Oliver كتبها
-إفرحوا باليوم الذي صارت فيه للكنيسة القبطية سنة لوتيرجية.اي السنة التي تتوزع علي ايامها و شهورها كل المناسبات الروحية التي نعيشها.هذه السنة القبطية ذخيرة من الدسم الروحى و تاريخ عمل الله مع الكنيسة القبطية.لذلك يليق بنا أن نشكر ربنا يسوع حامى الإيمان بدمه القدوس و حافظ كلمة بشارته بروحه القدوس .نحن نتاج عجائب إلهية لم تنقطع عبر الأجيال.لذلك نمجد الذى تعطف علينا بعظيم صنائعه.
- كل عيد في الكنيسة هو حجر يكتمل به البناء الروحي لإيماننا.لكن كل حجر لابد أن يكون في مكانه و لا يأخذ مكان غيره.الأعياد في الكنيسة تضع ركائز لإيماننا و كلها مهمة ليس لنحتفل بها فحسب بل لنقتني من روحياتها و معناها دورها في بناء إيماننا.فمن عيد الميلاد نؤمن بالتجسد و من عيد الظهور الإلهي نؤمن بوحدانية الثالوث و من عيد القيامة نؤمن بقيامة الرب يسوع و هكذا فالأعياد ترسخ في القلوب الإيمان هكذا عيد النيروز يرسخ في القلوب عطية الله العظمي للكنيسة و هي البقاء في هذا العالم لتخدمه و تشهد له.
- قراءات عيد النيروز تقودنا لنتعلم بماذا نفكر في هذه العيد و ماذا نعيش روحياً.ففي العشية نقرأ مت13: 44- 53 عن عظمة ملكوت السموات فهو الكنز و اللؤلؤة التي من أجل إقتناءها نفعل كالتاجر الفطن و نبيع كل شيء للحصول عليها.الملكوت هو شبكة خلاصنا التى نحرص علي الدخول فيها لصالح صياد النفوس الحلو.السنة الطقسية هي شبكة الله الممدودة لإصطيادنا إلي ملكوته.إنظروا كيف أن قراءة العشية هي فرصة لتثمين ملكوت الله في حياتنا و التفكير فيما هو فوق.كمنهج سنوي ممتد.
- في باكر نقرأ مر2: 18- 22 و فيها يقدم المسيح مفهومه السماوي للأيام و خصوصا شريعة السبت في العهد الجديد.لينبه كل مسيحي إلي يوم الرب الذي يقضي بعضه في الكنيسة.ثم قراءة الكاثوليكون و هي عن السلوك بمحبة كل الوقت 1يو2: 7- 17.ليت المحبة تسود الكنيسة كل السنة .أما الإبركسيس فهو عن كرازة بولس الرسول في أثينا.كرز بالروح عن إله مجهول لليونانيين. عمل الكنيسة هو الكرازة.أع17: 16- 34 .
- حتي السنكسار لا يحتفل في هذا اليوم بعيد إستشهاد بل يقدم تعريفاً مبسطاً بالعيد من واقع إنجيل القداس لو4 .و فيه إستشهاد القديس برثلماوس الذي تنسب إليه بعض المراجع طلبات هذا العيد(كرازة) .و نياحة بطريركين (رعاية) و شفاء أيوب الصديق( خدمة مرضى) .فمن السنكسار نكتشف تطبيق الإنجيل.
- ثم ناتي إلي ختام القراءات و هو إنجيل قداس النيروز لو4: 14- 30 الإنجيل عن دخول الرب يسوع المجمع و قراءته سفر إشعياء حيث مكتوب المهمة التي من أجلها تجسد الرب يسوع.روح الرب عليه لأنه مبشر المساكين شافي منكسري القلوب محرر الأسري صانع البصر للعميان مرسل المنسحقين إلي حرية مجده هذا إنجيل المسيح يخبرنا.هذا دستور العمل الرعوى الخلاصى.ليقيس كل إنسان خدمته بهذا المقياس كاهناً كان أو علمانياً.رجلاً كان أو طفلاً.شماساً كان أو بلا رتبة. هذه هى خدمة العمر كله.
- من الواضح أن جميع القراءات لا شأن لها بالإستشهاد أو القديسين بل بعمل الله في كنيسته منذ أنشأها علي الصليب و هيأها بروحه يوم الخمسين و زودها بكلمة البشارة و عمل يديه كل حين.هذا جوهر عيد النيروز من واقع القراءات الطقسية يومها.فلنحتفظ بما هو لهذا اليوم من هدف روحي خلاصي.
- عيد النيروز عيد تسبيح الله علي سنة جديدة.إنه عيد شكر عيد فرح و تمجيد.عيد تقول فيه الكنيسة باركي يا نفسي الرب و لا تنسي كل حسناته.لكنه بالتأكيد و حسب طقس العيد و تاريخه فهو ليس عيداً للشهداء.إنه مناسبة مؤثرة لإعادة الحساب مع النفس و مع الخدمة و كل عمل رعوي فيها.إنه وقت للتوبة و التصحيح.
- الإحتفال بالقديسين الشهداء يفرح الكنيسة و يفرح المسيح أيضاً لكن لكل مناسبة وقتها.عيد رأس السنة القبطية ليس عيداً للشهداء.فأعياد الشهداء تأتي في تواريخها المعروفة كما نقرأ في السنكسار (تعيد الكنيسة اليوم ب القديسة أو القديس) كما أن المجمع أقر بإحتفال للشهداء يوم 15 فبراير نفرح فيه بعظمة محبة الشهداء و نكرمهم و نذكر فضائلهم و نتمثل بإيمانهم دون تداخل بين المناسبات لأن لكل مناسبة في الكنيسة هدف للبناء . و أما إحتفالات النيروز التقليدية بالبلح و الجوافة و حفلات التخرج فلتبق كما هي لكن في وقتها المناسب دون أن تتغول علي عيد روحاني ضاع معناه من البعض.
- النزعة الإحتفالية لعيد النيروز جعلت آخر ما يتذكره أولادنا أن هذا هو عيد رأس السنة القبطية.هم يحسبونه عيداً للشهداء وهذا ليس خطأ إيمانياً لكنه الخلط بين مناسبتين لكل منها عيد مستقل.ترانيم مدارس الأحد رسخت هذا الربط الخاطئ بين أعياد الشهداء و رأس السنة القبطية فلم يعد في ذاكرة أطفالنا سنة قبطية و لا يدركون في أية سنة قبطية نعيش.بينما تعتز الكنائس التقليدية السريانية و الشورية و البيزنطية و المارونية و غيرها بعيد رأس السنة لكنيستها الذي ترتب علي اساسه خدمات العام الروحية.أما نحن فقد أربكنا أطفالنا بهذه المناسبة .ما المانع من ترحيل هذه الإحتفالات و لو اسبوعاً واحدا من عيد النيروز.
- لابد من وضع ترانيم جديدة للأطفال تخص سنة النيروز و قيمتها الروحية دون الربط الخاطئ بينها و بين أعياد الشهداء.كذلك لابد من إنتباه الوعاظ بكافة درجاتهم بتوضيح هذا الفرق بين المناسبتين. لأنك إذا أردت البحث عن عظات أو تأملات لعيد النيروز فستجدها في أغلبها عن القديسين الشهداء و هم يستحقون كل تكريم لكن مرة أخري كل عيد له ضرورة في الكنيسة لا نتجاوزها أو نستبدلها بعيد آخر.
- كل سنة جديدة قبطية 1737 شهداء و أنتم بكل نعمة مقدمين الشكر لصلاح الله الذي جاء بنا إلي هذا اليوم المقدس.