيق الشريعة الإسلامية ‘ وسيقفون صفا واحدا خلف تقدم الدولة وتحضرها ونهضتها الصناعية والزراعية وحرية ومساواة الشعب كله بدون تمييز دينى أو خلافه‘ والقبطى سواء كان شخصا عاديا أو كاهنا أو كنيسة له مطلق الحرية فيمن ينتخب ‘ حتى لو تكتل وراء ناخب بعينه ‘ لأن ذلك هى الديمقراطية ياجهال ذلك الزمان .
 
أنا أتعجب من هؤلاء المدعيين المثقفين من كلامهم الأعور والمبتور ‘ الذى يوضح تماما أنهم لا يهتمون بمصلحة الوطن قدر مصالحهم الشخصية ‘وللعلم هذه الباقة هى التى غيبت هذا الشعب طوال سنين الظلمة ‘وعودو للوراء وأفتحوا الملفات ‘ نريدها دولة حرة أبية ‘وليست دينية ولا إسلامية ‘ دولة عصرية تواكب التقدم الحضارى ‘وليس التقدم للخلف الرمالى ‘ إرحمونا من هؤلاء المدعيين وطهروا البلد منهم ‘ هم سبب رئيسى فى نكستها ‘ وإنتخبوا الذى يحرر الشعب من سطوة وعباءة الظلام. ولا تتركوا مكانا للذين يغررون بالبسطاء ويروجون أن شفيق من الفلول ‘ الشعب كله وأولهم الإخوان والسلفيين من الفلول ‘ وفى النهاية لابد من إحترام النظام الديمقراطى إذا كنا حقيقة نبغى للوطن السلامة والإستقرار.  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :