كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الأربعاء، بيانا جديدا، جاء نصه كالأتي :
الفلسطينيين وقعوا في مصيدة التسوية التفاوضية قبل سنوات وكان هذا فخا لهم الى ان وصلنا الى اوسلو وتبعاتها ونتائجها الكارثية والتي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم، كيف كنا في ايام القائد جمال عبد الناصر وكيف اصبحنا اليوم وهذا سؤال يسأله الكثيرون لماذا وصلنا الى هذا المستوى من الترهل والضعف وانعدام البصر والبصيرة وانحراف البوصلة في وطننا العربي ؟!.
واقعنا مرير ولكن وبالرغم من هذه الاوضاع التي نمر بها وبالرغم من حالة الترهل العربي والخلل الكبير الذي نشهده الا اننا كفلسطينيين سوف ننهض مجددا من بين ركام ما جلبته لنا المفاوضات العبثية والتسويات الوهمية والتي لم تكن نتيجتها الى مزيدا من الاستيطان وسرقة القدس وبناء الجدران العنصرية والاعتقالات التعسفية كما وغيرها من السياسات الظالمة .
ان اسرائيل لا تؤمن بالسلام وما تريده هو فقط ان تحافظ على قوتها وامنها وتفوقها العسكري ولذلك فإنني اقول لهؤلاء المطبعين بأن نتيجة ما أقدمتم عليه سوف تكون ان اسرائيل سوف تمتص ثرواتكم واموالكم وسوف تبتزكم وتستغلكم ونحن قلقون عليكم وعلى بلدانكم وعلى شعوبكم .
تذكروا الشهيد ابو عمار الذي وقف قبل اكثر من عشرين عاما في نفس المكان الذي وقفتم فيه البارحة امام البيت الابيض ، ماذا حدث مع ابوعمار ؟ كانت النتيجة بعد سنوات ان حاصروه وقتلوه فهؤلاء لا يوجد عندهم اصدقاء وصديقهم الوحيد هو مصالحهم ولذلك ما نتمناه هو الحرص والانتباه لكي لا يتم استغلالكم وسرقة ثرواتكم واموالكم على حساب شعوبكم وتقدم بلدانكم .
اما نحن الفلسطينيون فيجب ان نتعلم من الاخطاء التي ارتكبت عندنا ويجب ان يكون هنالك تجديد في الفكر والرؤيا ويجب ان نخلع الثوب القديم وان نلبس ثوبا جديدا هو ثوب الوعي والحكمة والرصانة والاستقامة والعمل المشترك من اجل توحيد الصفوف وانهاء الانقسامات لكي ندافع عن قضيتنا ولكي نحقق امنياتنا وتطلعاتنا الوطنية.
لا نتمنى الشر لاي قطر عربي فهؤلاء هم اشقاءنا حتى وان اخطأوا ونتمنى ان يكتشفوا قريبا بأن هنالك خطأ ما قد ارتكب ويجب تصحيحه قبل فوات الاوان .
الشعوب العربية هي شعوب شقيقة هكذا كانت وهكذا ستبقى وتحفظنا على مواقف سياسية وعلى بعض القادة العرب لن يثنينا من ان نتواصل مع الشعوب العربية التي كانت وما زالت تدافع عن فلسطين وتنادي بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى .
لا نثق بمعاهدات سلام واتفاقيات توقع امام البيت الأبيض لان كل هذا هدفه هو خدمة اسرائيل والمصالح الأمريكية في منطقتنا حتى وان كان على حساب شعوبنا العربية.
كم نحن بحاجة الى الصحوة والوعي في هذه الظروف ، كم نحن بحاجة لأن يدق ناقوس الخطر حتى يعود الضالين الى رشدهم ويصححوا أخطاءهم .
نحن على يقين بأن مستقبل هذه الامة سوف يكون افضل من حاضرها ونحن نراهن على شعوبنا العربية ونراهن على الحكماء والعقلاء الذين يقولون كلمة الحق دون ان يخافوا من احد .
الفلسطينيون مصممون على ان يسيروا الى الامام في خدمة بلدهم وشعبهم ودفاعهم عن قضيتهم العادلة ونتمنى الخير لكافة اقطارنا وشعوبنا العربية فنحن لا نتمنى الشر لاحد ولا نريد اعداء بل اصدقاء متفهمين لعدالة قضيتنا ومن واجبنا جميعا ان نعمل من اجل ان تتعزز هذه الرؤيا وهذه الأفكار.
لن يخيفنا التطبيع ولن تخيفنا اية مؤامرة على شعبنا الفلسطيني ، فالفلسطينيون اليوم وصلوا الى مرحلة من النضج والوعي بعد كل النكبات والنكسات التي حلت بهم واصبحوا قادرين على ان يميزوا ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود ، وأوسلو وتبعاتها أحدثت هزة عنيفة في مجتمعنا الفلسطيني والى صحوة لدى الكثيرين ونتمنى ان تزول الانقسامات وان تتوحد الصفوف دفاعا عن اعدل وانبل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .