تحتفل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى 21 سبتمبر من كل عام، باليوم العالمى للسلام، الذى بدأ الاحتفال به عام 1981، وخصص هذا اليوم لتعزيز قيمة السلام، من خلال هدنة 24 ساعة لتجنب العنف ووقف إطلاق النار.

 
يأتى الاحتفاء العالمى بالسلام، والذى يوافق اليوم الإثنين، فى ظل جائحة كورونا التى تهدد أكثر من 7.594 مليار إنسان يعيشون على وجه الأرض، ما يوجب على البشر التوحد ضد عدو مشترك.
 
وتقول الأمم المتحدة، على موقعها بشبكة الإنترنت: "يُحتفل باليوم الدولى للسلام سنويا بجميع أنحاء العالم فى 21 سبتمبر.. وتجلى فى هذا العام تجليا واضحا أننا لسنا أعداء لبعضنا بعضا، بل إن عدونا المشترك هو فيروس لا يكل فى تهديده صحتنا وأمننا ومعايشنا، لقد أوقعت جائحة كوفيد - 19 عالمنا فى حالة من الاضطراب وذكّرتنا بأن ما يحدث فى جزء واحد من الأرض يمكن أن يؤثر فى الناس فى كل مكان".
 
فى شهر مارس الماضى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، جميع الأطراف المتحاربة إلى إلقاء أسلحتها والتركيز على المعركة ضد هذا الوباء العالمى الذى لم يسبق له مثيلا، وفى حين أن الرسالة كانت موجهة للأطراف المسلحة، فإن هناك حاجة كذلك إلى التضامن والتعاون عبر الحدود والقطاعات ومشاركة كل الأجيال لكسب هذه المعركة الجديدة ضد أسوأ أزمة للصحة العامة فى عصرنا.
 
وكان من المفترض أن يكون عام 2020 عامًا للأمم المتحدة تنحو فيه منحى الاستماع والتعلم، فدعت الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها الملايين فى جميع أنحاء العالم إلى الانضمام إلى الاحتفال بتلك الذكرى، الذى سيكون أكبر حوار عالمى بعيد المدى بشأن بناء مستقبل سلمى ومزدهر نصبو إليه.
 
تضيف الأمم المتحدة: "بينما نكافح لهزيمة جائحة كورونا، أصبحت أصواتكم أكثر أهمية من أى وقت مضى، ففى هذه الأوقات العصيبة من تدابير العزل الاجتماعى، سيوقف هذا اليوم الدولى للسلام لتعزيز الحوار وجمع الأفكار، وستوجه دعوة إلى العالم لتوحيد الأفكار وتبادلها بشأن كيفية تجاوز هذه العاصفة، وبما يمكن من تعافى عالمنا وتغييره إلى الأفضل، وعلى الرغم من احتمال عجزنا عن معاضدة بعضنا بعضا، فإن الحلم لم يزل ممكنا".
 
وتقرر أن يكون موضوع وشعار عام 2020 لليوم الدولى للسلام هو ’"تشكيل السلام معا"، فاحتفلوا بهذا اليوم من خلال نشر التعاطف والرحمة والأمل فى مواجهة الوباء، وقفوا مع الأمم المتحدة فى مواجهة محاولات استخدام الفيروس للترويج للتمييز أو الكراهية، وانضموا إلينا لنتمكن من تشكيل السلام معًا.
 
فشلت الجائحة
ويبدو من الدراسات أن كورونا فشل فى مهمة توحيد البشر باعتباره عدوا مشتركا يهدد كل البشر دون تمييز، فبحسب تقارير دولية صدرت فى يونيو الماضى، يتأثر نصف أطفال العالم، أو ما يقرب من مليار طفل، سنويا بالعنف الجسدى والجنسى والنفسى، ويعانى هذا الجيل الصاعد من الإصابات والإعاقات والوفاة، لأن الدول فشلت فى اتّباع استراتيجياتها الموضوعة أصلا لحمايتهم.
 
كما أن الحروب والصراعات حول العالم لم توقفها الجائحة ولكن منحتها هدنة سريعة، ثم عادت للاشتعال من جديد.
 
وأكد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف"، فى وقت سابق من هذا العام، أن تزايد العنف وانعدام الأمن يهدد ما يقرب من 2.3 مليون فى عام 2020.