كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الاثنين، بيانا جديدا، جاء نصه كالأتي :
ندعو مسؤولي المدارس في مدينة القدس وخاصة في البلدة القديمة بضرورة التفكير بشكل عميق وجدي والعمل على فتح المدارس وبأسرع ما يمكن حفاظا على طلابنا وحفاظا على مدارسنا ورسالتها وحضورها في مجتمعنا .
نرفض رفضا قاطعا وأكيدا شطب دور المدرسة في حياة الطلاب والبعض باتوا يتحدثون عن التعلم عن بعد واستخدام الحاسوب وامكانية ان تكون هذه الظاهرة مستمرة ومتواصلة لوقت طويل ، وهذا امر في غاية الخطورة فلا يمكن ان يكون الحاسوب بديلا عن المدرسة وبديلا عن الكتاب والمعلم الذي يجب ان يكون اللقاء معه وجها لوجه وليس عبر هذه التقنيات التي لا نقلل من اهميتها ولكن لا يجوز ان تكون على حساب مدارسنا وابناءنا الذين يفتقدون مدارسهم في هذه الأيام .
في مدينة القدس وخاصة في البلدة القديمة الحاسوب ليس متاحا للجميع كما ان النت ضعيف في بعض الاحياء وهنالك اسر كبيرة تعيش في بيوت صغيرة حيث ينام اكثر من 10 انفار في بيت صغير قد يكون غرفة او غرفتين .
فكيف يمكن ان يكون هنالك تعلم عن بعد في ظل هذه الاجواء ؟! لا تظلموا طلابنا فمسألة التعلم عن بعد هي سياسة تجهيل متعمدة ويجب ان يعود الطلاب الى مقاعد الدراسة والا تبقى مدارسنا مغلقة مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار وجود الكورونا واتباع الوسائل الوقائية والصحية المطلوبة .
لسنا دعاة استهتار في مسألة الكورونا ولكننا في نفس الوقت نرفض سياسة العقاب الجماعي فالناس جميعا يعاقبون وهم في منازلهم واذا ما كان هنالك مستهترون لا يلتزمون بالوقاية والصحة وغيرها من الامور المطلوبة لمكافحة الكورونا فما ذنب كافة المواطنين لكي يعاقبوا بالحجر الصحي الالزامي في منازلهم وكأننا في حالة حرب وحظر تجول .
نحن في القدس القديمة لا يمكننا ان نخرج خارج الاسوار ولا يمكننا ان نذهب الى بيت لحم والى غيرها من المدن التي يجب ان نتواصل مع ابناءنا فيها .
نطالب بوقف هذا العقاب الجماعي الذي لن يساعد في وقف الوباء وما اخشاه هو ان تكون هنالك دوافع سياسية وراء هذا الاغلاق الشامل وخاصة في مدينة القدس.
افتحوا المدارس لطلابنا واوقفوا سياسة العقاب الجماعي التي ادخلت المواطنين في حالة توتر نفسي وخوف ورعب من مستقبل مجهول ناهيك عن المشاكل الاقتصادية والتحديات المعيشية حيث هنالك شريحة كبيرة من ابناء شعبنا يعيشون تحت خط الفقر .
اوقفوا هذه المأساة فلا نريد ان يؤدي وباء الكورونا الى كوارث انسانية واجتماعية وسيكولوجية .
نحن مع مكافحة الوباء ولكننا نرفض ادخال المواطنين في حالة هلع وخوف غير مبرر ناهيك عن الاوضاع المعيشية والاقتصادية المأساوية .
نتمنى ان يصل صوتنا الى اولئك الذين يتخذون القرارات بضرورة ان يُرفع الحظر الشامل واذا ما كان هنالك مستهترون يجب ان يحاسبوا وان يساءلوا والا يعاقب شعب بأكمله على خطأ لم يرتكبه .
اما الكورونا والتي لا نعرف عنها الشيء الكثير فهي فيروس عابر يدخل إلى الإنسان ويخرج منه بعد حين باستثناء بعض أولئك الذين عندهم أمراض مزمنة فهو ليس فيروس خطير كما يصوره البعض والكثيرون ممن أصيبوا شعروا ببعض العوارض ولكنهم بعد حين شفيوا وعادت اليهم صحتهم وعافيتهم .
كفانا تهويلا وتخويفا وادخالا للرعب في نفوس المواطنين وهذا لا يعني اننا نستهتر بالوباء فهو موجود وهنالك حاجة للوقاية والحماية واتخاذ كافة الإجراءات الصحية المطلوبة .