كتبت - أماني موسى
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة، اليوم، تركزت حول أبرز وأهم التحديات والإنجازات التي شهدتها مرحلتا التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم العالي في السنوات الماضية، وذلك خلال افتتاح الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة برج العرب بالإسكندرية.
أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى التوجيهات الدائمة للرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة، بأن التعليم يمثل قضية أمن قومي، ويأتي على رأس أولويات الدولة، ولذا كان هناك إصرار على تحسين جودة التعليم القائم بما يتوافق مع النظم العالمية، خاصة أن النظام التعليمي القائم لم يكن مواكبًا للعصر، ولم ينتج شابا مصريا قادرا على أن يواكب المستجدات العلمية والعالمية والحضارية.
وكشف رئيس الوزراء عن التحديات التي واجهتها منظومة التعليم لبدء عملية التطوير، من بينها الحاجة إلى بناء 40 ألف فصل جديد حتى العام المالي 2021/2022، إلى جانب التوسع في إنشاء المدارس المصرية اليابانية، وهو مشروع آخر تبناه الرئيس السيسي لتخريج طفل مصري يتواكب مع أحدث النظم في التعليم وهو النموذج الياباني، وكان المستهدف بناء 62 مدرسة يابانية، وأيضاً التوسع في تجربة مدارس النيل، كنموذج آخر من المدارس الحكومية المتميزة التي نسعى لاستحداثها، بواقع 22 مدرسة.
مشيرًا إلى أن مصر لديها ما يقرب من 30 ألف مدرسة، تضم ما يقرب من نصف مليون فصل، ونتيجة للكثافة والتكدس، قد نجد مدرستين يتشاركان في مبنى واحد لحل مشكلة الكثافات الموجودة، لافتاً إلى أنه طبقاً للعام المالي المنتهي 2019/2020 فإن لدينا أكثر من 23.5 مليون تلميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي.
لافتًا إلى أن العدد النموذجي لعدد التلاميذ في الفصل هو 40 طالب، ولكن نتيجة للظروف أصبحت الكثافات في 19% من المدارس ما بين 40 – 50 طالبا في الفصل، و في14% من المدارس بين 50 – 60 طالبا في الفصل، و في 7.5% من المدارس بين 60 – 70 طالبا في الفصل، وفي 6.7% من المدارس نسبة الكثافة فوق 70 طالبا في الفصل، مؤكداً أنه مع حجم الإنشاءات التي تتم للفصول مازال لدينا تحد، حيث نحتاج لإنشاء 73 ألف فصل جديد، بتكلفة تصل إلى 40 مليار جنيه، فقط لحل مشكلة الكثافة الكبيرة وليس الزيادة السكانية المطردة.
وأوضح رئيس الوزراء أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في البناء فقط، فالدولة تستطيع إنجاز بناء 73 ألف فصل جديد وتوفير مبلغ الـ 40 مليار جنيه المطلوب لتنفيذ هذا العدد من الفصول، ولكن الإشكالية الحقيقية تكمن في ظاهرة حجم البناء العشوائي غير الرسمي الذي تم في مصر على مدار الـ 40 سنة الماضية، والذي يمثل نحو 50% من العمران القائم في مصر، فالغالبية العظمى من سكان مصر في مساحة لا تتجاوز 7% من مساحة مصر، وهي الكتلة العمرانية التي تشهد زيادة سكانية كبيرة وتتمثل بها مشاكل عجز المدارس وكثافات الفصول.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن المشكلة في هذه المناطق أنه لا يوجد أراض لبناء المدارس عليها، وهذه هي الإشكالية الكبيرة جداً؛ فأي مدرسة لا بد وفقاً للتخطيط أن تكون على مسافات قريبة من السكن كي يتمكن الطلاب من الذهاب اليها بسهولة ويسر، وأصبح أمام الدولة تحد حقيقي يمكن في ايجاد أرض فضاء في تلك المناطق لبناء مدارس عليها لخدمة هذه الكتلة السكانية، وبالتالي تلجأ الحكومة إلى نزع ملكية أراض لبناء مدارس ومنشآت تحقق النفع العام وتخدم المواطنين.