​توصل علماء إلى أنّ صغار الشمبانزي من الذكور الذين يفقدون أمهاتهم بالصغر، يتأثرون كثيرا بالأمر فيما بعد، ويختلف مسار حياتهم عن أقرانهم.
 
وبحسب نتائج دراسة حديثة أجراها العلماء على قردة الشمبانزي في منتزه تاي الوطني في كوت ديفوار، فصغير الشمبانزي، بعد فقدانه لأمه يصبح لدى بلوغه أقل منافسة وأقل إنجابا، وفقا لدراسة نشرها موقع ساينس أدفانسيز العلمي. 
 
وبحسب موقع "دويتش فيله"، فالأثر العميق لفقدان الأم في حياة الشمبانزي، يعود إلى الدور الرئيسي الذي تتولاه الأم في العناية به صغيرا بعد ولادته، حيث يظل معها طوال الوقت لحين بلوغه فترة المراهقة، وهي خاصية نادرة في عالم الحيوان.
 
ويرى العلماء أنّ الشمبانزي وحتى بعد بلوغه لسن يسمح له بالاعتناء بنفسه، تظل أمه مسؤولة عن تعليمه أساليب ومهارات الحياة اللازمة لنموه، إذ "تعلم الأم صغيرها كيف يجد أفضل طعام وطريقة استخدام الأدوات لاستخراجه، والوصول للغذاء المخبأ كالحشرات والعسل والمكسرات"، حسب ما تقول كاثيرن كروكفورد المشرفة على الدراسة.
 
ويُعتقد أنّ الفضل في القدرة الخاصة على اكتشاف الطعام المغذي، يعود إلى تمتع الشمبانزي وغيره من القردة بمخ أكبر من حيث الحجم مقارنة بالحيوانات الأخرى التي تنتمي لفصيلة الرئيسيات من الثدييات، كما يشير تقرير نشره موقع صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
 
ويعتمد صغير الشمبانزي حتى بلوغه سن المراهقة على أمه، واستغرقت الدراسة، التي تم إنجازها بالتعاون مع معهد ماكس بلانك لأنثروبولوجيا التطور، 30 عاما تم خلالها جمع بيانات وعيانات من 3 مجموعات مختلفة من الشمبانزي، وفقا لما يذكره موقع المعهد.
 
وتقول كاثرين كروفورد: "قد نتوقع السبب وراء بقاء الشمبانزي مع أمه وسفره معها وتناوله للطعام برفقتها يوميا لحين وصوله لسن المراهقة، وهو أنّ مشاهدة أمه تساعده على التعلّم".
 
ويعتقد الباحث المشارك في الدراسة رومان فيتيج، أنّ الأمهات لا تنقل لصغارها طرق العيش في الحياة فقط، بل تعلمه كذلك مهارات التعامل مع الحيوانات الأخرى، ويقول فيتيج إنّ الشمبانزي كالإنسان يعيش في مجموعات معقدة تتكون من تحالفات وتشهد منافسة، وبالتالي :ربما يتعلمون من أمهاتهم متى يمكن عقد تحالفات ومتى عليهم القتال".