تعد محافظة المنيا، إحدى المحافظات التى تزخر بالآثار الإسلامية وفى مقدمتها مدينة البهنسا أو البقيع الثانى، هذا إلى جانب أن المنيا تحتوى على العديد من المساجد العريقة والتاريخية ومنها مسجد سيدى أحمد الفولى واللمطى سيدى على المصرى وغيرها من المساجد وكذلك المسجد العتيق بسمالوط، الذى يحمل أقدم مئذنة بالمنيا ويطلق عليها المئذنة المائلة، التى يعود عهدها إلى أكثر من 1000 عام بنيت فى العصر الفاطمى .

 
تقع مئذنة المسجد العتيق بين الكتلة السكنية بمركز سمالوط بنيت جدرانها بالطوب اللبن، وهى تحفة معمارية يظهر عليها معالم التاريخ وهى ضمن المسجد العتيق الذى تم بناؤه فى عام 368 هجريا فى العهد القاطمى. 
 
تلك المئذنة المائلة تقع ضمن حرم "المسجد العتيق" والذى بنى عام وقد تسببت عوامل الطقس فى تساقط أجزاء كثيرة من جدران المسجد وهذا استدعى التدخل والترميم، ما تسبب فى إخراجه من الآثار إلى مديرية الأوقاف لكن تظل الماذنه شاهده على براعة الفن الهندسى فى العصر الفاطمى.
 
مكونات المسجد 
لقد حرص المهندسون فى هذا الوقت على اختيار أعلى مكان فى المنطقة لبناء المسجد عليه حيث تم بناءه على تل كبير يصل ارتفاع ما يقرب من 25 متر وبجانبه مئذنة تجاوزت 36مترا وهى مكونة من عدة طوابق يبلغ طول كل منهم 5 أمتار تقريبا وتملأها الزخارف النباتية والهندسية، ودرجة ميلها 21 درجة تقريبا وتم بناءها بالطوب اللبن وفى التسعينات تلاحظ تأثير عوامل التعرية على المسجد التى بنيت بالطوب اللبن وهذا ما دفع القائمين على المسجد لإعادة بناء المسجد من جديد خوفا على أرواح المصلين. 
 
مئذنة المسجد العتيق قبلة الباحثين
 تبقى مئذنة المسجد العتيق الشاهد على المسجد الأثرى الذى يأتى إليها عشرات الباحثين من كليات الآثار المختلفة بمصر لمشاهدة براعة التصميم والفن المعمارى، الذى أدهشهم خاصة وجود ميل بها كنوع من التصميم المقصود ولا تزال حالة جيدة ولا يوجد بها أى تشققات ولذلك تعد تلك المئذنة من مواد الآثار الإسلامية فى مصر، التى تؤكد براعة الهندسة فى العصر الفاطمى، وعلى الرغم من أن المسجد خرج من أشراف الأقل الإسلامية فى الخمسينات وتحول إلى إشراف الأوقاف، إلا أن المئذنة لا تزال شاهدة على التاريخ وتصنع التاريخ لمحافظة المنيا، يذكر أن الأسلوب الهندسى فى العهد القاطمى كان يتميز بتشييد المآذن المائلة.